لمى الشثري لبرنامج مساء الثقافية: سيدتي الأكثر تأثيراً في صحافة الأزياء

لمى الشثري رئيسة تحرير مجلتي "سيدتي" و"الجميلة"
لمى الشثري رئيسة تحرير مجلتي "سيدتي" و"الجميلة"

حلَّت الأستاذة لمى الشثري رئيسة تحرير مجلتيّ سيدتي والجميلة ضيفةً على برنامج مساء الثقافية الذي يُعنى بكل ما يتعلق بالأخبار والمواضيع الثقافية السعودية والعربية.
وتحدثت خلال الحوار عن بداية صحافة الأزياء وتطورها في الستينيات والسبعينيات وصولاً إلى الثمانينات عندما انطلقت مجلة سيدتي ولعبت دوراً هاماً في هذا المجال، خاصة أنها كانت صورة للمجتمع السعودي بشكل خاص، والعربي وشمال أفريقيا بشكل عام.

دور الصحافي المختص بالأزياء

وفي بداية الحديث توجه الإعلامي عبدالله الجمعة إلى الأستاذة لمى الشثري بالسؤال عن الدور الذي يقوم به الصحفي اليوم في صحافة الأزياء وبالأخص في مجلات الأزياء، فأكدت أن دور الصحفي في عالم الأزياء هو أنه حلقة وصل ما بين عالم صناعة الأزياء، ودور الأزياء والمصممين، وما بين القراء من جهة أخرى الذين يهمهم معرفة آخر المستجدات في هذا العالم، وينقل لهم ما خلف الكواليس من الحرفية اليدوية، المواهب الصاعدة، بأسلوب قصصي ممتع بعيد عن التعقيد، ويجعلهم يعرفون أكثر عن الصناعة.

بداية صحافة الأزياء في العالم العربي

وفي الحديث عن بداية مجلة سيدتي عام 1981 وعمل المجلات الأخرى التي تبعتها، وجدت رئيسة تحرير مجلتي سيدتي والجميلة أن الأهم من ذلك أن نعود إلى الأصل، أي إلى بداية صحافة الأزياء في العالم العربي في الستينيات والسبعينيات.
وقالت الشثري: "في عقود الستينيات والسبعينيات على مستوى المنطقة العربية كانت هناك مجلة "حواء" من مصر، ومجلة "الحسناء" من لبنان، ومجلة "بردة" الألمانية" وهذه المجلات هي التي مهدت الطريق أمام "سيدتي" وغيرها من الإصدارات المهتمة بصناعة الأزياء والموضة.
وأضافت: كانت المجلات القديمة تضم "بترونات" خياطة وتفصيل ولاقت رواجاً واهتماماً كبيراً من المهتمات بالموضة، لأنهم كانوا يستخدمون هذه "البترونات" في تفصيل الأزياء وصناعتها. وطبعاً ساعد على هذا الشيء وجود الأقمشة الفاخرة من ديور ومن فالنتينو عند كبار تجار الأقمشة مثل عمر بن صديق والسكاف، فكانوا يأخذون هذه الأقمشة مع البترونات ويفصلونها عند خياطات ماهرات كانوا معروفين في ذلك الوقت، لكي يكون التصميم مثلما يرونه في المجلات. وكانت المجلات هذه تُباع في مكتبات تجارية في شارع الخزان، والأكسسوارات متواجدة في متاجر في شارع الوزير وشارع الثميري".

وفي هذا السياق أضافت رئيسة التحرير لمجلة سيدتي :"مجلات الأزياء وأسلوب الحياة كانت حديث المجالس في الستينات والسبعينات. وكان هناك تنافس لطيف بين سيدات المجتمع لمواكبة أحدث الصيحات والظهور بأجمل الإطلالات".

وبالعودة إلى اللقاء مع برنامج مساء الثقافية كانت الأستاذة أشارت إلى أنه عندما بدأت مجلة سيدتي في عام 1981 كانت موجهة للأسرة بشكل عام وفي نواتها المرأة، وطبعاً المرأة مهتمة بالأزياء وبالإطلالات، وتميزت سيدتي في ذلك الوقت بأنها كانت تقدم الأزياء في إطار المجتمع وثقافة المجتمع، ولفتت إلى أنه على الرغم من أن توجه المجلة إقليمي من شمال أفريقيا للشرق الأوسط والخليج العربي، لكن يبقى أصلها سعودياً، إذ إنها تابعة للشركة السعودية للأبحاث والإعلام، التي أطلقت أيضاً في منتصف التسعينيات مجلة هي ومجلة الجميلة.

لمى الشثري: الأزياء عبارة عن ثقافة وتعبير عن الهوية

وتساءل الجمعة ما إذا كانت مهمة صحافة الأزياء نقد الموجود أو توجيه الموضة في الشارع العربي والسعودي، لتجيبه الأستاذة لمى الشثري بأنه نافذة ثقافية. لأن الأزياء عبارة عن ثقافة، هي ليست مجرد زي يرتديه المرء، بل هي تعبير عن الهوية، ولغة للتواصل مع الآخرين، أي أنها نافذة ثقافية على صناعة الأزياء وكل ما يُعنى بها.

الاهتمام في الرجل

وخلال الحوار ذكر عبدالله الجمعة أن معظم مجلات الأزياء كانت تتوجه إلى المرأة في مواضيعها، متساءلاً عن الفترة التي بدأ يكون هناك جانب موجه للرجال في عالم صحافة الأزياء.
واعتبرت الشثري أنه في الوقت الحالي بدأت المجلة تتجه للذكور قليلاً، لأن خطوط الموضة الآن تصدر عن دور الأزياء موجهة للجنسين، خصوصاً في الأزياء الرياضية.
وقالت إنه في السابق كان التوجه للمرأة بشكل خاص لأن سلوك المرأة عندما تقدم لها المنتجات الخاصة بالأزياء، متنوع، أي أنها على سبيل المثال تكون متوجهة لفستان ولكن تعجبها حقيبة مثلاً أو أكسسواراً أو قطعة مجوهرات، بينما الرجل محدد في اتجاهه، يعني أنه يعرف ما يريد ويختار ما يريد فقط.

سيدتي الأكثر تأثيراً في تغطية الأزياء والمجوهرات

وفي الحديث عن هوية مجلة سيدتي ما إذا كانت مجلة مختصة بالأزياء منذ بدايتها أما أنها اتخذت هذا المجال كأساس بعد أن وجدت الاهتمام الكبير فيه، أكدت الأستاذة لمى أن مجلة سيدتي من الأساس كهوية موجهة للأسرة، وهدفها التركيز على المرأة ولا زالت في هذا الاتجاه.
ولفتت إلى أن المجلة حتى اليوم تهتم بأن تحافظ على هويتها وعلى توجهها في هذا الموضوع، لكن مع فارق بسيط هو أنه خلال الأربعين سنةً من انطلاق سيدتي عام 1981 إلى الآن توسعت دائرة التطور في سيدتي من مجلة ورقية أسبوعية إلى منصة إعلامية متكاملة تشمل موقعاً إلكترونياً هو من ضمن أفضل خمسة مواقع على مستوى شمال أفريقيا، بحسب مجلة فوربس، وبعد مهرجان كان السينمائي الدولي صُنفت مجلة سيدتي بأنها أكثر الجهات الإعلامية تأثيراً في تغطية الأزياء والمجوهرات.
وتابعت حديثها قائلة: "هذا الجانب موجود في سيدتي من الأساس منذ الانطلاق، لكن ما اختلف اليوم هو أنه يمكن أنه بسبب تنوع المنصات الموجودة في سيدتي ما بين موقع إلكتروني وما بين مجلة مطبوعة وما بين وسائل التواصل الاجتماعي، لاحظنا تغيراً في تناول القارئ للمواد واستهلاكه لها. فطبيعي أن يكون هناك مواكبة لهذا التغيير".
وأضافت: "وجدنا أن المواد التي لها علاقة بالصحة والأسرة والأم والطفل يتم تناولها أكثر عن طريق الموقع الإلكتروني لأنه يسهل مشاركتها مع الآخرين وغيره. بينما الأزياء تحتاج مساحة إبداعية، فهي لوحة فنية. يعني أنك تخلق لوحةً من الأزياء والمجوهرات في إطار إبداعي يشمل مديرين إبداعيين، عارضي أزياء، مصممين، ومواهب وغيره"، مشيرةً أنه لذلك يجب تخصيص صفحات المجلة لذلك.

سيدتي تشكل جسرا للتواصل بين دور الأزياء وأفراد المجتمع

كما تطرقت "الشثري" خلال الحوار للحديث عن مواقع التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا في مجال الإعلام والتحديات التي فرضتها على المجلات، واعتبرت أن مجلة سيدتي تميزت بأنها رائدة في مواكبة المتغيرات التي تحصل في المشهد الإعلامي.
وقالت: "الموقع الإلكتروني لسيدتي تم إطلاقه عام 2004، أي منذ 20 سنةً. وبذلك فهي من أوليات المجلات التي كانت تقدم محتوى عربياً على الإنترنت".
وفيما يتعلق بمواقع التواصل الاجتماعي، قالت: "في منصات التواصل الاجتماعي، ما شاء الله أرقام المجلة كبيرة ومحتواها مميز وانتشارها كبير أيضاً. ونحن أيضاً من أوائل الناس الذين عملوا اتفاقية مع سناب شات في بداية انطلاقه، حيث كنا نقدم محتوى خاصاً فيه".
ولفتت إلى أن ما سلف هو سر نجاح المجلة، خاصة أنها مستمرةفي تغطية الفعاليات على أرض الواقع وتقيم فعاليات بالتعاون مع دور الأزياء، مؤكدة على دور المجلة بأن تكون جسراً ما بين دور الأزياء وما بين أفراد المجتمع، سواء متذوقي الأزياء أو حتى النساء اللواتي يمثلن نماذج لتمكين المرأة في السعودية.
وخلال الحوار عبرت "الشثري" عن إيمانها بالعلاقة القوية بين دور الأزياء والمجلات، وهو ما يميز تناول المجلة للموضوع نفسه الذي تنشره دور الأزياء على مواقع التواصل الاجتماعي، وعليه فإنها علاقة احترافية. فيها ثقة متبادلة وحضور ودعم دائم.

مجلات عالمية باللغة العربية

توجه الإعلامي عبدالله الجمعة بالسؤال للأستاذة لمى الشثري عن أهمية المجلات العالمية التي بدأت تَصدر طبعات خاصة لقراء الشرق الأوسط باللغة بالعربية وعن الأمور التي تميزها عن المجلات المحلية والأمور التي تميز المجلات المحلية عنها، فأجابت "الشثري" بأنه علاقة المطبوعات العالمية بالمجلات المحلية هي تبادل الخبرات بهدف تسليط الضوء على المواهب الموجودة الإقليمية والمحلية وتوسيع الدائرة في مجال صناعة المحتوى الخاص بالأزياء.
أما عن الأمر الذي يميز المجلات المحلية أو سيدتي عن المجلات العالمية الصادرة باللغة العربية، فاستعانت "الشثري" بالمثل القائل "أهل مكة أدرى بشعابها"، معتبرة أن سيدتي انطلقت عام 1981 في المنطقة وفي السعودية بشكل خاص وهي على معرفة أكثر بالنسيج الاجتماعي ومراحل تطور الموضة والأزياء وسلوك الناس، بينما المجلات العالمية بدأت مؤخراً في استكشاف السوق وتحتاح بعض الوقت لفهم كواليس وأسرار صناعة الأزياء في السعودية.
ولفتت "الشثري" أنه أمر غير منصف أن تقارن مجلة محلية بمجلة عالمية حديثة على المجتمع، فمثلاً في حال قررت مجلة سيدتي أن تتجه للسوق الأوروبي بنسخة فرنسية لا يمكن أن تنافس المجلات المحلية هناك، لكن أهمية وجود تلك المجلات تكمن في إبراز المواهب السعودية، تماماً كما يحصل اليوم باهتمامها في برنامج" 100 براند سعودي" التي تبنتها هيئة الأزياء التابعة للوزارة الثقافة.

سيدتي مهتمة بدعم المواهب والإبداعات السعودية

وتحدثت "الشثري" عن اهتمام مجلة سيدتي بالمواهب والأبداعات السعودية مشيرة إلى ظهور المصممة السعودية شهد الشهيل على غلاف سيدتي ليوم التأسيس وهي مؤسسة العلامة التجارية "أباديا" وأول مصممة سعودية تتواجد على "نتا بورتي"موقع التسوق الإلكتروني الفاخر على مستوى العالم.

كلمة لصحافة الأزياء

وختمت الأستاذة لمى الشثري حديثها بتوجيه كلمة للجيل الناشئ في صناعة الأزياء في السعودية قالت فيها إن النجاح ليس خطوة واحدة كبيرة أو قفزة، بل هو خطوات صغيرة تؤدي في النهاية إلى النتيجة الكبيرة والإنجاز، وقد تكون هذه الخطوات على مدى سنوات كثيرة قد تتخطى العشر سنوات، ويجب علينا أن نمر بها كي نتعلم في كل مرحلة ما نحتاج أن نعلمه وننفتح على الآخر ونتعلم من الحرفيين في كل مكان في العالم.

لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي».

وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي».

ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن».