الدهاء ليس أن تبدأ علاقة مع امرأة وإنما الدهاء أن تنهيها!!
وقبل أن تنالني أسهم الحنق والغضب وتُضرم النيران في منزلي وبيتي وسريري، دعوني أنسب الكلمات إلى صاحبها إبراهيم الكوني، الروائي الكبير، ولتذكر الأخوات الفضليات أني لستُ سوى بناقلٍ لعبارات الأستاذ الروائي الشهير، ليس أكثر!!
إنها المرأة التي كرهها العقاد بعد أن عاش وهم الحب، وهام على وجهه في السر والعلن، وهي ذاتها التي عشقها نزار، واكتوى بنار غرامها ستين عاماً في معتقلات العشق والغرام؛ لتكون المحصلة أجيالاً مُتيمة وشاعرًا ظلّ في ذاكرة الملايين ... وهي نفس الأنثى الحبيبة الساحرة التي كان يحملها كامل الشناوي، الشاعر الكبير؛ لتركب بجواره في معية السائق؛ لتدور بهما السيارة في شوارع القاهرة وهو يُلقي على مسامعها الشعر ويبكي كالأطفال بين يديها.. وغيرهم كثيرون!! هم ليسوا فقط الكبار الذين جعل منهم الحبُ صغاراً كما وصفهم الفيلسوف الكبير أنيس منصور، وإنما كلنا صغار أمام الحب، وهذه هي روعة العشق الغائبة!!
لكن رغم ذلك الهوس وتلك الصور المشفقة، يبقى التباين موجودا، فعلى الرغم من أن هؤلاء العظماء أحبوا امرأة وعشقوا أنثى وتوّجوها ملكة، متنازلين لها عن عرش أمجادهم ونجاحهم، إلا أنهم، وبنفس القوة، كرهوها في فصلٍ آخر من حياتهم.. وهجروا صنف النساء بلا رجعة بعد أن تركوا كلماتهم ذكرى قاسية تصف أوجاع قلوبهم، الموغلة في الحرقة!!
أمّا رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني، الرجل المخضرم المُتيم بعمليات التجميل والذي أجرى العديد منها شداً وشفطاً محاولاً إصلاح ما أفسده الدهر، فلم يكن هدفه أن ينال إعجاب الإخوة الساسة الأشاوس، بقدر ما كانت عيونه الزائغة تهيم في عالم النساء الصاخب!! لم تكفِه نجومية السياسة ولا المال ولا الإعلام؛ ليدفع الثمن مؤخراً حين عاش كابوساً أسود لم يكن يعرف كيف سيفيق منه بعد سلسلة فضائح متصلة، والسبب الأول كان المرأة، وذلك بعد أن كشفت تسجيلات صوتية بينه وبين إحدى بنات الهوى حدث ذلك حين فتح الرجل الداهية قلبه في أقصى لحظاته الحميمة؛ ليتسبب ولهه في مأساة سياسية، كاشفةً النقاب عن فضائح ليس لها أول من آخر؛ ليتحول البطل الهُمام من رئيس وزراء موقر لمتهم ذليل؟!! جريمتان في جريمة.. آثار ودعارة، والبقية تأتي، والقانون الإيطالي يقف بصرامة على الجهة المقابلة، في كل ما يخص الآثار والتكتم على وجودها، ويعتبرها جريمة لا تضاهيها جريمة!!
أمّا رئيس الاستخبارات البريطانية، فقد قررت زوجته أن تداعبه قليلاً فنشرت كل ما يخص الزوج الحبيب على صفحات الفيس بوك الشهير، وكأنها تهمس في أذن كل من أراد أن ينال رأسه حياً: تفضل خذها على طبقٍ من ذهب مرصع!! ولا نستطيع أن نصدق أن ما فعلته زوجة رئيس الاستخبارات كان بلا قصد، ولا أحد يعرف في الحقيقة سر إقدام زوجة تعرف مدى حساسية منصب زوجها، فتقدم على ذلك العمل الغريب دون اكتراث!!
هو الحب و«سنينه»، وشقاوة الرجل اللعينة وولعه بالنساء الذي لا يموت والذي لم يُفلح المنصب والشعر الأبيض أن يُهذباه أو يُعلماه الأدب؟!
إنه الحب يا سادة، الغيرة المجنونة، وسذاجة رجل ظن أنه ملك قلب أنثاه زمناً، ليُفاجأ بتغيرها، بعد أن تكفر بالعشير، الذي أرغمها على هجره!! هي المرأة الساحرة والتي حين يطال سحرها العاشق المتيم يُلقي بنفسه إلى التهلكة، وينسى حياته وعمله ومجده!! هي ذاتها المرأة التي إن أحبّت ألغت عقلها، وسلمّت بكل ممتلكاتها وألقت بأسلحتها، فإن باع الحبيب أو غدر تحولت الأنثى الوديعة إلى شمشونة الجبارة.. وهنا لا تستجدِ يا صديقي رحمة فقد فات الميعاد.. بل العمر بأكمله!!
هي المرأة، وهو الحب الغامض!! كلمتا السر وراء الجريمة والعقاب والجنة والعذاب والتي من الممكن أن تُؤدي بالرجل إلى مصيرٍ مجهول لا يعرف عقباه إلا الله سبحانه وتعالى!!
نصيحة أخوية.. عزيزي الرجل أرجوك إن أحببت فاعشق، وأخلص وكن لها وحدها ولا تستهن بقلبها وبرقتها؛ فخلف نسائم اللطف والحنان، غيومٌ ودخان وتسونامي أسود وسيولٌ قادرة على محو قارات الذكورة عن خارطة الأوطان، فلتحذر وإلا مت محروقاً.. محروقاً يا ولدي؛ فالجحيم من الممكن أن يكون امرأة!!