يعدُّ يومُ تأسيسِ المملكةِ العربيَّة السعوديَّة من أبرزِ المحطَّاتِ التاريخيَّةِ التي تحملُ في طيَّاتها قصَّةَ كفاحٍ، وبناءٍ، استمرَّ عقوداً. في هذا اليومِ، نحتفلُ بذكرى تأسيسِ الدولةِ السعوديَّة الأولى والثانيةِ والثالثةِ، التي جاءت بداياتها على يدِ الإمامِ محمد بن سعود.
شهدت تلك الحقبُ لحظاتٍ من القسوةِ، والقوَّةِ، والحميَّةِ حيث عاشَ مؤسِّسو الدولِ السعوديَّةِ عبر العصورِ عديداً من الظروفِ الصعبةِ في ظلِّ إيمانهم بفكرةِ الوحدةِ المناطقيَّةِ، وضرورةِ بناءِ كيانٍ سياسي قوي، يكون له دورٌ محوري في شبه الجزيرةِ العربيَّة.
لقد كان أئمةُ وملوكُ المملكةِ العربيَّةِ السعوديَّة وما زالوا، يملكون رؤى بعيدةً، استطاعوا من خلالها توحيدَ القبائلِ المختلفةِ تحت رايةٍ واحدةٍ متجاوزين الفروقَ القبليَّةَ والمناطقيَّةَ التي كانت تفرِّقُ بينهم.
على الرغمِ من التحدِّياتِ الكبيرةِ التي واجهتها الدولةُ الناشئةُ إلا أن مشروعَ التأسيسِ، اكتسبَ زخماً هائلاً حيث اتَّحدت أراضي نجد، وأجزاءٌ واسعةٌ من شبه الجزيرةِ العربيَّة، وجاء إصرارُ القيادةِ على الوحدةِ، والمضي قدماً أقوى من كلِّ المحنِ.
في يومِ التأسيسِ، لا نكتفي بتذكُّرِ أحداثِ الماضي فقط، بل ونحتفلُ أيضاً بما حقَّقته المملكةُ من تطوُّرٍ لافتٍ في شتَّى المجالاتِ، فمن دولةٍ صغيرةٍ إلى دولةٍ عصريَّةٍ قادرةٍ على مواجهةِ تحدِّياتِ العصرِ الحديثِ. يُذكِّرنا هذا اليومُ بأن الوحدةَ، لا تأتي إلا بتضحياتٍ هائلةٍ.
ويبقى أن نعلم، أن يومَ التأسيسِ، ليس مجرَّد ذكرى تاريخيَّةٍ فقط، إنه كذلك دافعٌ للأجيالِ القادمةِ للاستمرارِ في بناءِ الوطنِ، والحفاظِ على قيمه، فالملحمةُ التي بدأها الإمامُ محمد بن سعود، لا تزالُ تواصلُ مسيرتها حتى يومنا هذا، إذ يتواصلُ بناءُ المملكةِ تحت قيادةٍ حكيمةٍ، تسعى إلى تحقيقِ مزيدٍ من النجاحاتِ.
إن يومَ التأسيسِ، هو تجسيدٌ لملحمةٍ، تروي قصَّةَ الكفاحِ، والبطولةِ، وتحكي عن العزمِ، والإرادةِ التي أفضت إلى قيامِ دولةٍ قويَّةٍ، كانت وستظلُّ ركيزةَ الاستقرارِ في الشرقِ الأوسطِ والعالمِ أجمع.