ليدي غاغا في حوار حصري مع سيدتي تكشف أسرار Joker: Folie à Deux

ليدي غاغا - تصوير يوسف بوهوش
ليدي غاغا - تصوير يوسف بوهوش


 لا يُعدُّ الحصولُ على مقابلةٍ حصريَّةٍ في منطقةِ الشرقِ الأوسط مع بطلةِ أحدِ أفلامِ الموسم في هوليوود بالأمرِ السهلِ على الإطلاق، لكنْ التزامُ مجلَّةِ «سيدتي» بتغطيةِ أهمِّ وأكبرِ المهرجاناتِ السينمائيَّة في العالم مثل مهرجانِ كان، ومهرجانِ فينيسيا، جعلها مصدرَ ثقةٍ لدى شركةِ وارنر بروس Warner Bros، الرائدةِ في مجالِ الترفيه والمنتجةِ للفيلم، لتوافقَ دون تتردُّدٍ على إجراءِ «سيدتي» مقابلةً حصريَّةً مع ليدي غاغا، نجمةِ فيلم «جوكر: ذهان مشترك Joker: Folie à Deux» الذي تمَّ عرضُه للمرَّة الأولى في مهرجانِ فينيسيا السينمائي، ومن المنتظرِ طرحُه في دورِ السينما حول العالمِ خلال الشهرِ الجاري.


 
حوار: معتز الشافعي 
تصوير : يوسف بوهوش / وصور من الشركة المنتجة
ليدي غاغا - تصوير يوسف بوهوش

«جوكر: ذهان مشترك» Joker: Folie à Deux، هو الجزءُ الثاني من فيلمِ «جوكر» Joker، الذي تمَّ عرضُه للمرَّة الأولى في مهرجانِ فينيسيا السينمائي أيضاً عامَ 2019، من بطولةِ النجمِ خواكين فينيكس، وإخراجِ تود فيليبس. وترشَّح الفيلمُ لـ 11 جائزةَ أوسكار عامَ 2020، واستطاع أن يحصدَ جائزتَين منهما، هما أوسكارُ أفضلِ موسيقى، وأوسكارُ أفضلِ ممثلٍ في دورٍ رئيسٍ لبطله فينيكس.
وفي «جوكر: ذهان مشترك» Joker: Folie à Deux ، تشارك النجمةُ ليدي غاغا في البطولةِ إلى جانبِ فينيكس، وهو فيلمُ إثارةٍ نفسي موسيقي، تلعبُ فيه غاغا دورَ «لي كوينزل» التي تُمثِّل، كما كشفت لنا النجمةُ في اللقاء، شخصيَّةَ «هارلي كوين» الشهيرة في القصصِ المصوَّرةِ التي تنشرها «دي سي كومكس» DC Comics.
وشخصيَّةُ «هارلي كوين»، تُعرَفُ في القصصِ بوصفها عدوَّةً للبطل باتمان، وشريكةً ومحبَّةً للجوكر. وفي القصَّة الأصليَّة، تلتقي هارلي بالجوكر خلال عملها طبيبةً نفسيَّةً بمصحَّةِ أركام في مدينةِ غوثام حيث يكون الجوكر أحدَ المرضى.


كيف جاء اختيارُ ليدي غاغا للعبِ تلك الشخصيَّة، وكيف كانت كواليسُ تصويرِ الفيلم، وما هو الجانبُ الذي لا نعرفه عن خواكين فينيكس أمورٌ، كشفتها لنا النجمةُ العالميَّة خلال السطورِ التالية.

 يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط.


 
"شخصيتي في Joker: Folie à Deux تمثِّل الحبَّ الجنوني الذي يُفقدنا أنفسنا تماماً".
 

صورة من فيلم Joker: Folie à Deux - الصورة من الشركة المنتجة للفيلم

تود فيليبس، قال إنكِ كنتِ حاضرةً دائماً في ذهنه عند كتابةِ الجزءِ الثاني من فيلمِ «الجوكر» لأداءِ شخصيَّة «لي كوينزل». متى، وكيف بدأت المحادثاتُ بينكما من أجلِ المشاركةِ في العمل؟

كنتُ في غايةِ السعادةِ عندما جاء تود إليَّ، وقال: «كتبنا هذا الدورَ لكِ». لم يكن تود، وسكوت سيلفر، الذي شاركه كتابةَ السيناريو، قد انتهيا وقتها من كتابته بعد. في البدايةِ، كانت الفكرةُ تتمحورُ حول تكملةِ قصَّة «آرثر فليك»، لكنْ مع تقديمِ قصَّةٍ أصليَّةٍ لشخصيَّة «هارلي كوين». كان واضحاً لي خلال اجتماعي مع تود، أن الشخصيَّة التي سنتعرَّف عليها في هذا الفيلمِ، هي «لي»، الفتاةُ التي كانت «هارلي» قبل لقائها بالجوكر.

ماذا كان انطباعُكِ الأوَّلُ عن شخصيَّة «لي كوينزل»؟

لا أرغبُ في توجيه الجمهورِ حول شعورهم تجاه شخصيَّة «لي» عند رؤيتها للمرَّة الأولى، أو في منتصفِ الفيلم، أو في الأجزاءِ الخياليَّة منه، لكنْ أعتقدُ أننا عندما نرى «لي» للمرَّة الأولى، نشعرُ بنوعٍ من الفضولِ تجاه هذه الفتاةِ التي تهتمُّ بـ «آرثر فليك»، ولا تخشاه، عكسَ الآخرين الذين يخافون منه، ويرون أنه مريضٌ نفسياً! هي تحبُّه حدَّ الجنون، ويشبه الأمرُ ما يحدثُ لأي شخصٍ عندما يحبُّ شخصاً لدرجةٍ، يفقدُ فيها نفسه تماماً! وينطبقُ على ذلك قولُ الناس: «فقدتُ نفسي في هذه العلاقةِ». أليس كذلك؟ «لي» أيضاً تفقدُ نفسها تماماً في حبِّ «آرثر فليك».


يبدو أن «لي كوينزل»، ليست الوحيدةَ التي أحبَّت «آرثر فليك» فقطاعٌ عريضٌ من الجمهورِ أحبَّه كذلك، وتعاطفَ معه منذ الجزءِ الأوَّلِ للفيلم. ما تفسيرُكِ لهذا الأمر؟

أعتقدُ أن الكثيرين أحبُّوا «آرثر»، لأنه شخصٌ مختلفٌ عن البشرِ العاديين. هو شخصٌ، كان يتعرَّض للضربِ المستمرِّ في المجتمع، جسدياً ومعنوياً، ويواجه صعوباتٍ كثيرةً! وبغضِّ النظرِ عمَّا فعله، لكنَّه لم يستطع أن يحظى بفرصةٍ. أعتقدُ أن الجمهورَ حول العالمِ، وجدوا أنفسهم يتشاركون في مشاعرَ مشابهةٍ لما عاشه «آرثر»، والظلمِ، وعدمِ التقديرِ اللذين شعر بهما، وهو أمرٌ قد يقودُ بعضهم إلى حافةِ الانهيارِ والجنونِ أحياناً. عليه، أعتقدُ أن الناسَ رأت جزءاً منها في شخصيَّة «آرثر»، وهذا كان نوعاً من السحرِ الذي جلبه الفيلمُ الأوَّلُ، إذ شعر الجميعُ بالارتباطِ بشخصيَّةٍ، تبدو غريبةً ومختلفةً بشكلٍ لافتٍ.


 
"خواكين فينيكس لديه أداةُ تمثيلٍ فريدةٌ من خلال مشاعره، وشخصيَّته التي تختلفُ تماماً عن أي شيءٍ رأيته من قبل".

 


 
التعاون مع خواكين فينيكس
 

خواكين فينيكس - الصورة من الشركة المنتجة للفيلم

كيف رأيتِ أداءَ خواكين فينيكس لشخصيَّة «الجوكر» في الجزأين؟

عندما شاهدتُ أداءَ خواكين للمرَّة الأولى، كان واضحاً لي مدى شجاعته الكبيرةِ في تقديمِ هذه الشخصيَّة. كان أداؤه شخصياً للغايةِ، وأصلياً بشكلٍ لا يُوصف! هو لا يُشبه كلَّ ما رأيناه، أو اختبرناه من قبل عن تلك الشخصيَّة الشهيرةِ والمعقَّدة. لقد تمكَّن خواكين من وضعِ بصمته، وروحه، وقلبه في شخصيَّةٍ شديدةِ الصعوبةِ والتعقيد! كذلك هناك شراكةٌ استثنائيَّةٌ بين تود فيليبس وخواكين، ويتمكَّنان معاً من خلقِ أشياءَ جريئةٍ وشجاعةٍ، وتفيضُ في الوقتِ نفسه بالمشاعر، وهو ما جعلَ الأمرَ ساحراً وشاعرياً للغايةِ في نهاية المطاف.


ماذا عن تجربتكِ في العملِ معه داخل الكواليس؟

التجربةُ كانت شديدةَ الإبداعِ والمرح. خواكين شخصٌ مضحكٌ للغاية دائماً. أيضاً تعلَّمتُ منه أنه عندما تدخلُ إلى موقعِ التصوير مع فكرةٍ مسبقةٍ عمَّا ستفعله بالضبط، قد يكون ذلك عدوَّكَ بوصفك ممثلاً. كان ذلك اكتشافاً مذهلاً ومحرراً، ودفعني للتجريبِ، والابتكارِ، وإطلاقِ العنانِ للخيال، وهو ما شجَّعنا عليه تود فيليبس. أشعرُ أن خواكين لديه أداةُ تمثيلٍ فريدةٌ من خلال مشاعره، وشخصيَّته التي تختلفُ تماماً عن أي شيءٍ رأيته من قبل. إنه ممثِّلٌ استثنائي، وشخصٌ استثنائي.


الفيلمُ يحملُ عنوان «ذهانٌ مشتركٌ» Folie à Deux، ما دلالةُ هذا الاسمِ بالنسبةِ إلى القصَّة؟

شاهدتُ مقاطعَ قديمةً في المصحَّات النفسيَّة لأشخاصٍ، كانوا يعانون من «الجنون الثنائي»، أو «الذهان المشترك»، وكان ذلك مؤلماً ومخيفاً، وأيضاً نسخةً متطرِّفةً مما تفعله الناسُ عندما تكون في حالةِ حبٍّ، إذ قد يصل الأمرُ إلى حدِّ المرض. كما ترى في الفيلمِ «لي»، و«آرثر»، يدافعان عن بعضهما بجنونٍ، وكلٌّ منهما يقولُ عن الآخر: «أحلامه هي أحلامي». عندما نكون في حالةِ حبٍّ، نقومُ أحياناً بأشياءَ مجنونةٍ، لذا بالنسبةِ لي «الجنونُ الثنائي» مجرَّد تعبيرٍ عن الحبِّ، وأعتقدُ أنه تمَّ استخدامه بشكلٍ مثيرٍ للاهتمام في عنوانِ هذا الفيلم لطرحِ سؤالٍ مهمٍّ: ما هو الجنونُ حقاً، وما حدوده؟


 
" تعمدنا أن يختفي الخطُّ الفاصل بين الخيال والواقع أحياناً في الفيلم".
 


الواقع والخيال

صورة من فيلم Joker: Folie à Deux - الصورة من الشركة المنتجة للفيلم


عندما شاهدتُ الفيلمَ للمرَّةِ الأولى في مهرجانِ فينيسيا، شعرتُ بأن الخطَّ الفاصلَ بين الخيالِ والواقعِ خلال العملِ قد يبدأ أحياناً في التشوُّشِ، وبدأتُ أسألُ نفسي: هل ما نشاهده الآن خيالٌ، أم أنه حقيقي؟ هل تتَّفقين مع هذا الأمر؟

نعم، هذا صحيحٌ، وهو أمرٌ مقصودٌ بالطبع. خلال التصويرِ، كنت أعرفُ من خلال حديثي مع تود وخواكين يومياً ما كنا نفكِّرُ فيه حول مشاهدِ الخيال، وما هو حقيقي، وما ليس حقيقياً، لكنْ ما أعرفه أننا رسمنا الصورةَ بفرشاةٍ عريضةٍ جداً أيضاً، بمعنى أنه في بعضِ اللحظاتِ لا يهمُّ فعلاً إذا ما كان ما يحدثُ حقيقياً، أم خيالاً طالما أنه كان حقيقياً بالنسبةِ لهما «لي» و«آرثر» بطريقةٍ ما. عندما تكون لديكَ شخصيَّتان عندهما القدرةُ على الخيالِ بهذه الطريقة، ومخرجٌ يملكُ القدرةَ أيضاً على الخيال، ستشاهدُ بالتأكيد عملاً يفوقُ الخيال.


الفيلمُ في رأيي فيلمٌ موسيقي بامتيازٍ، بل إن الأغنياتِ قد تبدو فيه أكثر مما يتوقَّعه المشاهد، كيف تردين؟

الموسيقى، والأغنياتُ من العناصرِ المهمَّة في الفيلمِ فمع سيرِ الأحداثِ، نرى كيف يكتشفُ «آرثر» السعادةَ بطريقةٍ، لم يشعر بها ربما من قبل. نرى «لي» أيضاً، تحاولُ التعبيرَ عن نفسها، ثم نلمسُ أوهاماً مشتركةً بين الاثنين حول كونهما نجمَين! هكذا تلعبُ الموسيقى دوراً حاسماً في هذا الفيلمِ في التعبيرِ عن ضخامةِ، وتعقيدِ هذا الحبِّ. إنه عالمٌ فوضوي، مليءٌ بالصمتِ، والكلامِ، والغناءِ، والموسيقى، والحبِّ والعنف.


هل حاولتِ الغناءَ بشكلٍ بسيطٍ كيلا تبدو «لي» مغنيةً محترفةً كما هو الحالُ معكِ، وحتى يظهر انسجامٌ صوتي بينكِ وبين خواكين في المشاهدِ التي تُغنيان خلالها معاً؟

لم يكن المقصودُ أن يكون الحالُ كما هو عليه في المسرحِ حيث تروي قصَّةً للجمهور، بل كانت الأغنياتُ وسيلةً لتواصلِ الشخصيَّات، ووسيلةً للمخرجِ تود فيليبس للتعبيرِ عن شيءٍ، يتعلَّقُ بهذه الشخصيَّات، ولحظةً خاصَّةً، تكتشفُ فيها الشخصيَّة شيئاً عن نفسها. ستسمعون صوتي الحقيقي في الغناءِ بشكلٍ كاملٍ ربما في مشهدٍ واحدٍ فقط طوالِ الفيلم. في ذلك المشهدِ، أردتُ أن تكون «لي» الفتاةَ التي كان «آرثر» يتخيَّلها في أحلامه، لذا جعلتُ «لي» تبدو رائعةً في كلِّ شيءٍ. لكنْ أيضاً هناك مواقفُ أخرى، كانت فيها «لي» تستخدمُ الأغنياتِ لتهدئةِ نفسها. على سبيلِ المثال، عندما تُغني Get Happy في البداية، أو حينما تُغني That’s Entertainment لنفسها. قبل دخولها إلى قاعةِ المحكمةِ، كانت «لي» تهدِّئ نفسها بالموسيقى، وفي أحيانٍ أخرى، كانت تتعاملُ مع نفسها من خلال الموسيقى، لذا كان العملُ على الموسيقى تحدِّياً، لكنه كان مثيراً وممتعاً للغاية.
  


"الأغنيات في الفيلم ليست مجرَّد موسيقى، إنها وسيلةٌ للتعبير عن الحبِّ والجنون".


 
الأغاني والموسيقى

ليدي غاغا - الصورة من الشركة المنتجة للفيلم


  
"شاهدتُ مقاطعَ قديمةً في المصحَّات النفسيَّة لأشخاصٍ، كانوا يعانون من «الجنون الثنائي»، أو «الذهان المشترك»، وكان ذلك مؤلماً ومخيفاً للغاية".


 
ما أعجبني أن تلك اللحظاتِ الغنائيَّة، لم تكن مُقحمةً، أو غريبةً عن الفيلم، أو بمنزلةِ فواصلَ بين المَشَاهد، بل كانت مترابطةً مع النسيجِ الدرامي للقصَّة بشكلٍ ذكي. كيف استطعتم فعل ذلك؟

هذا هو السرُّ. غالباً ما نرى في الأفلامِ أن الممثِّل، يبدأ في الغناءِ، وفجأةً تتلاشى العاطفةُ، وكأنَّه أصبح مشهداً غنائياً، وكلُّ ما حدثَ قبلها يختفي! في هذا الفيلمِ، لم نكن نريدُ ذلك أبداً. أردنا أن نجعلَ الجمهورَ يندمجُ أكثر مع القصَّة، وأن يصبح الغناءُ مجرَّد وسيلةٍ للتعبيرِ عن العاطفة تماماً مثل الصمتِ، والبكاءِ، والكلامِ، وغيرها من لحظاتِ التعبيرِ عن الذات.


إطلالاتكِ كانت مختلفةً ومميَّزةً خلال أحداثِ الفيلم، كيف ساعدكِ فريقُ الأزياءِ والمكياجِ في خلقِ نسخٍ مختلفةٍ من الشخصيَّة على مستوى الشكلِ في الفيلم؟

كانت عمليَّةً مثيرةً للغاية، جرَّبتُ فيها مختلفَ أشكالِ الشعرِ المستعار، والمكياجِ، والملابسِ لاكتشافِ كيف ستبدو «لي» أمامَ الكاميرا. استغرق الأمرُ منا بعض الوقتِ لنكتشفَ كيف نوجِّهها لتكون في مدارِ «آرثر»، فهذان الاثنان، يجبُ أن يكونا متطابقَين. إضافةً إلى ذلك، كنت أدخلُ إلى فيلمٍ به عالمٌ، تمَّ بناؤه مسبقاً، لذا اخترنا الشعرَ، والمكياجَ، والأزياءَ بعنايةٍ. لقد خلقنا كلَّ شيءٍ بوعي لـ «لي»، لكنْ أيضاً مع وضعِ «الجوكر» في الاعتبارِ طوال الوقتِ فكلُّ ما كانت تفعله، كان يتعلَّقُ به. كانت تحاولُ نيلَ إعجابه باستمرارٍ من خلال شخصيَّتها، ومظهرها. لقد أردنا أن نخلقَ شيئاً عميقاً وحقيقياً لا مجرَّد صورٍ ملوَّنةٍ جميلةٍ فحسب.