امتلاكُ منزلٍ صغيرٍ ليس فكرةً سيّئةً على الدوام؛ فالأخير يتطلّب رصد ميزانيّة أقلّ في ما يتعلّق بالتأثيث والتزيين، بالإضافة إلى وضع جهد أقلّ من قِبل الساكنين، لناحيتي التنظيف والتنظيم. وفي عالم التصميم الداخلي؛ حيث لكلّ مشكلة حلّ، هناك مجموعة من الحيل القادرة على خداع البصر، وجعل المنزل الصغير يبدو أكثر اتساعاً. لذا، تعرّفي إلى 9 خدع بصرية في الديكور، في السطور الآتية، مُناسبة للتطبيق في الغرف المنزليّة الضيّقة. وتأكّدي أن منزلك مهما صغُر فهو ملاذك ومكان راحتك من ضجيج العالم الخارجي؛ فاعتني به على الدوام.
حسن استخدام ألوان الأطلية

من المعروف أنه للألوان المُستخدمة في طلاء غرف المنزل تأثيرات على أمزجة ساكنيه. في هذا الإطار، تمتصّ الألوان الداكنة على الجدران الضوء وتعطي انطباعاً بأنها مُتقاربة. لكن، يحدث العكس مع الألوان الفاتحة. لذلك، أفضَل الخيارات لتوسيع المساحة هو اختيار الألوان الباردة والألوان الباستيل لأطلية الجدران. تتميّز الألوان الأحادية، بدورها، بأناقة خاصّة؛ ممّا يُشجّع على توظيف درجات متفاوتة من اللون الواحد الأحادي لتقليل الفوضى البصرية. لكن، لمسة لونية مميزة مضافة، لا تضرّ بل هي بمثابة لمسة جمالية، تحلّ من خلال الوسائد أو الأعمال الفنية أو قطع ديكور، وليس جداراً كاملاً. بالإضافة إلى ذلك، يصح استخدام طلاء الجدران في تصميم خطوط على الأسطح المذكورة؛ فالخطوط العمودية توهم بالارتفاع، والخطوط الأفقية توسّع المساحة.
من جهة ثانية، ومع زيادة اهتمام مُلّاك المنازل بالأسقف، أكان لناحية التغليف بورق الجدران أو بالطلاء بلون مغاير عن الجدران، يجب ألّا يقع المُلّاك في فخّ طلاء الأسقف بأطلية ذات ألوان داكنة؛ إذ إن التدبير المذكور كان سائداً في الغرف الكبيرة التي تفتقر إلى الدفء، ولكنه يُمثّل خطأً فادحاً في التصميم، في المساحات الصغيرة. في حالة الرغبة في طلاء السقف، يصحّ استخدام درجات ألوان هادئة وفاتحة.
تشمل الحيل سهلة التطبيق لجعل المنزل أكبر من الناحية البصرية، وخلق وهم بارتفاع السقف، استخدام أكثر من لون، بصورة يكون اللون الأغمق في الأسفل والأفتح في الأعلى. طبّقي هذه القاعدة على خزائن المطبخ، بحيث يكون لون الخزائن العلوية واحداً والخزائن السفلية أغمق. هذا يمكن أن يساعد في جذب الانتباه إلى الأعلى؛ مما يجعل العقل يعتقد أن هناك مساحة أكبر في الأعلى. من ناحية أخرى، إذا كنتِ ترغبين في تغيير بسيط، قومي بطلاء السقف بدرجة أفتح من لون الجدران لصنع وهم جميل بالمساحة.
استغلال ستائر النوافذ

لا ينبغي اختيار ستائر النوافذ في الغرف المنزليّة الصغيرة من دون دراسة متأنّية؛ إذ تُعَدّ ستائر النوافذ من أساليب الخداع البصري الأبرز، للإيحاء بكبر المساحة. فإذا كنتِ ترغبين في جعل أيّة غرفة تبدو أكثر اتساعاً، يُستحسن تفصيل الستائر باستخدام أقمشة فاتحة وباهتة، مع ضرورة تجنُّب الأقمشة الثقيلة (المخمل، مثلاً)، والألوان الدافئة والداكنة. تُعتبر الستائر الشفافة بيضاء اللون خياراً حكيماً أيضاً؛ فهي توسّع الغرفة، بصريّاً، عن طريق إدخال المزيد من الضوء الطبيعي، وهذا الأخير يُحدث فرقاً كبيراً في تحسين أجواء المكان؛ فهو يُحوّله من ضيّق إلى أكثر ترحيباً، وببساطة، أكثر سعادةً.
من جهة ثانية، يُنصح بتعليق الستائر من السقف إلى الأرض. علاوة على ذلك، تُعَدّ الغرف الصغيرة مثالية لوجود جدار مغطّى بالكامل بالستائر الشفافة (جدار النافذة).
اختيار أبواب منزلقة
عندما تكون مساحة المنزل ضيّقة، قد يبدو كلّ شيء عائقاً أمام صاحبته، أو هكذا يُخيّل لها، بما في ذلك الأبواب؛ فهي تشغل مساحة عند فتحها. إنْ أمكن، يُنصح بأن يُستبدل بالأبواب الرئيسة والداخليّة وخزائن الملابس، أبوابٌ منزلقة.
شراء مقسّمات الغرف الشفافة
مقسّمات الغرف أو الفواصل، التي تحلّ في مناطق المعيشة المفتوحة لتحديد خصوصيّة كلّ ركن، ثقيلة بعض الشيء؛ ممّا يجعل المساحة تبدو أصغر وأكثر عزلةً. من هنا، تأتي فائدة فواصل الغرف المصنوعة من مواد شبه شفّافة والقابلة للطي عند عدم الاستخدام؛ ممّا يجعل أركان المنزل منظمة ومُشرقة وجيّدة التهوية.
تأثيث المنزل بقطع أثاث منخفضة
من المُلاحظ أنه في الطرازين الإسكندنافي والياباني البسيطين، نادراً ما يقع المرء على قطع أثاث ضخمة وكبيرة الأحجام؛ لأنها قد تجعل الغرف تبدو مُزدحمة. مهما كان حجم مساحة الغرفة المنزلية، تأكّدي من أن أثاثك متناسب معها. في هذا الإطار، قطع الأثاث ذات القوائم الصغيرة، ستكون أكثر تناسقاً، بالمقارنة بقطع الأثاث من دون أرجل. ففي الحالة الأولى ترفع الأرجل الرفيعة القطع عن الأرض؛ مما يجعلها تبدو أقل ثقلاً، ويجذب النظر إلى الأعلى؛ مما يوحي بمساحة أكبر. وفي كلّ غرفة صغيرة، يُفضّل اختيار قطعة أثاث كبيرة واحدة بدلاً عن مجموعة من القطع الصغيرة. كما يُمكن استخدام القطع الشفافة كـ"رفيق مثالي"؛ فقطع الأثاث المصنوعة من الزجاج أو اللوسيت أو الأكريليك تُحدث تأثيراً شفّافاً؛ ممّا يساعد على توسيع مجال الرؤية. صحيح أن صيانة قطع الأثاث الشفافة، لاسيّما الطاولات والخزائن ذات الواجهات الزجاجية، أصعب (سيكون التنظيف مُرهقاً)، وربما ليست مُناسبة للأطفال (يُحبون رمي الأشياء)، لكنها بلا شك تُساهم بشكل كبير في جعل المساحة أقل فوضى، وبالتالي أكثر اتساعاً.
كسوة الأرضيات

ما الذي يجب وضعه على الأرضية لإضفاء لمسة من الإشراق؟
إذا اخترتِ البلاط، تجنّبي ذلك كبيرَ الحجم أو صغير الحجم، واختاري الألوان الفاتحة للبلاط السيراميكي أو الأرضيات الخشبية. كما أن العديد من القوام- مثل نسيج الخشب- قد يجعلها تبدو ضخمة. يضفي اللمعانُ لمسةً من الاتساع.
الاستعانة بتركيبات الإضاءة

استخدمي تركيبات الإضاءة لجعل الغرف المنزليّة تبدو أوسع، في ظل التركيز على توجيه النظر نحو الأعلى، في المنزل الضيّق، من المُناسب حضور الإضاءة العلوية. أمّا إذا كان سقف الغرفة مُنخفضاً، اختاري وحدات إضاءة، مثل مصباح أرضي قابل للتعديل أو شمعدانات حائطية، تشعّ بريقاً. إذا كنت تُفضّلين استخدام الشمعدانات أو مصابيح الحائط؛ فإن وضعها أعلى من ارتفاعها المعتاد، يُساعد في التوجيه البصري للأعلى. بالإضافة إلى ذلك، تُوسّع الإضاءة عمق الغرفة بشكل فعال. تعتمد الإضاءة الخلفية على إضافة أضواء خلف الأثاث على الحائط؛ مما يجعل الجدار يبدو أبعد.
توزيع المرايا بشكل إستراتيجي
قد تخدع الأسطح العاكسة العقل بطرق مُختلفة. غالباً ما يوصي مصمّمو الديكور بحضور المرايا في مداخل المنازل؛ لأنها غالباً ما تكون مساحات صغيرة وضيّقة. ولحسن الحظ، يُمكن للمرايا أن تعكس الضوء وتجعل المساحات تبدو أكثر اتساعاً. كما أن وضع الواحدة من المرايا في مُقابل النافذة بحيث تعكس الهواء الطلق يكون فعّالاً للغاية. تساعد المرايا الطويلة أيضاً في جذب الانتباه إلى الأعلى، لكن لا يمكنك ببساطة إسنادها على الحوائط إذا كانت الغرف صغيرة. في هذه الحالة، يُفضّل تعليقها حتى لا تشغل مساحةً ثمينة على الأرضيات. وجنباً إلى جنب، مع مضاعفة المساحة البصرية، يمكن أن تساعد المرايا الكبيرة في تقليل الظلال. يمكن لقطع الأثاث المصنوعة من مواد لامعة أو ذات أسطح عاكسة مماثلة، أن تُحدث تأثيراً مشابهاً.
تعليق لوحات فنية جدارية ضخمة
من الصحيح تعليقُ لوحات فنّية كبيرة الأحجام على الجدران، سواء أكانت موضوعاتها عن الشواطئ أو الفضاء الخارجي؛ فهي يُمكن أن تخدع عقلك وتجعلك تُفكّرين في آفاق بعيدة. تُحدث بعض الأعمال الفنية التجريدية التي لا بداية لها ولا نهاية واضحة، بدورها، نفسَ التأثير.