بدأت «سيدتي» بوصفها مجلةً أسبوعيةً للمرة الأولى في 16 مارس 1981. لا أعلم إن كان ذلك قد تمَّ عن قصدٍ، أم أنَّه مجرد مصادفةٍ جميلةٍ، لكن ما أعلمه أن إطلاقها في شهرٍ يحتفي بالأنثى بمختلف أدوارها له دلالاتٌ كثيرةٌ. ففي 8 مارس نحتفي بـ «يوم المرأة العالمي»، وفي الـ 21 منه تستفيضُ العواطف للأمهات في يومهن.
منذ ذلك الوقت، غيَّرت «سيدتي» المشهد الإعلامي عبر تقديم محتوى يُعنى بالمرأة والأسرة العربية إقليمياً. دخلت المطبوعةُ كل منزلٍ، وبروحها الفتيَّة وعزمها على صنع التغيير، طافت أرجاء العالم العربي ونشأ على قراءتها أجيالٌ وأجيال، واستضافت صفحاتها أقلاماً أدبيةً بارزةً وبارعة.
مولد «سيدتي» مجلةُ الأسرةِ العربية كان حلماً وتحقَّق، حسب وصف الدكتورة فاتنة شاكر، أوَّل رئيسة تحريرٍ تولَّت زمام الأمور فيها عند انطلاقتها الناجحة. وخلال المسيرة المتفوِّقة للمطبوعة على مدى 40 عاماً، تسلَّم رئاسة تحريرها نخبةٌ من الإعلاميين والإعلاميات الذين تركوا بصمةً واضحةً على صفحاتها، وأسهموا في انتشار المجلة على أوسع نطاقٍ، وهم فوزية سلامة رحمها الله، عماد الدين أديب، عبدالله باجبير، مطر الأحمدي، هاني النقشبندي، محمد الحارثي، ووصولاً لانضمامي إلى فريقها المميَّز بوصفي رئيسة تحريرٍ في ديسمبر 2020.
خلال أربعة عقودٍ من الازدهار، أطلقت «سيدتي» مطبوعاتٍ شقيقةً حلَّقت عالياً في سماء الإبداع. أذكر منها مجلة "هي" التي تُعنى بأسلوب الحياة الراقي، ومجلة "الجميلة"، التي تهتمُّ بجمال المرأة خارجياً وداخلياً. كذلك صدرت عنها مجلاتٌ مختصَّةٌ مثل «سيدتي وطفلك»، «سيدتي ديكور»، «سيدتي أزياء»، و«سيدتي باللغة الإنجليزية».
ولعل من المصادفة مرةً أخرى أن تبدأ «سيدتي» فصلاً جديداً تاريخياً خلال شهرٍ مميَّزٍ آخرَ، وهو سبتمبر. إذ نحتفي فيه بمناسبةٍ غاليةٍ على قلوبنا «اليومُ الوطني السعودي»، الذي يأتي في ذكراه الـ 93 بشعارٍ يخاطبنا جميعاً ويصلُ إلى قلوبنا «نحلم ونحقق».
نعم حلمنا على مدى عامين بأن نقدِّم لكم «سيدتي» بإصدارٍ شهري ورؤيةٍ متجددةٍ بعطائها، نصنعُ من خلالها محتوى يواكب المتغيِّرات التي تعيشها المرأة والأسرة العربية، ويتكاملُ مع التحوُّل الرقمي لمنصَّات «سيدتي» الرائدة.
واليوم تحقَّق الحلم، حيث تجدون بين أيديكم قرَّاءنا الأعزَّاء «سيدتي» بإصدارها الشهري الأوَّل، تتألَّق بإطلالةٍ جديدةٍ وتزخر بمحتوى هادفٍ في مضمونه، وممتعٍ في طرحه وإخراجه. يجمع العددُ بين طيَّاته لقاءاتٍ ملهمةً وموضوعاتٍ منوَّعةً تهمُّ الأسرة العصرية، والأمَّ، والمرأة العاملة، وفئة الشباب.
يضمُّ عددنا الشهري الأوَّل ملفاً خاصاً عن دعم المرأة السعودية في رياضة التجديف. أردنا أن تكون المادةُ نافذةً لنا ولكم إلى التحديات الخاصَّة بهذه الرياضة الشاقَّة، لذا حرصنا على إجراء جلسة التصوير مع شخصية الغلاف، اللاعبة كاريمان أبو الجدايل، أثناء ممارستها التجديف وفي بيئةٍ طبيعيةٍ. وقد وقع اختيارُنا على مدينة تنومة المذهلة في عسير جنوب المملكة العربية السعودية، إذ تنفردُ بجبالها الخلَّابة وطبيعتها البكر.
ولم نكتفِ بذلك، بل وقضينا أيضاً يوماً طويلاً مع اللاعبتَين هيا المامي وفاتن مرزا بمركز تدريب الاتحاد السعودي للتجديف في جدة، حيث تعرَّفنا عن قربٍ على أجهزة التمارين واللياقة البدنية العالية التي تتطلَّبها هذه الرياضة.
أود في الختام أن أتقدم بالشكر لقائدتنا وحاملة اللواء
جمانا بنت راشد الراشد، الرئيسة التنفيذية للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام، على دعمها اللامحدود لتكون هذه الخطوة متماشيةً مع الرؤية المستقبلية للمجموعة.
ولن أنسى أن أعبرِّ عن امتناني لفريق «سيدتي» على عملهم الدؤوب، وتكريس طاقاتهم وجهودهم لإنجاز مهمتنا على أكمل وجه.
إنَّ شغفنا بصناعة المحتوى مستمرٌّ، ونتطلَّعُ إلى تقديم الأفضل لقرَّاء «سيدة المجلات العربية» في مختلف أرجاء العالم العربي.