صور مفبركة

كيف أنساه؟

 

سيدتي أنا فتاة في الثامنة عشرة، بدأت دراستي الجامعية هذا العام، لقد أحببت شابًا منذ عامين، وعشت تجربة الحب بكل حلوها، وكنا نلتقي بين حين وآخر بدون علم الأهل، ولكني بعد فترة شعرت بأن اللقاء المختلس سلوك غير سليم، فقررت الإقلاع عن اللقاءات إلى أن يرتبط بي رسميًّا.

والحقيقة هو أنه كان طيبًا معي وعلى خلق، ولم أشعر بأنه مثل الشباب الذي لا هدف له سوى التسلية، وكنا اتفقنا على أن يتقدم لخطبتي بعد انتهائي من الثانوية، ولكن حين اقتربت نهاية العام الدراسي الأخير لي في الثانوية بدأت معاملته تتغير معي، قلت لنفسي إن البعيد عن العين بعيد عن القلب أيضًا، ولكني اكتشفت بالصدفة أنه يكلم فتاة أخرى، ولما واجهته أنكر، وبعد فترة اعترف لي بأنه خانني، انقطعت عنه لمدة أسبوعين، وحين عاودت الاتصال به كلمني بجفاء، وانقطعت عنه نهائيًّا لمدة 6 شهور، وكنت في حالة يرثى لها من الحزن، كنت أتمنى أن تعود المياه إلى مجاريها.. وضعفت إرادتي فكلمته وشعرت بأنه فرح جدًّا، وقال إنه يحبني، ولكن قال أيضا إنه تغير، وظل يردد على مسمعي بأنه تغير، وأحيانًا كنت أتصل فلا يرد.

المهم انقطعت العلاقة وقررت ألا أعود له، المشكلة هي أنني كلما تذكرته أتعب نفسيًّا كما لو أنني فارقته بالأمس فقط، علمًا بأنه مرّ عام على فراقنا، أريد أن أنسى وأن أعيش حياة طبيعية.. فما هو الحل برأيك؟

المعذبة أ.ع

 

 

عزيزتي كل شيء في الحياة يكبر يومًا بعد يوم إلا الحزن، فإنه يتراجع تدريجيًّا، خاصة إذا تعمقنا في أسبابه ومسبباته.

ما تشعرين به من خسران يرتبط بعدة عوامل، أولها إحساسك بالندم لأنك تجاوزت الحدود، ورضيت باللقاءات المختلسة في بداية العلاقة، ومازلت تشعرين بأن تلك كانت غلطة وتضحية تحملتها من أجل هذا الشاب، وبخيانته للعهد، كما تعتبرين انجذابه للحديث مع فتاة غيرك أنه لم يحترم تضحيتك، ومن ثم ازداد إحساسك بالندم والخذلان.

في مثل عمرك وعمره تتعرض المشاعر لتغيرات لا يمتلك الفرد حيالها شيئًا، وقد صارحك الشاب ولم يحاول الكذب عليك بأن مشاعره تغيرت، وقد تسألين: لماذا لم تتغير مشاعري أنا؟! والإجابة عن ذلك هي الفرق بين الجنسين، الشاب في مرحلة أول الشباب لا يبغي من العلاقة مع الفتيات إلا اكتشاف الذات واكتساب الثقة في ذكورته وقدرته على التأثير، وهو لا يبدأ العلاقة بنية إلحاق الأذى بالفتاة أو التلاعب بمشاعرها، ولكن حين يحدث التغيير في المشاعر فلا يعرف كيف يتعامل مع الموقف، فيؤثر الهرب.

أما الفتاة فتبحث عن الحب المستمر، ولا ترى في الحب إلا بوابة للارتباط الدائم، وتتصور أن قوة الحب قادرة على إزالة كل السدود، ولكن الحقيقة هي أن الشبان يواجهون الكثير من العقبات، وليس أقلها اكتساب الكفاءة المالية والاجتماعية الضرورية للارتباط، بينما تكون الفتاة جاهزة للارتباط في سن العشرين وما دونها، ونادرًا ما يفكر الشباب من الجنسين في تلك الفوارق حين يجرف أحدهما طوفان العواطف.

نصيحتي لك هي ألا تنظري للأمر على أنه خطأ لا يمكن تجاوزه، الشاب لم يزدرِ حبك له وارتباطك به، ولكن حداثة سنه وقلة تجاربه لم تمكنه من فض الاشتباك النفسي معك.

أنت الآن بدأت مرحلة جديدة من التجارب والنضوج، ويجب ألا تهدريها أسفًا على ما فات، تذكري إيجابيات العلاقة المنتهية، وهي اكتشافك لبعض جوانب من ذاتك، واكتشافك للخطأ والصواب، واكتشافك لطبيعة سلوك الشبان في العلاقات العاطفية، بحيث تكونين أكثر حذرًا في المستقبل، ولا تندفعين نحو أي علاقة تصور لك أن خفقان القلب هو الاعتبار الأول.

اهتمي بإثراء نفسك، وتأكدي أن رسالتك لي لطلب النصيحة هي أول خطوة على طريق النسيان، فقد كان كتمان الأمر عن الجميع أشبه بعلة لا تعرفين لها دواء، سرد القصة هو نوع من التخفف، وتأكدي أنني لا أظن بك الظنون، فالحياة كلها امتحان طويل، والمهم هو أن نتعلم من الرحلة.. والفشل في مرحلة لا يعني الفشل في المراحل المقبلة، أتمنى لك أن تعثري على الحب والاستقرار في علاقة شرعية تولد وتنضج في النور.

 


صور مفبركة

 

سيدتي أنا امرأة عربية متزوجة وأم لطفلين، منذ فترة وصلتني صور لزوجي مع امرأة أخرى في وضع يدل على أنهما متحابان، واجهت زوجي بالصور، فأنكر أنه يعرف شيئًا عن الصور أو عن المرأة الأخرى، ولكنني أظل حائرة ولا أصدقه لأن عدد الصور كبير، والتاريخ عليها يوافق تاريخًا لرحلة قام بها زوجي وحده، وتلك أدلة تدينه.. فماذا أفعل؟ ألا يجب أن أحدد موقفي؟ أنا مغتربة بعيدًا عن أهلي، كما أنني أحب زوجي، ولكني أتعذب كلما فكرت فيما حدث، لأنه ينطوي على إهانة لي، لقد سألته إن كنت مقصرة في أي شيء، رغم أنني مؤمنة بأن تقصير الزوجة لا يكون مبررًا للخيانة، المهم هو أنني غير مقصرة في رأيه، الكارثة الكبرى هي فقدان الثقة، فأرجو مساعدتي لأن الأمر يشكل لي الكثير من المتاعب.

المعذبة س. م

 

 

 

عزيزتي أنصحك بالتروي وتوظيف العقل، الاحتمال الأكبر هو أن شخصًا يضمر لك ولزوجك السوء، فقام بـ«فبركة» الصور، لكي يخرب العلاقة بينكما، ولو اتخذت موقفًا كما تقولين، فقد حققت للفاعل ما يريد.

إنكار زوجك للمسألة دليل على أنه يستنكر الفعل، وسواء كان طرفًا فيه أو لا، فحقه عليك أن تصدقيه لكي يعيد حساباته، وأن يشعر بوفائك له إن كان بريئًا.

أنت مغتربة، وباعترافك تحبين زوجك، ولو دفعك رد الفعل إلى اتخاذ موقف فتقابلينه بالعبوس والرغبة في الانتقام، فسوف يشعر إما بالذنب إن كان مذنبًا، أو بالظلم إن كان بريئًا، ولنفترض أنه ارتكب خطأ، أليس من المحتمل أن يدافع عن نفسه بالإنكار أولاً ثم بالتبجح ثانيًا، لإجبارك على تقبل الأمر الذي تأباه نفسك؟ في تلك الحالة ستجدين نفسك إما قابلة لأمر غير مقبول أخلاقيًّا أو عازمة على ترك زوجك، وكلا الأمرين سلبي.

مهما كانت شكوكك فاطوي هذه الصفحة، واعتبريها عثرة على الطريق، وتأكدي أن خيانة الزوج لزوجته لا تنطوي على إهانة لها، الخائن يخون نفسه بالدرجة الأولى، والخيانة تلازمه طويلاً وتعاوده ذكراها حتى يشعر بالندم ويتوب.. امنحيه فرصة للتوبة إن كان حقًّا مخطئًا..

هذا هو أول امتحان لرجاحة عقلك، فلا تستسلمي للفشل بإرادتك.

 

الزوج الغيور

 

سيدتي مشكلتي مع زوجي، أنه لا يثق بي أبدًا، أنا أعمل في حضانة أطفال 8 ساعات يوميا وهو سائق، في أحد الأيام جاء إلى الحضانة لكي يأخذني إلى البيت، ورأى بعض الآباء الذين جاءوا لاصطحاب أبنائهم من الحضانة التي أعمل بها، فثارت غيرته، وظن أنني لست مخلصة له، وساءت معاملته لي وهددني بالطلاق لو اكتشف أنني أتلاعب من وراء ظهره.

الحقيقة أنني لم أفعل شيئا يمكن أن يؤاخذني عليه، طول عمري وأنا شريفة، ولم يمسني أي رجل إلا زوجي، وكان يعلم ذلك حين طلب يدي، يعني أنه تزوجني، لأنني كنت في نظره أشرف النساء، ولذلك لا أفهم لماذا تغيّر، أرجوكِ ساعديني، أنا أعلم أن زوجي له ماضٍ مع كثيرات، فقد صارحني بعد الزواج بأن صديقاته مارسن الخيانة في أحيان كثيرة، ولكن ما ذنبي أنا؟

أحيانا يتهمني بأنني لا أحبه، وإن كنت لا أحبه لماذا أستمر في الحياة معه؟ بالأمس فقط قال لي إن بإمكاني أن أطلب الطلاق لأننا لم ننجب بعد، هذه الأحوال تقذف بي إلى حافة الجنون، أرجوك انصحيني ماذا يمكنني أن أفعل؟

صافية

 

 

عزيزتي إذا أصابكِ صداع الرأس، عليك بابتلاع حبة أسبرين، وبعدها يذهب عنك الصداع، زوجك يشعر بانعدام ثقة في النساء لأسباب تتعلق بماضيه معهن، الخطأ ليس خطأكِ، فلا تلومي نفسكِ، لو كنتِ حقا تحبينه وتريدين أن تستقر حياتكِ معه وتستمر في وئام، فعليكِ بفعل كل ما يمكن أن يحقق له الأمان والاطمئنان.

حين يتشاجر معكِ ويتهمك بأنكِ لا تحبينه لا تردي، ولا تدافعي عن نفسكِ، انتظري لحظة صفاء بينكما، وأخبريه بأنكِ تحبينه حقًا، وإذا ثارت غيرته لمرأى آباء الأطفال على باب الحضانة قولي له إنكِ مستعدة للاستغناء عن الوظيفة إن كان استغناؤك عنها يرضيه، لأنكِ لن ترضي عن الحياة معه بديلا، وحين يقول لكِ إن بإمكانكِ طلب الطلاق، لأنكما لم تنجبا اعتبريها مزحة، وقولي له إنكِ باقية وإنكِ لن تسمحي له بالتخلي عنك بمثل تلك السهولة، ثم اشفعي القول بالفعل: ضمة وابتسامة سيكون لها فعل السحر، حاولي، فإن المحاولة قدر من النجاح، ولو صدق حدسي لن يطلب منكِ الاستغناء عن الوظيفة، ولن يطالبكِ بالطلاق، وقد تتحول نوبات الشك والعداء إلى أوقاتٍ سعيدةٍ هادئةٍ، المهم هو استرجاع الثقة.

 

ردود

 

هبة عبد النور...

تجاوزي مرحلة التحدي إلى فهم أعمق لأفكاره، حتى لو لم يتم الارتباط، فسوف تتعلمين شيئًا جديدًا عن الجنس الآخر.