عندما تحاط مثل صاحب السطور بعدد كبير من الأخوات وبناتهن وبنات بناتهن، يجب عليك أن تبتكر طريقة غير تقليدية لمعرفة أخلاق الرجال؛ لفرز الرجل المناسب من الرجل المنحرف أخلاقيًا!
ومع مرور الوقت، توصلت إلى طريقة جامعة، مانعة، ناجعة، يانعة، فاقعة، رائعة لاكتشاف أخلاق الرجال.
في البداية لمحت تجربة السلف الصالح منه والطالح، فوجدت طريقة مقاييسهم لم تتجاوز منهجين، هما «منهج السفر»، و«منهج المال»؛ بمعنى أنك إذا أردت أن تكتشف معدن الرجل فسافر معه، أو تعامل معه في الدرهم والدينار، ومتى نجح فهو صالح للاستعمال كنسيب أو «رحيم»، كما هو تعبير أهلنا في الحجاز!
وهاتان الطريقتان تتطلبان الكثير، إذ ليس من المعقول أن أسافر مع كل من أراد التقدم لإحدى أخواتي، كما أنه من الصعب أن أقرضه مالا لأعرف معدنه؛ لأنه قد يتصنع «الوفاء» في المال، أو يدعي الأخلاق والأدب والدعة أثناء السفر؛ لأكتشف بعدها أنه شخص مزيف!
كل ذلك جعلني أبتكر طريقة جديدة في اكتشاف أخلاق الرجال وصبرهم، وطول بالهم، ورحابة صدورهم، وذلك من خلال طريقتين:
أولهما أن تلعب معه كرة قدم، أو «بلوت»؛ لأن اللعب يجعل المرء ينكشف على حقيقته، وأخلاقه تظهر على سجيتها، وحوادث الملاعب خير شاهد على ما أقول، كما أن ضياع الورق في البلوت يكشف صبر الرجل وتجلده! وأتذكر أنني عندما كنت طفلاً كنت ألعب مع أحد الطيبين الخلوقين، ولكن هذا المؤدب الخلوق كان إذا لعب تحول إلى شخص آخر؛ بحيث يصبح شتَّامًا لعانًا، وقد أضعت فرصة من الفرص في إحدى المباريات فصرخ بأعلى صوته قائلاً: والله حلال فيك الذبح يوم الجمعة!!!
وثانية الطريقتين هي أن تراقبه وهو يقود سيارته، بحيث تكون راكبًا معه في عدة «مشاوير»؛ لأن أخلاق السائقين في السعودية تعطي دورة مجانية في التدرب على طول البال، وضبط النفس، ومن هنا قال الراسخون في علم المرور: «القيادة فن، وذوق، وأخلاق»!
وقد عرضت هاتين الطريقتين على صديق إنجليزي، فأضاف طريقة ثالثة -وفق خصوصيته- طالما نحن في زمن الخصوصيات- تتمثل في الجلوس مع الرجل أثناء تعاطيه «الكحول»؛ لأن الكحول تجرد الرجل من عقله ليتصرف على سجيته، وهنا قاطعته قائلاً: الحمد لله، نحن لا نتعاطى «الخمور»، ويكفينا «القهوة»، تلك الشاذلية المرة التي تأتي من مذاق «البن المحمص»، والهيل الفواح، والقهوة معادل منطقي للخمور، وفي ذلك يقول دايم السيف:
أعن له عنة «هل الكيف» للهيل
ما ذاق راع الكيف ذقته هنيا!
حسنًا، ماذا بقي؟ بقي القول، يا قوم هذه خطة، اثنين، ثلاثة، أربعة، لاكتشاف الزواج الصالح للاستعمال، إذا أعجبتكم فخذوا بها، وإذا لم تعجبكم فكل واحد عقله في رأسه ويعرف طرق خلاصه!!!