في مشاريع كبريانوس دنكجيان، المهندس اللبناني، الطراز "المينيماليست" بارز، علمًا أن دنكجيان يحرص على عدم السير في ركب "الترند" بل على التعبير عن أسلوب خاص في أعماله، والأخيرة عبارة عن مشاريع مريحة وملائمة لطرق عيش أصحابها، بالإضافة إلى تصميم المنتجات التي يرى فيها فرصة للتعبير عن الإبداع بشكل مختلف، ولإيجاد حلول جديدة لاحتياجات يومية.
في الحوار الآتي نصّه مع "سيدتي. نت"، يتحدث دنكجيان عن أسلوبه واستلهاماته وتأثيرات الطبيعة الخضراء على أعماله.
__
قدّم نفسك لقراء "سيدتي. نت".
مهندس معماري وتصميم داخلي مقيم في بيروت، مع خبرة ممتدة إلى 12 عامًا في هذا المجال. مشغوف بتصميم مساحات داخلية "استثنائية"، تجمع بين الجمالية والراحة، كما تُحقّق الوظائف المنوطة بها، مع الاستيحاء من الثقافة الغنية والتاريخ اللبناني.
صمّمت المجوهرات لفترة؛ هل تعتقد أن مبدأ التصميم واحد، مهما كانت طبيعة المشروع الذي تشتغل عليه؟
تصميم المجوهرات وتصميم الديكور الداخلي مجالان إبداعيان مختلفان؛ في إطار تصميم المجوهرات، أعمل على قطع معقدة، ستحملها الأصابع والمعاصم والرقاب والآذان، وعلى نطاق صغير، مع التركيز على المواد والأحجار الكريمة والجماليات. بالمقابل، في إطار تصميم الديكور الداخلي، أقارب أي مشروع، مع الأخذ في الاعتبار، عوامل متغيرة، مثل: تفضيلات العميل وتخطيط المساحة وجو الموقع. تصميم الديكور الداخلي، بمثابة لغز، إذ هو يتصل بمجموعة من التحديات والفرص ويتضمن إنشاء بيئات وظيفية ومتناغمة، على نطاق أوسع مقارنة بتصميم المجوهرات.
لاحظتُ ميلًا إلى اللعب على غرار الأطفال، في بعض أعمالك في مجال التصميم الداخلي وتصميم المنتجات؛ ماذا حملت من طفولتك إلى مهنتك؟
منذ سنوات طفولتي، شغفت بحب هندسة العمارة، فقد كنت أقضي ساعات طويلة في استخدام قطع التركيب (الليغو) لإعلاء المنازل والعمارات، بالإضافة إلى رسم الأخيرة. هذا النشاطان كشفا عن موهبتي المبكرة في تشكيل المساحات والديكور.
قد يهمّك أيضًا، الاطلاع على المهندسة نهى محسن: أترك توقيعي على التصميم بعيدًا من التأثر بأحد
تتعدد المشاريع السكنية التي صممتها بحسب طراز الحد الأدنى (المينيماليست)؛ هل تُفضّل هذا الأسلوب؟ وكيف تُقولبه، ليحمل بصماتك؟
أمتلك إيمانًا قويًّا بفعالية الطراز "المينيماليست" في إنشاء مساحات جمالية ومريحة للغاية. لجعل المشروع الذي أشتغل عليه مُحمّلًا بهوية "مينيماليست"، أمزج الخطوط الواضحة بالأشكال، مع اختيار الألوان بعناية شديدة، لإثارة شعور بالهدوء والثقة في صفوف شاغلي المكان.
لون دافئ ومرح
تُفضّل اللون الأصفر؛ ما هو دور الأخير في التصميم؟
طالما كان الأصفر مُفضّلي، بغض النظر عن الموضة والتقليعات، لذا أضيف اللون المذكور إلى مشاريعي في مجال تصميم الديكور الداخلي، لإضفاء لمسات مرحة ودافئة على المساحات. إلى ذلك، يجذب اللون المذكور العين ويُحقّق الراحة ويُشعر بالسرور. قد تحمل اللون الأصفر، الإكسسوارات أو اللوحات الفنية أو قطع الأثاث المُميّزة، مع انتقاء الأخيرة بعناية.
يهدف التصميم الداخلي إلى إشاعة أحاسيس معينة مرغوبة من شاغلي المكان أو أصحابه؛ ما هي الأحاسيس التي تحاول بثها بصورة متكررة؟
يتمحور أسلوبي في تصميم الديكور الداخلي حول إنشاء مساحات تربط الذين يعيشون فيها بروابط عاطفية عميقة. لتحقيق ذلك، أستخدم خطوطًا نقيّةً وأشكالًا بسيطةً، لا سيما الأشكال المنحنية اللطيفة والخطوط المستقيمة الدقيقة. تجعل هذه التوليفة أصحاب المنازل يقعون في حب مساحاتهم الداخلية. يمزج أسلوبي أناقة البساطة بالدفء، ومع حسن اختيار العناصر لكل مساحة، تتحول كل لحظة منقضية داخلها إلى تجربة ثمينة.
بالإضافة إلى الطبيعة الخضراء بعناصرها الغنية، ماذا يلهمك؟
عندما أبدأ في الاشتغال على مشروع تصميم داخلي، أستمدّ الإلهام الأول من جمال الطبيعة وتناغمها، بهدف إشاعة أحاسيس، مثل: السكينة والتوازن، في المساحات. في الخطوة الثانية، أجالس العميل لفهم طريقة عيشه وأذواقه الشخصية. لكلّ مساحة اتجاه فريد؛ هدفي هو دمج العناصر الطبيعية التي أعشقها بأسلوب العيش، مما ينتج تصاميم داخلية تبدو "عضوية" ومثالية في إطار تلبية احتياجات الساكنين ورغباتهم.
قد يهمّك أيضًا، الاطلاع على المهندس سام سعادة: الإضاءة تترجم طابع المشروع وجوّه
تصميم المنتجات
حدثنا عن تصميم المنتجات، في مسيرتك المهنية؛ هل تُفضّل هذا العالم أكثر من التصميم الداخلي؟
تصميم المنتجات والعمل في مجال الأثاث والديكور الداخلي، جزءان مهمان من عالمي المهني، إلا أن لديّ اهتمامًا خاصًا بتصميم المنتجات، العالم الذي أرى فيه فرصةً للتعبير عن الإبداع بشكل مختلف. في هذا الإطار، يُمكن إيجاد حلول جديدة لاحتياجات يومية وجعل الحياة أكثر سهولةً وجاذبيةً. بالطبع، لا يمكن تجاهل شغفي بتصميم الديكور الداخلي وإضفاء جمال ووظائف على المساحات، لكن لدي إقبال خاص نحو تصميم المنتجات واكتشاف الفرص التي يقدمها العالم المذكور.