أحيانا أشعر بأن هذا الجيل يحتاج «ضرب» لكي يصبح جيلاً يستحق اسمه!
وأحيانًا أكثر أشعر بأن هذا الجيل «مسكين».. و«مسكين جدًا».. ويحتاج إلى من يعطف عليه.. ويأخذ بيده.. فهو جيل فقير في كل شيء.. فقير بأحلامه.. وفقير بثقافته.. وغني بهزائمه، وانكساراته.. فهو جيل «مكسور».. لذلك يحاول أن «يكسّر» كل شيء معه.
فهو جيل «كامننا».. وجيل «الروشنة».. وجيل «أحبك آه.. أخاصمك لا».. جيل فقير.. حتى في حبه، ومشاعره، وعواطفه التي أصبحت تحددها نوعية أغاني هذه الأيام.
وإذا كانت أغاني هذه الأيام بلا لون، أو رائحة، أو طعم.. فبالضرورة حب هذه الأيام.. ومشاعر هذه الأيام بلا طعم.. أو رائحة.. أو لون.. أو حتى نكهة.
وبالضرورة أيضًا أصحاب هذا النوع من الحب.. يشبهون حبهم.. وأغانيهم، ومشاعرهم التي بلا نكهة.. وانظر حولك لترى.. فهم متشابهون في كل شيء.. لا تستطيع أن تميز أحدًا عن الآخر.
في المجمعات الجديدة تلاحظهم وكأنهم «مستنسخون».. بملابسهم.. بقصات شعرهم.. بأحاديثهم.. وبكل ما فيهم!
يعتبرون ما يفعلونه في «أشكالهم» نوعًا من الفن.. ولكن الفن ليس بشعًا إلى هذا الحد! فهم أشبه بلوحات تشكيلية سيئة.. كثيرة الألوان.. ولكنها غامضة.. وبلا معنى!
بضاعتهم الرئيسية هي الحب.. بعد أن أصبح الحب لديهم مجرد بضاعة!
حبهم المفضل هو الحب السريع.. مثل وجباتهم المفضلة، والسريعة.. «يشفقون» على كل ما هو قديم بينما هم أحوج ما يكون إلى هذه الشفقة.
يمتلئون بأشياء كثيرة.. ليس بينها أشياء كثيرة مملوءة.. لأنها أشياء فارغة على الأرحج!
«مسكين» هذا الجيل.. أم نحن «المساكين»؟! من منا يشفق على الآخر؟! ومن منا يحتاج إلى الضرب؟! أم أن المجتمع هو الذي يستحق الضرب بأكمله؛ لأنه «صنع» هذا الجيل بكل ما فيه.. فإذا كان هذا الجيل جيلاً جميلاً.. فلأن وراءه مجتمعًا جميلاً.. أعطاه شيئًا من جماله.
وإذا كان هذا الجيل جيلاً بشعًا.. فلأن وراءه مجتمعًا بشعًا.. أعطاه كل بشاعته.. فهو نتاج طبيعي للمجتمع، وهو مرآة صادقة لشكل هذا المجتمع.. فإذا كانت الصورة جميلة؛ فلأن المجتمع جميل.. أما إذا كانت الصورة بشعة فعلينا ألا نكسر المرآة.. إنها أظهرت صورتنا الحقيقية.. وإنما علينا أن نتجمل ولا نكذب، لعلنا نصنع جيلاً أقل قبحًا.. ومجتمعًا أكثر جمالاً.. أو أقل قبحًا.. في أسوأ الأحوال!!
شعلانيات
< عيب العقلاء أنهم أقلية في هذا العالم المجنون!! وميزة المجانين أنهم أكثرية في هذا العالم غير العاقل!!
< في إحدى المسرحيات بكى رجل.. أما زوجته فلم تستطع أن تبكي؛ لأنها مدعوة إلى حفلة عشاء بعد المسرحية!!
< مهما ضاقت بك الدنيا تستطيع أن ترى السماء من ثقب إبرة إذا كنت تملك قليلاً من الأمل، وحب الحياة!!