التقت سيدتي بالمخرجة السعودية فاطمة البنوي، على هامش الندوة ندوة الحوارية التي قدمتها في مدينة جدة تحت عنوان "الصحة النفسية في العائلة، فهم الواقع من قصص الآخرين"، وتم اقتباس محاورها من تجربة البنوي الأخيرة في فيلم بسمة، وتحدثت عن قدرات السينما السعودية على معالجة هذه القضية بشكل لا يؤثر على صناعة الترفيه.
سيدتي التقت بالمخرجة والكاتبة فاطمة البنوي للوقوف على أبرز المحاور في الندوة، وسألتها بدايةً: ما الذي دفعكم لتنظيم هذه الندوة المميزة التي تجمع بين عالم السينما والصحة النفسية؟ فأجابت: السبب الذي دفعنا لتنظيم هذه الندوة هو إيماننا بأنه حتى لو كان هناك شعرة تفصل بين المجال النفسي والمجال السينمائي، يجب أن نكون واعين بها.
وتابعت: وعندما ننظم ندوات، لا ينبغي أن تكون ندوة نفسية أو سينمائية فقط، بل إن القصة بحد ذاتها، سواء كانت سينمائية أو روائية، هي نفسية في المقام الأول. حتى في إطارها التوعوي والتثقيفي والترفيهي والتجاري، هي نفسية أساسًا. لذلك، من المهم أن نناقش هذه الجوانب من الألف إلى الياء.
وواصلت فاطمة البنوي حديثها لسيدتي قائلة: أما في المجال النفسي، فإن أي تجربة نفسية من كينونة الإنسان إلى تشخيص الأعراض والعوارض، هي تجربة يمكن الاستفادة منها وتحويلها إلى عمل سينمائي بصري. هذه التجربة تُستفاد منها وتُستلهم منها أفكار ومشاعر، وباختصار، يمكنني القول إن هذا كان حلمًا من أحلامي منذ الصغر، خاصة كطالبة علم نفس شغوفة بالمجال السينمائي، واختارت العمل في هذا المجال. نهدف إلى دمج هذه المجالات معًا، وكما قلت، حتى لو كان هناك شعرة تفصل بينهما، يمكننا إزالتها والبدء بتكاتفهما.
فاطمة البنوي: الأفلام النفسية لن تخرج عن إطار الترفيه
ثم سألت سيدتي البنوي، هل تعتقدون أن السينما السعودية قادرة على تقدم أعمال فنية تسلط الضوء على الصحة النفسية بعمق وصدق؟ وجاءت إجابتها: بكل يقين وإيمان، أعتقد أن السينما السعودية قادرة على تقديم أعمال سينمائية تسلط الضوء على القضايا النفسية والطوارئ الاجتماعية بعمق وصدق.
وأضافت: أنا مؤمنة تمامًا بأنها ستكون عفوية، ولن تخرج عن إطار الترفيه والدراما والتجارة. في النهاية، نحن نصنع السينما سواء كانت أفلامًا وثائقية أو توعوية، ولا يشترط أن تكون المعالجة جزءًا من هذا العمل. السينما قد تسلط الضوء على القضايا، وتلفت الانتباه إليها، ولكن دور المعالجة يبقى على عاتق المختصين. ومع ذلك، لها دور ثقافي كبير يندمج مع دورها الترفيهي. نهدف في هذه الندوة إلى استكشاف كيفية تنمية هذه العلاقة وتسليط الضوء عليها.
الفيلم الجيد يأخذك إلى مكان انتقالي
وشهدت الندوة حوارات موسعة أدارتها فاطمة البنوي عن محور "الصحة النفسية في العائلة، فهم الواقع من قصص الآخرين"، بمشاركة المتحدثين الرئيسيين أمل الحربي الكاتبة ومؤلفة الرواية المؤثرة "فعلاً"، التي تتناول قضايا الصحة النفسية وتستعرض التحديات المتعلقة بالاكتئاب والصراعات الداخلية للمريض، ودانيا بابكير أخصائية علاج العلاقات الزوجية، معالجة أسرية استلهمت من الأفلام لدخول مجال العلاج وتدمجها في ورش العمل الخاصة بها، والدكتورة ريما فلمبان: استشاري الطب النفسي للبالغين، طبيبة نفسية، اقتبست من أستاذها قوله: الفيلم الجيد يأخذك إلى مكان انتقالي، حيث تصدق كل ما تراه لمدة ٤٥ دقيقة.
.
وتم طرح أسئلة حول آثار الطرح السينمائي على الوعي المجتمعي والظواهر الشائعة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على موقف الفيلم السعودي والسينما عامة من التطرق إلى هذه المواضيع بدون التنازل عن عناصر الترفيه والدراما الرئيسية واكتشاف دورها في التثقيف والتغيير، ليكون أحد الأمثلة هو الفيلم السعودي "بسمة".
هل يجب أن نتجنب الدراما أم نجذبها ؟
واشتملت الندوة على عدة محاور أبرزها سؤال المتحدين في الندوة من يأتي في المقام الأول: القصة أم الوعي؟ التشخيص أم السلوك؟ الدراما أم الشخصية الفريدة؟، وهل يجب أن نتجنب الدراما أم نجذبها ؟ وما الفرق بين الدراما التي تحيا وتزهو من خلال الصراع في الأفلام، والدراما التي نتفاداها ويسدل الستار عليها في الواقع.
ثم سألت البنوي ضيوفها: هل طريقة تصوير المرض النفسي في الأعمال الفنية لها دور في القبول والرفض ؟ وهل فيلم جيرل انتروبتد أكثر قبولا كونه في مكان غير مألوف وبدراما سينمائية متصاعدة، من فيلم (ذا فاذر) كونه في سياق منزلي مألوف من الدراما ؟ هل كلما كان الشكل قريب إلى الحياة الواقعية زاد النفور؟
ثم توالت النقاشات حول المحاور السابقة، بالإضافة إلى لحظة "الإدراك" التي ممكن أن يشعر بها المريض عندما يشاهد فيلما يعكس حالته النفسية على الشاشة. والسؤال عن المسميات والوعي التشخيص الأعراض المسميات، ودورهم في تشكيل الوعي الجمعي للمشاهدين والمتلقين: شخص صعب ولا مريض نرجسي)،
وارتباطات البدايات بشعور عدم الراحة حيث السينما السعودية اليوم - من كوميديا وعوالم موازية غربية إلى المنزل والظواهر الاجتماعية، كيف يمكن للأفلام أن تعزز الوعي وتبرز التعاون بين الطب النفسي وعلم النفس ؟ مثل طرح سؤال: ماذا لو لجأت عائلة "بسمة" أو "جايبة العيد" أو "جميل جدا" إلى العلاج، ثم تأثير الثقافة المجتمعية على قبول المرض النفسي وانعكاس هذا القبول في الأفلام.
وختاماً كان محور أهمية أخذ حالة المرضى بعين الاعتبار قبل الإشارة إلى أي فيلم لمشاهدته هو آخر ما شاركت به المتحدثات في الندوة عن آرائهن من واقع خبراتهن.
يمكنك متابعة: الفيلم السعودي "بسمة" .. حالة إنسانية تدعو لتقبل الآخر
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي».
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي».
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن».