ليس من الصحيح أن السعادة في الحياة الزوجية يمكن أن تستمر دون أن تعترض حياة الزوجين بعض المشكلات والخلافات، وهو الشيء الذي تؤكده الدراسات المتطورة والحديثة، التي يقوم بها خبراء العلاقات الزوجية في الولايات المتحدة الأميركية، التي تقول إن الخلافات الزوجية لازمة لإبعاد شبح الملل والجمود اللذين يخيمان على حياة الزوجين.
وتوضح هذه الدراسات أنه مادام هناك حب يجمع بين الزوجين فإنه ليس هناك
ما يمنع من وجود اختلاف في الرأي، بشرط ألا تتزايد هذه الخلافات، وألا تكون مصحوبة بالعناد وتصلب الرأي.
في دراسة قام بها عالم النفس الأميركي نورمان فنسنت بيل، توصل إلى طريقة جديدة لمعالجة الخلافات الزوجية المستمرة، وتتطلب هذه الطريقة تخصيص عشرين دقيقة يومياً ولمدة أسبوع، تجلس خلالها الزوجة مع زوجها، في الدقائق الخمس الأولى يتعين على المرأة أن تبدأ التفكير مع زوجها، فيما يمكن أن يكون عليه مستقبلها ومستقبل أطفالهما من شقاء في حال التفكير معاً في الانفصال، وما يصاحبه من فقد كل من الزوجين البيت وراحته وألفته، إلى الأزمات المالية التي تحل بالزوجين نتيجة نفقات الطلاق الباهظة، مثل عجز راتب الزوج لسنوات طويلة، نتيجة قيمة النفقة المستحقة للزوجة، فضلاً عن خسارة الزوجين بعض الأصدقاء وتعرضهما للانتقاد والسخرية، ومعاناة الزوجة من الناحية العاطفية أكثر من الرجل؛ لأنها أكثر حساسية للفشل منه؛ ولأن مشاغله قد تساعده على النسيان.
وفي الدقائق الخمس التالية يسأل الزوجان نفسيهما مجموعة من الأسئلة منها: هل بالغ أحد الطرفين في تضخيم عيوب الطرف الآخر؟ وهل كان قاسياً في بعض المطالب؟! وهل قام بتحميل الطرف الآخر المسؤولية دون تحميل نفسه أي مسؤولية؟ وتخصص الدقائق الخمس التالية لتفكير الزوجين في مشكلة الأطفال وتربيتهم بعد الطلاق، وفيما إذا كانت صورة الوالدين المثالية ستتحطم في وجدانهم، وفي التشوه الذي قد يصيب حياة الأطفال بعد الطلاق، نتيجة المشكلات الناجمة عن عدم قيام الوالدين برعايتهم والاهتمام بمطالبهم، وعن افتقادهم حب والديهما وحنانهما.
وفي الدقائق الخمس الأخيرة يتعين على كل من الزوجين أن يصارح أحدهما الآخر برأيه فيه، بكل صراحة وهدوء ووضوح، دون أن يحاول أي منهما إثارة الطرف الآخر.
ولتجنب الحياة الزوجية الارتطام بصخور الخلافات والمشاكل، يضيف الدكتور نورمان فنسنت بيل أن هناك عدة قواعد يجب اتباعها؛ مثل أن يحاول كل من الزوجين التعمق في نفسية الآخر، وأن يحرص كل طرف على إرضاء الطرف الآخر، فعلى سبيل المثال يتعين على الزوجة أن تشجع زوجها دائماً؛ بإبراز نواحي القوة في تصرفاته، وأن تعالج نواحي النقص لديه بحكمة ومن دون أن تجرح مشاعره، كما يجب على الزوجة أن تمتنع عن إثارة المناقشات الانفعالية والابتعاد عنها بقدر الإمكان.
ثم هناك ما هو أهم في نظري، إنه الملل الذي يتسرب إلى الحياة الزوجية، كما يتسرب السوس إلى الخشب، فينخر فيه من الداخل حتى يحطمه، بينما يبدو من الخارج قوياً ولامعاً، إنه سوس الحياة الزوجية الذي قد يدفع الزوجين – أحدهما أو كليهما – للبحث عن إثارة خارجية أو حتى تسلية، وقد تكون امرأة أخرى في حياة الرجل، أو رجلا آخر في الحياة الزوجية، والمخالطة كما يقول العرب لها لذة وإثارة، وشيئاً فشيئاً تتعمق التسلية وتزداد الإثارة، وقد تنتهي بخيانة زوجية وربما بطلاق.
الملل هو الخطر الأكبر في تصوري، وعلى الزوجة والزوج ألا يقعا في شيء أكبر.. وهذا يحتاج إلى حديث آخر بإذن الله.
أشياء أخرى:
"الزواج عقد بلا حب،
والحب زواج بلا عقد"