لا نشاط يُضاهي متعةَ الاسترخاءِ على الشاطئ، والاستماعِ إلى صوتِ الأمواج، فالنظرُ إلى البحرِ كفيلٌ بتهدئة الروحِ والعقل. وقد تغنَّى كثيرٌ من الشعراءِ بالبحر، ونظَّموا فيه قصائدَ جميلةً بعد الاستغراقِ في النظرِ إلى ذاك الامتدادِ الشاسع. كما كان البحرُ موضوعَ تصاميمَ داخليَّةٍ.
يهدفُ الطرازُ الساحلي، في إطارِ الديكورِ الداخلي، إلى تحقيقِ شعورٍ بالسلامِ والهدوء بصورةٍ مُماثلةٍ للجلوسِ بالقرب من الماء. هو مستوحى من الرمالِ، والبحرِ، والسماء، ويجلبُ هدوءَ الشاطئ إلى داخل المساحاتِ السكنيَّة.
وللطرازِ المذكورِ تاريخٌ طويلٌ، ونابعٌ في الأصلِ من الطرقِ التي قام بحسبها الكثيرون بتزيين واجهاتهم البحريَّة الفخمة، أو منازلهم المطلَّةِ على البحرِ في مناطقَ مثل هامبتونز الأمريكيَّة. وقد نشأ هذا الأسلوبُ على ساحلِ المحيطِ الأطلسي، وشقَّ طريقه في أنحاءِ البلاد، ولو أنه كان يتَّخذُ أشكالاً مختلفةً اعتماداً على المنطقة، ففي المنازلِ الشماليَّة الشرقيَّة الأكثر تقليديَّةً، يظهرُ الخشبُ الداكنُ المصقول، أمَّا في الولايات الجنوبيَّة، فيبدو الخشبُ فاتحُ اللون الذي يتحوَّلُ إلى الرمادي بسبب التعرُّضِ للمياه المالحةِ والهواء. في حين استوحي التصميمُ الساحلي في المناطقِ الأكثر دفئاً، كما في فلوريدا وكاليفورنيا، من المناطقِ الاستوائيَّة.
لمتابعة الموضوع على النسخة الديجيتال الطراز الساحلي .
الفخامة والراحة
عن الطرازِ الساحلي، توضحُ المصمِّمة Kathy Kuo لـ «سيدتي»، أنها «تفضِّلُ فكرةَ الاستلهامِ من هدوءِ المحيط عند اختيارِ الطرازِ الساحلي لديكور المنزل»، وتقولُ: «الأناقةُ، والراحةُ، تصفان التصميمَ الداخلي الساحلي المُميَّز بعناصره، ومواده، وألوانه التي تشملُ الخوصَ، والروطان (الراتان)، كما الأزرقُ الداكن، والأخضرُ البحري، والبيجُ الرملي، والبيجُ (الإكرو)، وبعض الإكسسواراتِ التي توحي بأجواءِ الشاطئ مثل منحوتاتِ الأصداف، ولوحاتِ الجدران التي تعكسُ مناظرَ بحريَّةً، وأجواءَ المحيطات». وتضيفُ: «الموادُّ العضويَّة هي جزءٌ من خصائصِ الطرازِ الساحلي الذي يُضفي شعوراً بفخامةٍ مريحةٍ، تنعكسُ من خلال قطعٍ جذَّابةٍ مصنوعةٍ من موادَّ عاليةِ الجودة، إذ يحلو تزيين المنزلِ المصمَّمِ وفق الطرازِ الساحلي بقطعٍ كالوسائدِ المزخرفةِ بالأزرقِ والأبيض، والبطانياتِ القطنيَّة المنسوجة، والأشياءِ الزخرفيَّة التي تتميَّزُ بزخارفَ بحريَّةٍ مثل عوَّاماتِ الصيد، والمرجانِ، والأخشابِ الطافية». وبحسب المصمِّمة، فإن إضافةَ تفاصيلَ من الطرازِ الساحلي إلى المنزلِ أمرٌ سهلٌ لمجرَّدِ تحديدِ القطع، وحجمِ المساحة، والميزانيَّةِ المرصودة. ربما، يمكن البدءُ بأريكةٍ من الطرازِ الساحلي، مع إضافةِ إكسسواراتٍ مثل بطانيَّةٍ، ووسائدَ ملوَّنةٍ بألوانِ البحر. كما تعدُّ الأعمالُ الفنيَّة الجداريَّة طريقةً رائعةً للقيام بذلك، وكذلك اللمساتُ الزخرفيَّة التي يمكن توزيعها على طاولةِ القهوة، أو طاولةِ الكونسول.
الطرازُ الساحلي، هو أسلوبٌ مرنٌ، وقابلٌ للمزجِ بأنماطٍ أخرى، بحسب رأي المصمِّمة، إذ يتناسبُ مع الأنماطِ الريفيَّةِ، الحديثةِ منها، والفرنسيَّة.
أساسيات الطراز الساحلي
في التصميمِ الداخلي الساحلي، يُبرِزُ اللونُ الأزرقُ الملكي، أو البحري والأبيضُ الناصع، جنباً إلى جنبٍ، مجموعةً من العناصرِ والأنسجةِ الطبيعيَّة مثل الخشبِ «البلوط والساج»، والكتانِ، والجوتِ، والروطان «الراتان».
من الناحيةِ المعماريَّة، تعدُّ النوافذُ الكبيرة التي توفِّرُ إطلالاتٍ خلَّابةً على المناظرِ الطبيعيَّة الخارجيَّة أساسَ هذا النمط، لأنها تسمحُ بدخولِ كمٍّ وافرٍ من الضوءِ الطبيعي إلى الداخل، مع أهميَّة اختيارِ ستائرَ خفيفةٍ، ومصنوعةٍ من قماشٍ شفَّافٍ.
ولناحيةِ الإضاءةِ الصناعيَّة، تتعدَّدُ مصادرها، وتشملُ تلك العلويَّة والأرضيَّة.
من جهةٍ ثانيةٍ، لا يعني اعتمادُ الطرازِ الساحلي في الديكور الإفراطَ في التزيين، بل يجب اختيارُ الألوانِ والعناصرِ بطريقةٍ مدروسةٍ ومريحةٍ للبصر. سواءً كان المرءُ يقطنُ بالقربِ من المحيط، أو ببساطةٍ يشتاقُ للمساحاتِ الداخليَّة التي تعكسُ إحساساً منعشاً مشابهاً للشاطئ، قد يكون أسلوبُ التصميمِ الساحلي المناسبَ له.
توليفةٌ من الأبيض والأزرق
يتقدَّمُ الأبيضُ الناصع الطرازَ الساحلي، ويساعدُ في تكثيفِ حضورِ الضوءِ الطبيعي، وإشاعةِ الراحةِ والهدوء، كما في إبرازِ ألوانِ الطراز الأخرى مثل البيجِ، والأزرقِ الفاتح، والرمادي، والأخضر. يضيفُ الأزرقُ الداكن، بدوره، لمساتٍ محبَّبةً إلى الفراغ، إلى جانبِ ذلك، لا مانعَ من دمجِ الألوانِ الثانويَّة الهادئة، ومنها الأخضرُ العشبي الباستيل، والرمادي الصخري، والرمادي الخشبي، والبني، بالديكور. كما تعزِّزُ جرعةُ الألوانِ المبهجة مثل الأصفرِ، والبرتقالي المشهدَ، وتجذبُ الأبصار.
تنسيق الطراز الساحلي في غرف المنزل
في غرفةِ الطعام، يمكن اختيارُ قطعِ أثاثٍ مناسبةٍ لكِ، ثم إضافةُ تفاصيلَ ساحليَّةٍ عبر أواني الطاولةِ، من أطباقٍ مصبوغةٍ بالأزرقِ الفاتح، ومناديلِ الكتَّان البيج. وفي غرفةِ المعيشة، يحلو السجَّادُ الذي يفترشُ الأرضيَّةَ الخشب الفاتحة، والمصنوعةَ من الجوت، إضافةً إلى إكسسواراتِ التزيين مثل السلالِ، والمزهرياتِ الخزفيَّة. وفي غرفةِ النوم، تُطلى الجدرانُ بدهانٍ أبيضَ، مع توزيعِ لمساتٍ زرقاءَ من خلال مفرشِ السرير، أو قطعِ الزينة، فضلاً عن إضافةِ عناصرَ منفَّذةٍ من موادَّ عضويَّةٍ كالسلالِ المنسوجة، والإكسسواراتِ من الخشبِ المزخرف.