أفكار لاستخدام الموزاييك الجميل في أعمال ديكور المنزل

الموزاييك يكسو سطح العمل
سطح من الموزاييك

منذ ما قبل الميلاد، كان فنّ الفسيفساء يُجمّل الأماكن، ويُعبّر عن معتقدات دينية، وثقافات... وتطوّر الفنّ على مرّ العصور. في إطار الديكور الداخلي، ولّت الأيّام، التي كانت فيها اللوحات الفسيفساء تشغل المنزل كلاسيكيّ الطراز حصرًا، وذلك لأن المساحات المودرن تستقبل الفسيفساء، التي يشتغل بها الفنانون وصانعو المواد بأسلوب معاصر. في السطور الآتية، أفكار جذّابة لاستخدام الفسيفساء الجميلة، بأنواعها، في الديكور الداخلي.

لمحة تاريخية عن الفسيفساء

الفسيفساء
فن الفسيفساء قديم

الفسيفساء، شكل من أشكال الفنّ، الذي ظهر في أماكن منفصلة من العالم، على نطاق واسع، وفي أوقات مختلفة من التاريخ. لكن، في بيزنطة (مدينة إغريقية قديمة كانت تقع على مضيق البوسفور بتركيا)، ومن القرن الرابع إلى القرن الرابع عشر تحديدًا، ارتقى الفن المذكور ليصبح الفن التصويري الرائد. الفسيفساء، عبارة عن زخرفة مُعدّة من قطع صغيرة للغاية من الحجر أو الزجاج أو البلاط أو الصدف... مُرتبة بشكل دقيق على سطح، بوساطة لاصق. تتخذ قطع الفسيفساء هيئة مربعات صغيرة أو مثلثات أو أشكال منتظمة أخرى.

يرجع تاريخ أقدم الفسيفساء المعروفة إلى القرن الثامن قبل الميلاد، وكانت مصنوعة من الحصى، وهي تقنية صقلها اليونانيون في القرن الخامس. استخدم الرومان، من جانبهم، الفسيفساء على نطاق واسع، خصوصًا في تزيين الأرضيات. كان الأمريكيون، بدورهم، في عصر ما قبل كولومبوس، يُفضّلون الفسيفساء المصنوعة من العقيق والفيروز وعرق اللؤلؤ.

 

أنواع الفسيفساء

حمام مودرن مع استخدام الفسيفساء في أحد أجزاء الجدار
حمام مودرن مع استخدام الفسيفساء خلف المغسلتين

هناك العديد من أنواع فن الفسيفساء التي تندرج تحت الآتي:

  • الفسيفساء الكلاسيكية: ترجع إلى عصور اليونانيين والرومان، عندما أعدّ الفنانون أعمالًا مذهلة من الفسيفساء لا تزال ماثلة حتّى اليوم. تُقطّع الفسيفساء الكلاسيكية، في موقع العمل، إلى قطع صغيرة، بصورة يدوية، للاشتغال عليها.
  • الفسيفساء العضوية: تُعرف بأنها مُنفّذة بوساطة الحجارة أو الأصداف وأي نوع آخر من المواد العضوية.
  • الفسيفساء الصناعية: ترجع إلى الحركة الفنّية الحديثة والمعاصرة، مع استخدام الزجاج والمعدن في تصميمات الفسيفساء. الجدير بالذكر أن قطع الزجاج والمرايا ليست مواد جديدة للفسيفساء، ويمكن العثور عليها في الأعمال الكلاسيكية لفن الفسيفساء، لكن طريقة الاستخدام الحديثة والمعاصرة مختلفة. هناك أيضًا، الفسيفساء الصناعية باستخدام أدوات صناعية، مثل: نفث الماء (ووترجيت).
  • الفسيفساء الحرفية: في الجوهر، الفسيفساء مصنوعة يدويًّا، وبالتالي هي حرفية، لكن البلاط المقطوع بوساطة نفث الماء الحديث ليس مصنوعًا يدويًّا أو بطريقة تقليدية. الجزء المثير للاهتمام في الفسيفساء الحرفية أنها لا تقتصر على الأرضيات والجدران بل توظف في تصميم المصابيح وأسطح الطاولات والمغاسل...
  • الفسيفساء مُسبّقة الصنع: تُعدّ في المصانع أو ورش العمل للمشاريع التصميمية حيث يكرر النمط على مساحات كبيرة، من دون جهد من جانب العامل.

نماذج عن الفسيفساء لتزيين المنزل

أرضية يتخللها تصميم من الفسيفساء
الفسيفساء يحل على الأرضية

بحسب مهندسة الديكور الداخلي ريهام فرّان، تُزيّن الفسيفساء المنزل؛ أرضياته، وجدرانه، وتُضيف لمسات جذابة أينما تحل وحيويّة، خصوصًا أن الفسيفساء مفعمة بالألوان.
تقول المهندسة إن "اللوحات الفسيفساء تحول الجدران إلى ناطقة بآيات الجمال، خصوصًا مع دعم اللوحات بإنارة غير مباشرة، علمًا أن تقاسم الخشب النافر مع لوحات الفسيفساء الضخمة الجدران يرفع الديكورات في صالة الاستقبال قيمة". وتنصح المهندسة بـ"اختيار ألوان صاخبة للوحات المذكورة حتى تفرض حضورها في المكان. لكن، هناك قاعدة عامة، في هذا الإطار، تقضي بالتنسيق بين ألوان الفسيفساء وألوان عناصر الديكور الأخرى، لا سيما الأرضيات والجدران والأثاث".

من جهة ثانية، بحسب شروح المهندسة، يُمكن الاكتفاء بإعداد لوحات الفسيفساء وتوزيعها وحيدة على الجدران؛ سواء في الصالة المنزلية أو بصورة يعلو العمل الفني طاولة "الكونسول" في المدخل، عوضًا عن المرآة، مع حضور وحدة إنارة، سواء على سطح طاولة الكونسول أو على الجدار حيث اللوحة. وتلفت المهندسة إلى نموذج جميل عبارة عن تصميم لوحة الفسيفساء لتحل على جزء من جدار المدخل، وذلك من الأرضية إلى السقف، على أن يُصمّم رف في الوسط، بصورة يقطع اللوحة بصورة نصفية. تؤطر اللوحة بالخشب، مع دعمها من الخلف بالإنارة أو من الأمام بالإنارة النازلة.
في مدخل المنزل الخارجي، حيث الباب الخشب الضخم، تؤطِّر الفسيفساء الأخير، مع حضور الإنارة الجدارية الواضحة أو المخفية. في هذا النموذج، يحلو تحقيق التناقض بين ألوان الفسيفساء الفاتحة، والخشب الداكن التابع للباب.
في الحمّام الفسيح، والمُميّز بديكوراته، تحضر الفسيفساء على الجدار في مكان واضح من غالبية الزوايا، على أن يشغل يمين اللوحة ويسارها، زوجان من المغاسل، مع التزيين أيضًا بنبتة طبيعية. قد يُكتفى بحضور اللوحة، جنبًا إلى جنب مغسلة واحدة مدمجة بالجدار.
تبدو الأرضيات، بدورها، والتي تتخللها لوحات من الفسيفساء فخمة، مع ضرورة أن تكون المساحة التي تستقبلها واسعة، على أن لا تتجاوز مساحة اللوحة الواحدة أكثر من 30% من كامل الفراغ. تحلو اللوحة على الأرضية، في المدخل، أو صالة الاستقبال، مع التنسيق مع السقف لناحية الأبعاد.
الفسيفساء جميلة أيضًا، في ممرات الحديقة، أو مدخل المنزل الخارجي، وذلك على الأرضيات، مع توظيف "السبوتات" الأرضية في الإضاءة...

في العموم، توفر الفسيفساء فرصًا لتصاميم منوعة، وفريدة من نوعها، بشكل استثنائي؛ من الفسيفساء المعقدة إلى التصاميم الجريئة والمجردة، تقدم الأنماط الهندسية جماليّةً حديثةً ومُتطورة تكمّل مجموعة واسعة من الأساليب المعمارية. وهناك اتجاه في الوقت الحاضر نحو دمج تقنيات الفسيفساء التقليدية بجماليات الديكور المعاصر، ما يحقق لمسة نهائية مبتكرة ومذهلة بصريًا.
 

معلومات عامة عن اللوحات الفسيفساء

لوحة تعبر عن فن الفسيفساء في المغرب
لوحة من الفسيفساء تنتمي إلى الفن الإسلامي
  1. لا حصر لموضوعات اللوحات الفسيفساء التي قد تُعبّر عن الطبيعة أو تُقلّد لوحات كبار التشكيليين أو حتى تكون تجريدية.
  2. كان حضور لوحات الفسيفساء يرتبط بالمنازل ذات الديكورات الكلاسيكية. لكن، في الوقت الراهن، تتزيّن المنازل المودرن باللوحات الفسيفساء، التي تُنفّذ باستخدام ألوان دارجة.
  3. من الجذّاب تصميم أسطح الطاولات من الفسيفساء، فتعدّ الأخيرة رسومًا تتخذ هيئة أشكال هندسية.