لا تعذبوا هذه الشابة
سيدتي أنا فتاة في السادسة عشرة، طالبة في الثانوي، مشكلتي هي زيادة في الوزن، بدأت منذ كنت طفلة في السادسة، ولم أكن مهتمة إلى أن بلغت الحادية عشرة، ولاحظت أن أخواتي وزميلاتي يعاملنني باحتقار، وكانت تلك المعاملة تؤثر في نفسي إلى حد البكاء، كرهت نفسي، وأصبحت انطوائية، ولا أقبل الذهاب إلى الحفلات والأعراس مع أهلي خوفا من سخرية الآخرين، وخوفًا من ألا أجد ملابس تناسبني، كنت أشكو لإحدى أخواتي فتقول لي إنني أبالغ في تصوراتي. لقد حاولت تخفيف وزني ولم أنجح، كنت أيأس وأترك المحاولة، إما من سخرية الأهل حين اشتري الأدوات الرياضية، أو من الجوع إذا اتبعت حمية. فقدت كل ثقة، وكرهت نفسي، وكرهت المدرسة، وكرهت الناس، علمًا بأنني متفوقة، ورغم تفوقي لا أجد تشجيعًا لا بهدية أو بكلمة طيبة، وحين طفح الكيل طلبت هدية النجاح بنفسي، واشترطت أن تكون هاتفًا جوالاً، ولكن ماذا حدث؟ شكت إحدى أخواتي بأنها أحق بالهاتف الجديد لأن هاتفها قديم، ووافقت أمي، وبادرني أبي قائلاً إنني لا احتاج الهاتف لأنني لا أحدث صديقاتي كما تتحدث أختي، بعد ذلك الموقف تعلمت ألا أطلب شيئًا. أشعر بالوحدة، والضعف، وأتساءل لماذا يكرهني الجميع؟ حين خفق قلبي لأول مرة نحو أحد الأقارب كنت أتحاشى أن يراني حتى لا يكرهني، وبمضي الأيام اكتشفت أنه يميل نحو أختي، فصدمت، وفقدت الأمل. أريد حلاً يمكنني أن أمشي بين الناس بثقة.
المعذبة سارة
عزيزتي سارة أؤكد لك أنني أقدر ما تشعرين به، ويسيئني أن تظلمي نفسك إلى هذه الدرجة، فزيادة الوزن حالة متغيرة، وقابلة للزوال، ولكن ما لا يتغير هو معدن الإنسان، وصفاته، ورقة مشاعره، وحساسيته، وقدرته على العطاء. في مثل عمرك يبدو كل شيء أكثر من حجمه الطبيعي، وتكون المشاعر الجياشة هي المحرك الأول للسلوك، في معظم الأحيان ينخفض وزن المراهقة تدريجيًا حين تستقر الهرمونات، ولكن المهم هو أن تقدري نفسك، وأن تشعري بأن حياتك هبة جميلة وهبها الله لك، وجعل لك سمعًا، وبصرًا، وقلبًا، وعقلاً. الناس الذين يسخرون من ذوي الوزن الزائد ضحايا تفكير يفرضه عليهم الإعلام التجاري، والثقافة السطحية المعاصرة، والدليل على ذلك أن هناك شخصيات عامة تتمتع بالنجاح الباهر، ولا تقف زيادة الوزن في طريق إعجاب الناس بهم، وربما تعرفين المطرب المحبوب نبيل شعيل، وانتصار الشراح، ومغني الأوبرا بافاروتي، ونجم هوليوود مارلون براندو، وكوين لطيفة، وغيرهم كثيرون وكثيرات. كلما شعر من يسخر منك بأن سلوكه مؤثر، أمعن في السخرية، والحل هو تجاهل الأحمق، إن أردت النجاح في تخفيف وزنك اعتبري كل يوم وحدة قائمة بذاتها، اتبعي نظامًا مكررًا في عاداتك، وفي تناول الطعام، وكلما نجحت في الالتزام حتى نهاية يوم امنحي نفسك درجة. بدلاً من طلب هاتف نقال اطلبي من والديك دراجة رياضية، واحتفظي بها في غرفتك، أنصتي إلى الموسيقى المفضلة لديك، وقومي بعمل تمرينات على الموسيقى، وياحبذا لو دعيت إحدى صديقاتك لمشاركتك في أداء التمرينات، وبذلك لا تشعرين بأنها واجب ثقيل يفرضه عليك وزنك، وإنما هي نشاط اجتماعي ممتع لك ولغيرك.
افرحي بتفوقك ففرحة الناجح هي جائزته، واعلمي أن السادسة عشرة هي بداية الحياة لا نهايتها، سوف يأتيك الحب في الوقت المناسب حين يخطبك من يرضاه عقلك وقلبك، المهم هو ألا تفقدي تفاؤلك بالمستقبل، وإيمانك بالله، وبالحياة.
فرصة ذهبية
سيدتي أنا سيدة في الرابعة والعشرين تزوجت منذ عام، مشكلتي هي ذكرياتي عن الطفولة، فقد كانت أمي شديدة جدًا عليّ وعلى إخوتي، ولذلك أشعر بأنني عديمة الشخصية، منذ طفولتي ربطتني بابنة خالتي صداقة استمرت إلى ما بعد المراهقة، كانت تلغي شخصيتي تمامًا، وتشعرني بأنها الأفضل والأكثر ذكاء وبديهة وأناقة، علمًا بأني أجمل منها، المهم هو أنني فقدت كل الثقة بنفسي، وأصبحت لا أعرف كيف أشتري ملابسي، ولا كيف أواجه الناس، أشعر بأني لست حسنة المظهر، لأني لا أعرف ماذا ألبس، ولست أجيد السوالف، كلما هممت بالكلام تسكتني، فأصبحت أتحاشى اللقاء بها، هل يمكن أن تساعديني بحل؟
ابنتك مرام
عزيزتي أسوأ ما يفعله الإنسان بنفسه أن ينسى اللحظة الحلوة التي يعيشها، ويفكر في ماضٍ مؤلم، أمامكِ فرصة ذهبية لبدء حياة جديدة تكونين فيها سيدة نفسكِ، وملكة متوجة في بيتكِ، وموضع اهتمام زوج أحبكِ واصطفاكِ، فلم ينصب تفكيركِ على ابنة خالة سببت لكِ كل تلك الهموم؟ يمكنكِ طي هذه الصفحة من كتاب الماضي وإسقاطها من كل حساباتكِ، فأنتِ التي تزوجتِ، أي أن زوجكِ اختاركِ لتكوني شريكة وحبيبة، ورأى فيكِ مالا ترينه في نفسكِ، مظهركِ يعجبه وآراؤكِ وذوقكِ، وهو مستعد لمقاسمتكِ حياة تعيشانها بشروط مريحة للطرفين. إن كنتِ تشعرين بأن مهارتكِ في شراء الملابس بفهم وحزم بحاجة إلى تطور لا تعترفي لزوجكِ بذلك، حتى لا يشعركِ الاعتراف بمذلة، حولي المسألة إلى حوار بينكما وتشجيع منك أن يرافقكِ إلى السوق لأنكِ تشعرين بارتياح وأنتِ معه؛ ولأن ذوقه في الاختيار يروق لكِ، مثل هذا السلوك يزيد من المحبة بينكما، ويوفر عليكِ الهموم، اكتسبي مهارات جديدة في إدارة البيت وإعداد الطعام ودعوة الأقارب ومودة الأصهار، فكل تلك المهارات تأتي بعد الزواج.
ذكري نفسك كل يوم بأن ابنة خالتك ليس لها الآن دور مهم في حياتك. وفكري في إيجابيات وجود أمكِ في حياتكِ، لا في سلبيات شدتها التربوية، شدة الأمهات في التربية هي انعكاس لضغوط المجتمع التي تعتبر الأم مسئولة عن تقويم بناتها، سامحي وتسامحي تسعدي.
زواج مع وقف التنفيذ
سيدتي أبلغ من العمر 18 عامًا، تزوجت قبل 6 أشهر، زوجي سبق له الزواج، وكانت تجربة فاشلة استمرت 8 سنوات، أحب زوجي حبًا شديدًا، وهو يبادلني الحب، وأشعر بأن علاقتنا طيبة على جميع المستويات، إلا فيما يتعلق بالعلاقة الزوجية، فحتى الآن، ورغم مضي 6 أشهر، لم تكتمل علاقتنا؛ لأنني أصاب بحالة هستيرية من الخوف والفزع مع كل محاولة منذ الليلة الأولى، وبمضي الوقت لم يعد زوجي يحاول أن يفاتحني في الموضوع بتاتًا.
الآن أنا خائفة، ولا أدري كيف أتعامل مع مشكلة كهذه، فهل هي مشكلة حقا؟ لا يمكنني سؤال زوجي منعًا للحرج، وأؤكد لكِ أنني أريده أن يكون سعيدًا معي.
الحزينة هند
عزيزتي لو لم تكن في العلاقة الزوجية -كما شرعها الله- متعة للطرفين لما عمرت الأرض، فزعك من العلاقة الزوجية سببه معلومات مغلوطة، ولو كنتِ حقًا تحبين زوجكِ لثقفتِ نفسك بالقراءة، لا داعي للخوض في المسألة كلاميًا مع زوجكِ منعًا للتوتر وتبادل الاتهامات، تقربي منه على مراحل، وعبري عن حبكِ وحنانكِ له بكل الوسائل، ولتكن الضمة والقبلة رسولكِ ومقدمةً لإشعاره بأنكِ قريبة منه وغير رافضة له.
لا حياء في ذلك والفطرة السليمة سوف تهديكِ، تأكدي أن تجربة زوجكِ السابقة سوف تعينه على فهم حالتكِ، ويمكنه أن يساعدكِ لو طلبتِ منه الصبر والتمهل وإكمال العلاقة تدريجيًا.
ردود
س مرنيسي
كل ماذكرتِ في الرسالة يدخل في نطاق الوهم والإحساس بالذنب، لا داعي لاتخاذ أي إجراء، اهتمي بحاضركِ، ولا تفكري في مستقبلكِ بخصوص الزواج، حين تأتي الفرصة تكون نقاهتك النفسية قد اكتملت
عامر ط- صاحب بالين
لست أدري لماذا تنعت نفسك بالازدواجية، الأمور واضحة تمامًا، اختيارك للطريق السوي هو الحل.