رب البيت
سيدتي أرغب في طرح مشكلتي التي لم أجد لها حلًا، أنا شاب عربي مقيم في السعودية منذ تخرجي، والحمد لله عملي مستقر، خلفيتي العائلية غير مستقرة؛ لأننا أسرة غير مترابطة، والكل يتصارع على القوة، بدءًا بالوالدين ومرورًا بشقيق يعتبر نفسه هو الأقوى والأذكى، أشعر دائمًا بأني أنا الأضعف؛ لأني أضع مخافة الله نصب عيني، ومنها أنني لا أواجه أهلي بالعدوان مهما كانت الأسباب.
المشكلة الحالية، أن زوجتي خانتني، ليست خيانة جسدية، ولكن خانتني بالكلام وبالثقة، ولم تكن أمينة على مالي، وبعد انكشاف الأمر، استعذت بالله وقررت أن أسامحها، أهلي هم من اكتشفوا خيانة زوجتي، كان معهم دليل قاطع، وحين واجهتها كشفت لي عن خيانة أخرى، مِنْ قِبَلِ أقرب الناس إليَّ، أقرب الناس خانني مع زوجتي!
مرت بي حالة شلل نفسي، وصمت؛ لأنني لم أعرف مَن أُحاسب ومَن أسامح، وقررت إكمال حياتي من أجل سمعتي وسمعة ابني، حاولت إعادة الهدوء إلى بيتي، وأنا أعلم أن زوجتي أخطأت، ولكن العجيب أنها بدلًا مِن أن تقدّر تضحيتي وتسامحي، اتهمتني بأنني لا أحترم نفسي، ولم تستح مما فعلت، ولم تُبد ندمًا وازدادت شراسة وحاصرتني بالطلبات، وساءت الأمور إلى أن وقع الطلاق، فما كان منها إلا أن تركت الطفل وعادت إلى بيت أهلها، لم تعد تسأل على ولد ولدته من أحشائها، ووجدت نفسي في مأزق؛ لأنني أشعر بأن ابني ظُلمِ وأنا موزع بين إحساسي بأن حال الدنيا انقلب، والتزاماتي في العمل ورعاية طفلي المظلوم، أفيديني بنصيحة لأني أعتبرك أُمًا.
ولدك
ولدي الكريم لا أكاد أصدق ما قرأت؛ لأنك ظلمت نفسك بنفسك، وظلمت الزوجة الخائنة، وظلمت طفلًا لا حول له ولا قوة، يا ولدي التسامح شيء والتهاون شيء آخر، الرجل قائد في بيته وإن فشل في قيادته، حل الخراب على كل أهل البيت، الزوجة التي تخطئ تُحاسب على الخطأ، فلماذا آثرت أن يستمر الحال على ما كان عليه، وبأية شروط؟ لقد زيّن تهاونك معها الخطأ مرة أخرى، وأصبحت بدلًا من أن تهابك وتستحي منك، تزدري طيبتك ولا تشعر بأنك قادر على حماية بيتك وحمايتها من الزلل!
لم أفهم ديناميكية العلاقة مع أفراد أسرتك، وهل بلغ خوفك من المواجهة درجة تقبل خيانة أقرب الناس؟ تقول إن طفلك مظلوم، وهو كذلك فعلًا، فها هو أبوه يتهاون، وأمه تتحول إلى مخلوق شرس وبلا ضمير!
لقد طلبت نصيحتي، وهي تبدأ بأن تبحث عن وسيلة لرعاية الطفل والاحتفاظ بعملك، اجعل رعاية ولدك شغلك الشاغل، ابحث عن مربية أو إحدى قريباتك في الوقت الحالي، أما زوجتك فهي لا تصلح زوجة أو أمًا، إلى أن تُقلع عن سوء السلوك، لقد تركت لك الطفل إمعانًا في إذلالك؛ لأنها تدرك أنك لا تستطيع التفرغ لتربيته، وهذا يمنحك الحق القانوني في الاحتفاظ بحضانة الطفل ورعايته في ظل امتلاكك لأدلة الخيانة من قبل تلك الأم الفاسدة.
أعد حساباتك؛ لكي تعرف أين أخطأت، تفهّم دورك في بناء الأسرة، وتفهّم واجبات الزوج في بيته، إن أهل البيت يتبعون رب البيت، ابحث عن امرأة صالحة تشاركك حياتك وتخاف الله في ولدك.
الحب المريض
سيدتي مشكلتي أنني أحببت شابًا منذ خمس سنوات، وهو من بلد غير بلدي، عمري 19 عامًا، عرفت مؤخرًا أنه تزوج بأخرى، ولكني أحببته لدرجة أنني لا أستطيع التفكير في غيره، أريد أن أنهي العلاقة ولكني غير قادرة، مازلت أكلمه بعد زواجه وبرغم علمي بأنها علاقة فاشلة بيننا لم أستطع النسيان، إذا أنهيت العلاقة ستكون حياتي حزنًا وألمًا وبلا طعم، لا أجرؤ أن أطلب منه ألا يكلمني، ولكني تعبت ولم أعد أتحمل الوضع، لقد جاءني أكثر من خاطب ولكني رفضت لأني لا أتصور الحياة مع آخر، ماذا يمكنني أن أفعل؟
الحزينة
عزيزتي حالتك لا تختلف كثيرًا عن حالة مدمن على مادة مخدرة، همه الأول، الحصول على الجرعة التي تريحه رغم علمه أنها قاتلة لا محالة! في مثل تلك الحالة، العلاج غير ممكن إلا إذا توفّرت الرغبة عند المدمن لنبذ السموم. .تعترفين جهرًا بفشل العلاقة، وتدركين أنه تزوج وأنه يعيش مع زوجة تطهو طعامه وتشبعه عاطفيًا وجسدياً ومع ذلك يخون ثقتها طلبا لمتعة محرّمة معك، ولكن لا تظني أنه يتواصل معك بدافع الحب، وإنما هو يعتبرك مسلية تمامًا مثل الفصفص واللبان، أنت الآن في التاسعة عشرة وأمام فرصة للشفاء من هذا العبث وانتظار فرصة زواج تستقر به عواطفك، لو كنت في الخامسة والعشرين لرأيت نهاية الطريق الذي تمشين، وحدةً وألمًا وندمًا. الاختيار لك، فإما وضع كلمة النهاية على هذا الشؤم، والتفاؤل بالمستقبل، وإما الاستمرار وانتظار أن يضع هو النهاية لو اكتشفت زوجته أمرك، تقولين لن أتحمل العيش مع آخر، فهل هذا كلام عقلاء؟ أنت لم تلتقي به أبدًا ولم تعيشي معه ولا تعرفين عادات بلده وأفكارهم عن المصاهرة، ولا تعرفين طباع هذا الشاب اللعوب، هل انتهى من الوجود كل رجل صالح يمكن أن يكون زوجا لك؟! هذا الرجل لا يصلح لك أو لغيرك فهو
لا يحترم زوجته ولا يحترمك.
شياطين الإنترنت
أريد أن تساعديني؛
لأنني خائفة جدًا مما حدث معي، وأخشى أن يدمر مستقبلي،
أنا في الحادية والعشرين، شعرت بوحدة
شديدة منذ سبع سنوات حين تزوجت أختي الوحيدة، استمرت دراستي الثانوية، إلى أن
أكملتها منذ ثلاث سنوات، ثم حل الفراغ ودخلت في عالم جديد لم أكن أعرف عنه شيئًا
ولم أكن أعرف ما يخبئ لي، لم يكن في حياتي من ينصح أو يشير إلى الصواب والخطأ،
أصبحت مستعدة أن أبوح بمكنوناتي لأي شخص، تعرفت على صديقاتٍ لم يكُنَّ أهلًا
للصداقة، فقد وزّعن رقمي على كل من هب ودب، وللحظة ظننت أن الصداقة مع الشباب
أفضل، لأن الشاب يمكن ألا يخون، ولكني كنت واهمة! فقد تعرضت لأبشع أنواع
الاستغلال، حتى احترقت من الداخل ولم أعد أعرف للراحة معنى، كنت أعرف أن ما
يطلبونه يغضب الله سبحانه وتعالى، ولكني كنت محتاجة لأن يكلموني ويسمعوا شكواي، ثم
فاجأتني الخيانة الكبرى وهي الابتزاز والتهديد بأنهم حصلوا على صوري وسجلوا صوتي،
وهددني بعضهم بأن صوري التي بحوزتهم غير محترمة، وحمدت الله أن كل ما جرى جرى على
الإنترنت والهاتف فقط، ولم يمسسني بشرٌ والحمد لله، من هنا عرفت خطئي ورجعت عنه.
منذ أيام تقدّم شخص لخطبتي ولكني رفضت الزواج؛ لأنني لم أكن متأكدة من موقفي، هل يجب عليَّ أن أخفي عن الخاطب ما حدث لي، أم أخبره حتى لا تكون هناك مفاجآت تدمر حياتي؟
لقد تبت عن الخطأ وأدعو الله أن يغفر لي، أنا الآن قلقة وخائفة، فهل أستطيع قبول الزواج، هل أنسى ما حدث وأسلّم أمري لله، كيف أتعامل مع تهديداتهم المستمرة وطلبات لا يمكن أن ألبيها؟ كل تلك الأسئلة تجول في خاطري فساعديني، ولك شكري ومحبتي
الحائرة
عزيزتي التائب من الذنب كمن لا ذنب له، إذا تقدّم لك من ترضين به، وتتوسمين فيه صفات الزوج الصالح، فتزوجي؛ لأن الزواج ستر وأمان، ما دمت تائبة ونادمة سوف يهديك الله ويبدل خوفك أمنا، ولا أنصحك بالتطوع بأية اعترافات؛ لأن الاعتراف ينطوي على مجازفة، ويعتمد على قوة شخصية المتلقي وشهامته وثقته بصدقك، إذا استمر الأوغاد في ملاحقتك، قوي عزيمتك، وإن هددوك بما لديهم قولي لهم أن يفعلوا بها ما شاءوا لأنك في تلك الحالة سوف تبلغين السلطات بكل ما حدث، فيضيع مستقبلهم ويكون مأواهم السجن، مثلهم يعرف ذلك جيدًا، ويخشى الوقوع تحت طائلة القانون، قبل أن أختم، أريد أن أقول لك إن جميع الأعذار التي قدّمتِ في رسالتك، لم تكن كافية للتردي في هوة الخطأ كما فعلت، الإنسان الذي لا يحتفظ بأسراره لنفسه، لا يمكن أن يتوقع من الآخرين أن يحتفظوا بها، واختيار الصديقات إما يدل على ذكاء اجتماعي أو نقيضه، وللأسف لا يبدو أنك تحسنين اختيار صديقاتك، في المستقبل اختاري الصديقة ذات الخلق والدين.
ردود
علياء م
وماذا يهم في اسم الطفل، سواء اخترت أو اختار أبوه، هذه الصغائر لا تدل على قوة، وإنما تدل على حماقة قد تفسد حياتك الزوجية!
مختار صفوي – بغداد
كل ما قلته عن المرأة يمكن أن يكون صحيحًا في حالات معينة، ووفقًا لظروف النشأة والموروثات، ولكن لا يمكن التعميم، وهل تظن أن جميع الرجال لهم طباع مشتركة؟