هناك خيطٌ رفيعٌ، يفصلُ ما بين الموضةِ والديكور، وقد أسهمت منصَّاتُ التواصلِ والعالمِ الافتراضي في تقاربِ العالمَين أكثر، إذ يستحيلُ على مصمِّم الديكور والمهندس أن يبدعَ دون الاطلاعِ على أحدثِ اتِّجاهاتِ الموضة من ألوانٍ، وأقمشةٍ، وقصَّاتٍ. لقد سهَّلت مواقعُ التواصلِ القفزةَ ما بين الهندسةِ والموضة، فمعرفةُ الاتِّجاهاتِ قبل العصرِ الافتراضي، كانت تفترضُ مطالعةَ المجلَّاتِ، ومتابعةَ الأخبارِ على شاشاتِ التلفزيون. أمَّا اليوم فقد باتت المعلوماتُ أقربَ إلينا، إذ بمجرَّدِ تصفُّحِ محرِّكٍ للبحث، تنهالُ علينا المعلوماتُ التي نريد، وتصبحُ في حوزتنا، ونحن جالسون على كرسي أمام شاشةِ الكمبيوترِ المحمول. سنأخذكِ سيدتي في جولةٍ لتكتشفي حقيقةَ الصلةِ التي تربطُ ما بين العالمِ الهندسي والموضة.
إعداد: كارلا باسيل
مصادر الإلهام
بدايةً، يجبُ علينا أن نقرَّ بأننا نختارُ ملابسنا بالطريقةِ نفسها التي ننتقي فيها الديكورَ المنزلي، أي بناءً على ذوقنا الخاصِّ المستوحى ممَّا نراه، أو خبرناه في الحياة، وستكتشفين معنا سيدتي في هذا المقالِ، أن هذَين القطاعَين، يعبِّران عن هويَّةٍ ذاتيَّةٍ، وأنهما ترجمةٌ لأحاسيسنا وانفعالاتنا.
من المهمِّ جداً أن نعرفَ، أن ما يغلِّفُ أجسامنا، وما نزخرفُ به منازلنا، يرتبطان ببعضهما مثل ارتباطِ الليلِ بالنهار، وهما قد يتقاطعان، أو يُكملان بعضهما أحياناً. قد يبدو تأثيرُ الموضةِ على عالمِ الديكور جلياً من خلال مروحةِ الألوانِ المستعملةِ في تأثيثِ المنزل وهندسته، لذا من الطبيعي عندما يختارُ المصمِّمُ ألوانَ مجموعاته، أن ينعكسَ خياره على الديكورِ لجهةِ ألوانِ طلاء الجدران، وقطعِ الإكسسواراتِ المنزليَّة التي تتوِّجُ جوَّ الغرفة. كذلك يتأثَّرُ اختيارُ القماشِ المستعملِ في الديكور بالموضةِ سواءً كان مطبَّعاً بالوردِ، أو مزداناً برسومٍ هندسيَّةٍ، فالمهندسون الداخليون، يستعينون بالقماشِ السائدِ، وطبعاته في تحديدِ الستائر بكلِّ غرفةٍ، وقماشِ الكنباتِ والكراسي المستعملةِ في المنزل.
تابعي معنا المزيد عن المهندسة ريا حبيب: المفهوم "المينيمالي" أساسي في كل تصاميمي
ويتأثَّرُ عالمُ الديكورِ بشكلٍ كبيرٍ باتِّجاهاتِ الموضةِ السائدة، فرواجُ الأزياءِ الجلديَّة، ينعكسُ مثلاً على تصميمِ المقاعدِ، والكراسي، وعلى قاعدةِ السريرِ في غرفة النوم، والمخملُ يستعانُ به في الكراسي، والكنباتِ، بينما يدخلُ القماشِ الميتاليكي في اختيارِ الوسائد. وتؤثِّرُ صيحاتُ الموضةِ أيضاً في تحديدِ نسقِ الديكور، فالطابعُ المينيمالي، ينعكسُ على بساطةِ القطعِ المستعملةِ في تصميمِ الغرف التي يقلُّ فيها الأثاثُ، ويتمُّ إيلاءُ المساحةِ البيضاء عنايةً قصوى. وتؤدي صيحةُ الفنتاج، والريترو إلى انعكاسِ ذلك على الديكورِ المنزلي الذي يتحوَّلُ إلى نسقٍ بوهيمي، أو إلى أثاثٍ مستوحى من القرونِ الوسطى.
ويتأثَّرُ الديكورُ بالموضةِ الموسميَّة المرتبطةِ بالأعيادِ، والمناسباتِ الفخمةِ الثابتة مثل احتفالاتِ العامِ الجديد، ودخولِ شهرِ رمضان، وغيرهما من المناسباتِ التي تتطلَّبُ نوعاً مميَّزاً من الديكور. إن الموضة متجذِّرةٌ في التاريخ، ومرتبطةٌ بثقافةِ الشعوب، فالأرت ديكو مستوحى من القرونِ الوسطى، وموضة الفنتدج، كانت سائدةً ما بين 1920 و1950 من القرن الماضي. وانطلاقاً من ذلك، يمكننا استيعابُ إدخال القماشِ الهندي والمغربي في تصميمِ المنزل، وستائرِ البانوهات يابانية الطراز التي تجسِّدُ مشهداً، يحاكي الطبيعةَ، ويقتربُ من مفهومِ التحفةِ الفنيَّة. لكنْ، ماذا عن فنِّ الديكور، هل يشبه عالمَ الموضةِ تماماً، أم أن هناك نقاطَ تقاربٍ وتفاوتٍ، تستحقُّ التوقُّف عندها؟
تابعي المزيد من نصائح ديكور لتحقيق الطراز الـفنتدج المعاصر
الطراز الماكسيمالي
يرتبطُ بالعصرِ الفيكتوري، والإكسسواراتِ المنزليَّة الذهبيَّة، أو الفضيَّة التي تنتمي إلى أسلوبِ الأرت ديكو، مع تنسيقِ ورقِ الجدران المطبَّع، والأثاثِ المزخرفِ بالذهبي. وهو نقيضُ المينيمالي البسيط، ويقتربُ من خطِّ المصمِّمة فيفيان وستوود لجهةِ الاستعانةِ بالتفاصيل المزدحمة، والألونِ الميتاليكيَّة، والطبعاتِ الهندسيَّة القويَّة مثل التارتان. وهو مزيجٌ من ألوانٍ حيويَّةٍ مع الميتاليكيَّة كالأزرقِ، والفضي.
في الفتراتِ التي تلت الحروبَ الطاحنةَ مثل الحربِ العالميَّة الأولى والثانية، ساد الديكورُ الماكسيمالي، لأنه يبعثُ الحياةَ والتفاؤلَ في نفس صاحبه، وقد تلقَّف المصمِّمون هذا الاتِّجاه، وتوسَّعوا فيه بمجالِ عملهم. ويتَّسمُ الطراز الماكسيمالي بالأرضياتِ المكسوَّةِ بـ «الباركيه»، مع السجادِ المنقوش، والأنسجةِ الدمشقيَّة، والستائرِ المخمليَّة. وللدانتيل حصَّةٌ أيضًا على المقاعدِ، والطاولاتِ، والرفوف. أمَّا وحداتُ الإضاءة فكثيرةٌ في ديكورِ المنزل الفيكتوري، وتشملُ المصابيحَ المنضديَّة المزخرفة، والثرياتِ، والشمعداناتِ، والأرائكَ المدعَّمة بالأزرار، والأثاثَ المنحوتَ من خشب الماهوجني، أو الجوزِ، أو البلوط، إضافةً إلى الأثاثِ المحفورِ باليد، كما كانت الأرضيَّةُ الرخاميَّة شائعةً أيضاً في المنازل. ومن أبرز روَّاد هذا النمطِ في مجالِ الأزياء، نذكرُ روبيرتو كافالي، وفندي، وفرساتشي.
أوجه الاختلاف بين عالمي الموضة والديكور
تكمنُ في طبيعةِ كلِّ عالمٍ، فاتِّجاهاتُ الموضةِ أقربُ إلى المنالِ من عالمِ تصميمِ الديكور، إذ إن تغييرَ مطبخٍ أمرٌ معقَّدٌ، لا بل أكثرُ تعقيداً من تبديلِ خزانةِ ملابسكِ. وهناك عاملُ اختلافٍ مردُّه مصادرُ كلٍّ منهما. الموضةُ تستقي الوحي من واقعِ الحياةِ، والتاريخِ، والثقافة، بينما تستوحي هندسةُ الديكورِ تصاميمها من اتِّجاهاتِ الموضة. مصمِّمو الموضة، يستوحون مجموعاتهم من محورٍ معيَّنٍ، أو من حدثٍ مهمٍّ، فيبنون خطاً كاملاً من الملابس، لكنَّ الديكور، يرتبطُ بتصاميمِ القماشِ، والخطوطِ، ومنحنياتِ الأزياء التي تغزو منصَّاتِ العروض، وتسهمُ في تبلورِ نمطِ الحياة ونبضها. الموضةُ آنيَّةٌ، وتستندُ إلى سلوكِ مستهلكٍ مزاجي، فيما يتمتَّعُ الزبون في الديكورِ بذوقٍ راسخٍ، لا يتأثَّرُ بالصيحاتِ الآنيَّة. في عام 2021، مثلاً، سيطرت الألوانُ الحياديَّة على قطاعِ الموضة، وتأثَّر عالمُ الديكور بهذا النهج، إذ شهدنا بروزَ الأثاثِ الفاتحِ المونوكرومي، والهادئ، والألوانِ الترابيَّة والقرميديَّة التي تحافظُ على الطابعِ النقي. هناك عاملٌ آخرُ، يتفوَّقُ فيه الديكورُ على الموضة، فالديكورُ عالمٌ أكثر استدامةً من تصنيعِ الملابسِ التي تسبِّبُ التلوُّثَ بنسبةٍ مخيفةٍ. صحيحٌ أن قطاعَ الملابس، بات يخضعُ أكثر لمعاييرِ الاستدامة، ويشجِّعُ على إعادةِ التدوير، وارتداءِ القطعِ القديمة، لكنَّ مستلزماتِ الديكورِ والمفروشات مصنَّعةٌ من موادَّ معادٍ تدويرها، ولا تؤذي الطبيعة، كما أن شراءَ قطعةٍ قد تكفي لجيلٍ كاملٍ، أو تكون لمدى الحياة، ويتوارثها الأحفادُ من الأبناء.
يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط
الجلد الفنتاج
يطغى على هذا النمطِ الأثاثُ المصنوعُ من الجلد، مع خشبٍ أسودَ من نوعِ ماهوجني، ويمكنُ الاستعانةُ فيه باللونِ الرمادي الفاتحِ مع الجلدِ الأبيض. ولطالما شكَّلت المفروشاتُ الجلديَّة طابعَ الفنتاج، وهي لا تستعملُ فقط في تأثيثِ بيوتٍ أثريَّةٍ، بل وفي البيوتِ العصريَّة أيضاً عبر الاستعانةِ بكنبةٍ، أو مقعدٍ جلدي مريحٍ، لخلق رفاهيَّةٍ في الغرفة.
ولا يفترضُ الاستعانةُ بديكورٍ كاملٍ من الجلد، إذ يمكنُ الاكتفاءُ بمقعدٍ، أو كنبةٍ واحدةٍ. ولتأثيثِ هذا النوعِ من المنازل، نسِّقي بطانيَّةً مطبَّعةً من الصوفِ، أو الحريرِ حسب الموسم، أمَّا بالنسبةِ إلى الجلدِ الملوَّن، فهو يمتزجُ جيداً مع التصميمَين التقليدي والحديث. وعادةً ما ينجذبُ الكثيرون بشكلٍ غريزي إلى الموادِّ الطبيعيَّةِ، والجلودُ ليست استثناءً.
وتتميَّزُ ألوانُ الأحجارِ الكريمةِ المصنوعةِ من الجلد بأنها كلاسيكيَّةٌ وراقيةٌ، وللعلم لا يتَّجه الجلدُ فقطِ لقطعِ الأثاثِ الكبيرة مثل الأرائكِ، والمقاعد، حيث يمكنُ رؤيته أكثر على كراسي تناولِ الطعام، والسرير، وحتى السجاد، وإكسسواراتِ المنزل، وهو ما رأيناه لدى هيرميس. ومن أبرزِ روَّادِ هذا الطراز أرماني كازا، وكنزو، وهرميس، وبرادا، وفندي.
أوجه التقارب
هناك عديدٌ من القواسمِ المشتركةِ بين الجانبَين، فهما أداةٌ للتعبيرِ عن الذات، وينطلقان من الأدواتِ نفسها، أي الرسمِ، والتخطيطِ النموذجي، ويستقي كلٌّ من المصمِّم والمهندسِ من الاتِّجاهاتِ السائدةِ ابتكاراته، فعالمُ الإنترنت، وتسارعُ إيقاعِ الحياة، سهَّلا عليهما الوصولَ إلى المعلوماتِ والمصادر للاستفادةِ منها، فكلُّ طرفٍ يرى الجديد باللحظةِ نفسها، لكنْ من الزاويةِ التي تهمُّه، مثلاً إذا كان القماشُ الرائجُ مطبَّعاً بالورد، فإن المصمِّم يمكنه ابتكارُ مجموعةٍ كاملةٍ من الأزياءِ بطبعات الورد، كما يمكن تأثيثُ غرفةٍ، أو قطعةٍ منزليَّةٍ مثل مقعدٍ وثيرٍ من القماشِ الفاخرِ نفسه حتى لو اختلفت تقنيَّة التصنيع.
عليه، يمكننا فهمُ الدوافعِ التي حملت عديداً من المصمِّمين إلى توسيعِ خطوطِ تصاميمهم، لتشملَ الأثاثَ، والإكسسواراتِ المنزليَّة، مثلاً تصمِّمُ ديور Dior أدواتٍ منزليَّةً، أمَّا فندي Fendiفلديها تشكيلةٌ واسعةٌ من المفروشات المزدانة بخطوطٍ عريضةٍ عموديَّةٍ، فيما تطبعُ فرساتشي Versace أثاثها برأسِ الميدوزا، وتركِّزُ على طابعِ الباروك بطبعاته الحيويَّة. في المقابل، اختارت دار كافالي Roberto Cavalli النقوشَ البريَّة المستوحاةَ من الفهدِ، والحمارِ الوحشي.
وهناك كثيرٌ من الأمثلة، منها كنزو هومKenzo Home ، وأرماني كازا Armani Casa التي تحتوي على مفروشاتٍ جلديَّةٍ، وأغطيةٍ، ومفارشَ للسرير، ومناشفَ، وقطعٍ منزليَّةٍ، تشملُ كافةَ الغرف، وتلبي جميعَ المناسباتِ الفخمة. وقد أدرك مهندسو الديكورِ أهميَّة المصمِّمين، ودور الأزياء، فرحَّبوا بالتعاون مع بعضهم لابتكارِ خطوطٍ محدودةِ الإصدار، أو إكسسواراتٍ منزليَّةٍ ثابتةٍ في مجموعاتهم. وقد كشفت دار إيترو النقابَ عنRetro Maximalism المصمّمة من ماركو دي فينسينزو، المديرِ الإبداعي، وهي قطعٌ متأثِّرةٌ بحقبتَي الستينيات والسبعينيات، وعُرضت أخيراً في Salone Del Mobile، وتشملُ الأرائك، والكراسي، والمصابيح، التي تمثِّلُ تفسيراتٍ حديثةً لتصاميمَ سابقةٍ.
وإذا كانت الموضةُ، بما فيها من شراءِ الملابسِ وتنسيقها، وسيلةً لتوفيرِ الراحة، وتعزيزِ الثقةِ بالنفس بارتداءِ ما يشبهنا، فإن تأثيثَ منزلٍ، يكشفُ عن هويَّة صاحبه، لذا يجبُ الاهتمامُ بأن يكون المنزلُ ملاذاً لصاحبه، وأن يشعرَ بالراحةِ فيه، ويتنعَّم بالهدوءِ والسكينة، فالمنزل هو الملجأ، وإذا فُقِدَ الإحساسُ بالأمانِ فيه، فسينتفي الشعورُ بالراحة، ونحن نعجزُ عن رؤيةِ الجمالِ فيما يؤرِّقنا، تماماً مثل حذاءٍ باهظٍ وغير مريحٍ، فبهجةُ شرائه تختفي مع الشعورِ بالانزعاجِ والألمِ لدى انتعاله. صحيحٌ أن الموضةَ والديكورَ عالمان مستقلَّان، لكنهما غير متوازيَين، فهما يسيران في فلكِ الإبداعِ مثل المجرَّات، فكلُّ كوبٍ يطغى بجاذبيته على الآخر.
أسلوب الفخامة الهادئة
يتأثَّرُ بالطابع المونوكرومي الموحَّد، والألوانِ الترابيَّة الدافئةِ التي كانت سائدةً في العشرينيات، وتجدَّدت في الألفيَّة الجديدة مع طابعِ Quiet Luxury، الذي يرتكزُ على ألوانٍ حياديَّةٍ نقيَّةٍ بخطوطٍ هندسيَّةٍ، ويقتضي زخرفةَ المنزلِ بقطعٍ قليلةٍ، لكنْ ذات تأثيرٍ كبيرٍ، وحجمٍ ضخمٍ، وخطوطٍ محدَّدةٍ بمنحنياتٍ مميَّزةٍ. ويعتمدُ هذا النمطُ من الديكورِ على ألوانِ العام 2024 من الباستيلِ الهادئ مثل الأخضر النعناعي، واللافندر الممزوجِ مع ألوانٍ كالأبيضِ، والبني الذي يحاكي لونَ القهوة. ويعكسُ أسلوبُ الفخامةِ الهادئةِ الجمالَ في الخطوطِ البسيطة، مع التركيزِ على الجودةِ والحرفيَّة، ولا يزالُ هذا الاتِّجاه، يهيمنُ على مشهدِ الديكورِ المنزلي في ربيع وصيف 2024. ولتنسيق مساحةٍ داخليَّةٍ بأسلوبِ الفخامةِ الهادئة، اختاري مجموعةً من المقاعدِ الفخمة، والسجادِ الناعم، والإضاءةِ متعدِّدةِ الطبقات، مع لمساتٍ من المخملِ من خلال التنجيد، وأخرى من المعدن، والتزيينِ بأعمالٍ فنيَّةٍ رائعةٍ. ومن مصمِّمي الأزياء الذين اعتمدوا الفخامةَ الهادئةَ برونيلو كوشينيلي Brunello Cucinelli، وماكس مارا Max Mara، وذا رو The Row، وجيل ساندر Jill Sander، ولورو بيانا Loro Piana.
تابعي المزيد في لقاء مع خبيرة الموضة العالمية مايا وليامز تكشف لنا مفهوم الموضة الهادئة لصيف 2024