لا عنصرَ يُضاهي المدفأة المنزلية، في بثّ الدفء، وإشاعة جوّ مُحبّب، ومُشجّع على تبادل الأحاديث، والقصص، وخلق الذكريات. إضافة إلى توفير الدفء، تعمل المدفأة أيضاً كميزة معماريّة، ممّا يُعزّز جماليات المنزل. لذلك، اختيار المدفأة المُناسبة أساس، إضافة إلى المادة التي تكسو المساحات الجدارية المحيطة بها، إذ يمكن أن يؤثّر نوع الحجر المُختار لمحيط مدفأتك، بشكل كبير، على أجواء غرفة المعيشة، بشكل عام، وذلك من خلال لون الحجر وملمسه وحجمه والشعور الذي يمنحه، أكان ريفياً أو أنيقاً أو كلاسيكياً. إليك، خيارات حجرية مميزة للمساحات المحيطة بالمدفأة المنزلية.
أنواع من الحجر مناسبة لإكساء جدار المدفأة المنزلية
من الضرورة أن تكون المادة المُستخدمة في المساحات المُحيطة بـالمدفأة غير قابلة للاشتعال، وجذّابة لناحية المظهر. في هذا الإطار، يُمكن لألواح الرخام أو الجرانيت أو الحجر الجيري أن تحيط بالمدفأة أو تمتد لتغطي الجدار بأكمله للحصول على تأثير لافت. يتميّز كل نوع من أنواع الحجر المذكورة بالأناقة والجاذبية، وهو قادر على الربط بين الديكور الداخلي الخاص بالمساحات السكنية وبين المناظر الطبيعية الخارجية، لا سيما عبر الألوان المحايدة والترابية والأشكال والملمس العضوي. لا مواد كيميائية أو سموم ضارة في الحجر الطبيعي، فهذا الأخير مستخرج من الأرض، لذا بصمته الكربونية أقل بكثير، مقارنة بالمواد المصنعة الأخرى. إضافة إلى ذلك، عمر الحجر الطبيعي الافتراضي طويل.
الحجر الجيري
تاريخياً، كان الحجر الجيري مادة مفضلة في صنع المدافئ، لا سيما أن لوحة ألوان الحجر الجيري اللطيفة، التي تتراوح من الأبيض الكريمي إلى درجات ألوان الأرض الناعمة، تتناسب بشكل جميل مع أي نمط ديكور داخلي. لكن اللون والنمط الدقيقين يختلفان، بشكل كبير، بناءً على تركيبة الحجر ومكان استخراجه. الحجر الجيري عبارة عن صخرة رسوبية تكونت من خلال طبقات من الحياة البحرية، مثل: الأصداف والمرجان، التي تتجمع وتضغط في قاع المحيط على مدى ملايين السنين. تمتلئ هذه الطبقات بكربونات الكالسيوم، وهو مركب طبيعي يعطي الحجر الجيري صفاته الفريدة. يكمن سحر الحجر الجيري المحيط بالمدفأة، على الحائط، في قدرة المادة على إضافة لمسة فاخرة خفية دون إغراق الغرفة. إضافة إلى ذلك، فإن أنماط الحفريات الفريدة تجعل كل تصميم محيط بالمدفأة من الحجر الجيري تحفة فنية مميزة. جدير بالذكر أن الحجر الجيري هو أكثر ليونة، مقارنة بالجرانيت والرخام، مع درجة تقارب 3 على مقياس موس للصلابة. تعني هذه النعومة أنه من السهل نحته وتشكيله - وهي ميزة إضافية تجعله الاختيار الأفضل للتفاصيل المعمارية مع مرور الوقت. ولكن هناك جانباً سلبياً، فهو أيضاً أكثر عرضة للخدوش والتآكل. يمكن العثور على الحجر الجيري في جميع أنحاء العالم، مع مصادر بارزة في البرتغال وتركيا، حيث يأتي معظم الحجر الجيري للمدفأة. يُستخرج الحجر الجيري أيضاً في المملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة. يتمتع الحجر الجيري بتاريخ غني من الاستخدام في البناء والديكور. يحتوي العديد من الهياكل القديمة، مثل أهرامات مصر ومعبد البارثينون اليوناني، على بعض الحجر الجيري. إضافة إلى ذلك، فإن العديد من القلاع الكبرى والكاتدرائيات والمعالم الأثرية في العالم كانت مصنوعة من الحجر الجيري لأنه متوافر بكثرة وسهل التعامل معه. ومن وجهة نظر بيئية، الحجر الجيري متوافر بكثرة، وعلى نطاق واسع، مما يقلل من التأثير البيئي المرتبط بالنقل. ولكن، تأكدي من أن مصدر الحجر الجيري هو محجر مسؤول يقلل من النفايات.
يخلق الحجر الجيري سحراً دافئاً وريفياً في منزلك، وهو متعدد الاستخدامات للغاية، ويناسب التصاميم الحديثة والتقليدية، بسهولة. يكون عادة أقل تكلفة من الرخام أو الجرانيت.
لناحية السلبيات، الحجر الجيري أكثر مسامية من أنواع الحجر الأخرى، لذلك فهو أكثر عرضة للبقع. ويحتاج إلى الختم والصيانة المنتظمة. يمكن أن تؤدي نعومة الحجر إلى الخدوش أو التشققات بمرور الوقت.
الرخام
كان الرخام الحجر المفضل من الباحثين عن الأناقة والرقي، خلال قرون خلت، وهو لا يزال رائعاً للغاية في الوقت الراهن. كان الرومان واليونانيون القدماء مولعين بالرخام، بشكل خاص، حيث استخدموه لإنشاء مبانيهم الرائعة وتماثيلهم الشهيرة، مثل: تمثال "ديفيد" لمايكل أنجلو. لناحية المساحات المحيطة بالمدفأة، الرخام جيد جداً في التعامل مع الحرارة؛ قد يبدو الرخام قاسياً، لكن لا تنخدعي! إنه على الجانب الأكثر ليونة، حيث يسجل نحو 3-4 على مقياس موس، الذي يستخدمه الجيولوجيون لقياس صلابة الصخور، وهذا يجعل من السهل نحت الأشكال الأنيقة والتصاميم المعقدة. إضافة إلى ذلك، هو يمنحها ذلك اللمعان العالي. ولكن - هذا يعني أيضاً أنه يمكن أن يكون بمثابة مغناطيس للخدوش! يأتي الكثير من الرخام من دول البحر الأبيض المتوسط مثل إيطاليا وإسبانيا واليونان، علماً أنه لكل منطقة رخامها الفريد بألوانه وأنماط عروقه المختلفة. يتم استخراج الرخام من الأرض على شكل قطع كبيرة، وقد أصبح البشر يتحسنون في القيام بذلك على مر القرون. الرخام صديق للبيئة، فهو طبيعي تماماً ولا يحتاج إلى معالجة مستهلكة للطاقة مثل المواد الاصطناعية. ومع ذلك، من المهم التأكد من أن مصدر الرخام هو أحد المحاجر التي تتبع ممارسات مستدامة. الأوردة والدوامات الفريدة في كل قطعة من الرخام تصنع تصميماً فريداً من نوعه.
لكن، تشمل سلبيات الرخام: تطلبه العناية المنتظمة، والسعر الباهظ، مقارنة بالخيارات الحجرية الأخرى.
الجرانيت
يُمثّل الجرانيت خياراً حجريّاً مناسباً للمساحات المحيطة بالمدفأة، بخاصة إذا كان المنزل عصريّ التصميم أو كلاسيكيّاً حديثاً، فهو يتمتع بميزات الأناقة والمتانة. من بين خيارات الحجر الطبيعي، يعد الحجر الجرانيت الأكثر شيوعاً، فهو مقاوم للخدوش، ومن غير المحتمل أن يتشقق أو يتصدع أو يكشف عن علامات التآكل بعد مرور الوقت، فيما صيانة هذا النوع من الحجر ضئيلة، مع إمكانية الغسيل بالماء والمنظف الخفيف.
3 عوامل هامة قبل اختيار نوع الحجر للمساحة المحيطة بالمدفأة
يتمتع بعض الأنواع من الحجر بمظهر جميل، إلا أنه يتطلب صيانة أعلى، وقد يكون لدى البعض الآخر المظهر المثالي، ولكنه باهظ الثمن. لذاـ لا بد من مراعاة العوامل الآتية:
- الميزانية المرصودة للمشروع: سيمنحك تحديد ميزانيتك تلقائياً تحديد نطاق أسعار للعمل ضمنه. تذكري أن أحجاراً مثل الرخام والجرانيت قد تتطلب أيضاً تركيباً احترافياً، مما يُكبدك تكاليف إضافية.
- نمط التصميم الداخلي الخاص بمنزلك: هو مُساعد بدوره في تضييق خيارات الحجر؛ فإذا كنت تبحثين عن مظهر دراماتيكي متباين للغاية، قد تختارين الرخام، ولكن إذا كنت تفضلين مظهراً أكثر ريفية لمحيط مدفأتك، مع حجر ذي لون محايد وتفاصيل زخرفية، فقد تفضلين الحجر الجيري.
- الصيانة: كل أنواع الأحجار الطبيعية متين، إلا أن الرخام والجرانيت يتمتعان بمسامية أكبر مقارنة بالحجر الجيري، مما يعني أنه يجب ختم الرخام والجرانيت، مع إجراء صيانة وقائية.
قشرة الحجر خيار للميزانية المنخفضة
توفر قشرة الحجر بديلاً ممتازاً، فهي تحاكي جمالية الحجر الحقيقي، لكن بتكلفة أقل. بالطبع، قشرة الحجر خفيفة الوزن ومتعددة الاستخدامات، إضافة إلى التوافر في مجموعة منوعة من الأنماط والألوان، ما يجعلها خياراً شائعاً لعديد من أصحاب المنازل.
