رحلة ثلاثمائة عام من تاريخ بطولات أئمة وملوك المملكة العربية السعودية انبثقت من أرض الدرعية، فسطرت لنا روايات بدايات تأسيس الوحدة السياسية والجغرافية، عندما أسس الإمام محمد بن سعود الدولة السعودية الأولى، فكانت الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة نسبة إلى والده سعود بن محمد.
ولترسيخ هذا الدور التاريخي الجسيم وتعزيز انبثاقة كيان الدولة السعودية الأولى، أصدر مليكنا
الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، قرار الاحتفاء
السنوي بذكرى تولي الإمام محمد بن سعود الحكم في الدرعية؛ ليجعل من دوره حجر أساس تاريخياً بين الأجيال السابقة والحالية، حتى أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الواقعة في مدينة الرياض قد سميت على اسمه ثناء وتكريماً لدوره ومكانته البطولية.
في يوم التأسيس نحتفل سوياً بتاريخ الكيان السياسي الذي حقق الوحدة والأمان والاستقرار على مدى ثلاثة قرون متتالية، فكان شعارنا لهذا اليوم #يوم_بدينا، وهي البداية التي جمعت أبناء الدرعية تحت راية واحدة، والتي استكملها
الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيّب الله ثراه - بتوحيد أرجاء المملكة العربية السعودية، فجعلنا أبناء لهذا الوطن، متباهين ومحتفلين بتاريخ تأسيس الدولة السعودية الأولى ونتائج وحدتها.
فكانت العطلة التاريخية احتفالاً ببطولات الأئمة الأولين وبداية خطى تأسيس مملكتنا الحبيية التي عززتها وزارة الثقافة مشكورة بنشر ثقافات المناطق المختلفة من مملكتنا، وما كان عليه أجدادنا في الماضي البعيد؛ لتحيي الماضي وتنشر الوعي بكل ما يتعلق بتفاصيل ومسميات أزياء مناطقنا المختلفة وأبرز مأكولاتها، فيحتفل الناس بإعدادها أو المشاركة بها، وتتهيأ الجموع، صغاراً وكباراً، استعدادا لهذا الاحتفال.
تنتعش المعارض التجارية اليوم، ومحلات الحياكة ولوازم الخياطة بالسلع التراثية تجهيزاً لهذا الاحتفال، الذي أقر بأن يكون لمدة يومين متتالين، فما يميزه عن غيره من الاحتفالات هو مشاركة الناس في المسيرات العسكرية المصحوبة بالخيول العربية، والألعاب النارية والعروض الغنائية والمسرحية، ورقصة السيوف (العرضة) التي انتقلت من جيل إلى جيل. وبسبب تأثير التكنولوجيا الرقمية، التي ساعدت على سرعة التأثر بالثقافات العالمية، قامت الجهات المعنية بنشر شعارات ودلائل خاصة لاحتفالات يوم التأسيس وزعت للموردين والموزعين والمسؤولين عن إدارة الفعاليات للحفاظ على الهوية التراثية المختلفة من مناطق مملكتنا ونشر الوعي المجتمعي عنها.
إن هذه الاحتفالات تضيىء للأجيال الحالية والقادمة معان حسية إيجابية في الانتماء للمجد التاريخي، فمن الثابت أن المرء يشبع الانتماء مع الجماعة؛ لذلك تعزز المناسبات الوطنية بالاحتفالات، فهي ترفع من مؤشرات الانتماء، وتجعل أفراد المجتمع أكثر تماسكاً ووحدة، وفي الأفراح المشتركة، تكثيفاً للمسرات.
إن الفخر بالرموز الوطنية والاعتزاز بها، يدفعنا إلى توطيد الأواصر التاريخية بالوقوف تكريماً وثناء لمن سبقونا في الوحدة الوطنية، فإن تقوية الروابط بالرموز التاريخية يشكل مجتمعاً متلاحماً ويوثق تاريخاً مجيداً، فأهلاً ومرحباً باحتفالات يوم التأسيس.