هل دعم ماجد المهندس تصفية حسابات بين «فنان العرب» محمد عبده و«قيصر الغناء» كاظم الساهر؟ سؤال يطرح نفسه على أثر تصريح أطلقه مؤخراً «فنان العرب» بعد مشاركته في مهرجان الجنادرية بحقّ الفنان كاظم الساهر، بعد سؤاله عن السبب الكامن وراء اختيار الفنان العراقي ماجد المهندس للقيام بتلحين أوبريت مهرجان الجنادرية قائلاً: «الفرصة سنحت لكاظم الساهر، لكن حظ ماجد المهندس جاء على قدر حسن نيّته»، مضيفاً: «إن النيّة مطيّة. فمن كانت نيّته طيّبة ساعده الله في نيّته، ومن كانت نيّته سيّئة لا يحالفه الحظ». «سيدتي» تلقي الضوء على هذه القضية من كافة جوانبها.
فسّر كلام محمد عبده أن نيّة الفنان كاظم الساهر بحقّ الفن السعودي ليست طيّبة بعدما رفض الساهر سابقاً المشاركة في مهرجان الجنادرية منذ خمسة أعوام مضت، على أثر اشتراطه تلحين المقطع الغنائي الخاص به في الأوبريت. وكانت حينها شهرة كاظم الساهر قد ملأت الأقطار العربية، لكن الفنان محمد عبده رفض طلبه ووقعت القطيعة بينهما. فلا كاظم الساهر تنازل عن موقفه ولا محمد عبده وافق على شرطه، حيث اعتاد الأخير مجاملة العديد من الفنانين له كونه فناناً مهماً وقادراً، وله محبّة خاصة في السعودية. ولكن، كاظم الساهر الملقّب بـ «قيصر الغناء العربي» لا يحسن الدبلوماسية في الفن ولا يتقن لغة المجاملات ويأبى على نفسه المجاملة السطحية لـ «فنان العرب». وربما يكون لقباهما ومرتبتاهما الفنية حالا دون اتّفاقهما، أو المنافسة الفنية المبطّنة والتي استطاع من خلالها «قيصر الغناء» كاظم الساهر أن يحتلّ بأغانيه «أنا وليلى»، «زيديني عشقاً»، «قولي أحبك»، «أشهد»، «أحبيني» والعديد من الأغاني للشاعر نزار قباني مساحة واسعة لدى المستمع العربي وخاصة المرأة التي شكّل لها كاظم الساهر الحلم الوردي والعازف الماهر على مشاعرها، والذي أصبح مع الوقت فنان المرأة العربية.
منافسة فنية
قيل أيضاً إن هذه المكانة التي وصل إليها كاظم فنياً وجماهيرياً قد يكون تنبّه إليها «فنان العرب» والعديد من فناني الخليج كالفنان راشد الماجد وعبد الله الرويشد الذين شكّلوا حلفاً ثلاثياً في وجه تقدّم نجومية كاظم الساهر في الإتجاه الخليجي وباتجاه المرأة الخليجية. وتردّد أنه لو وافق حينها كاظم على عرض «فنان العرب» للمشاركة في مهرجان الجنادرية وغناء الأوبريت من ألحانه، لكان معزّزاً ومكرّماً، لكن رفضه زاد من حدّة المواجهة بينه وبين الحلف الثلاثي المتغنّي بجمال المرأة العربية وحبّها. ويقال إن كاظم بغنائه للمرأة، إستطاع أن يؤثّر سلباً على انتزاع اهتمام المرأة بهم في فترة التسعينيات التي شكّلت لكاظم العصر الذهبي.
كما تردّد أنه مع ولادة النجم ماجد المهندس، وهو الفنان العراقي الوحيد الذي لقي اهتمام الحلف الثلاثي بعدما وجدوا غايتهم فيه بمحاولة منهم للحدّ من توسّع شهرة كاظم الساهر، عملوا على دعمه، وهو يستحقّ هذا الدعم كونه فناناً حساساً ويملك من الشفافية وجمال الصوت ما يؤهّله للوصول إلى ما وصل إليه من مكانة فنية في العالم العربي. فشهرة ماجد المهندس وإتقانه الجيد لدبلوماسية الفن وسياسة اللين في تصريحاته، وهو المدرك تماماً للأخطاء التي ارتكبها كاظم الساهر، وبناؤه علاقات جيّدة مع الإعلاميين واستمالتهم لخطّه وحتى خلافه مع المنتج عادل معتوق الذي انتهى إيجاباً، فهذه السياسة والدبلوماسية في شخصية ماجد المهندس لقي فيها مثلث الفن الخليجي (محمد عبده وراشد الماجد ـ الذي يتردّد أنه يحاول إقناع ماجد المهندس بالإنتقال من «روتانا» إلى شركة بلاتينيوم ريكوردز ـ وعبد الله الرويشد) الغاية التي سيتمّ فيها الردّ على كاظم. فقاموا بدعمه والإمساك به فنياً وفتح الأبواب له على مصراعيها، وهو يستحقّ ذلك، ودخل دولة الكويت بعد تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وبدعم من رئيس «روتانا» للصوتيات سالم الهندي والفنان عبد الله الرويشد. وكان ذلك عام 2008 في جولة ترويجية لألبومه «إنسى». ولكن، دخوله إلى الكويت إقتصر على الزيارة فحسب. ولم تسمح له المشاركة في مهرجان «ليالي فبراير»، ربما لأن الجمهور الكويتي لم يكن وقتها حاضراً للإستماع ولتشجيع فنان عراقي رغم استقبالهم الحافل له في باحة المطار.
إستمرار الدعم
لم يتوقّف دعم الثلاثي الفني له عند هذا الحدّ، إنما عمل على إسناد تلحين أوبريت الجنادرية إليه بعدما تمّ تقديم الجنسية السعودية هدية له على قيامه بتلحين الأوبريت. وقام المهندس بدوره بارتداء الزي السعودي، وشارك بأغنية خاصة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يعرب فيها عن حبّه لوطنه الثاني السعودية قائلاً "يا ملكنا". فهذه المبادرة من الفنان العراقي ماجد المهندس ليست إلا رسالة منه عن رؤيته الواحدة للعالم العربي على أنه بلد ووطن واحد.
"سيدتي" والنجوم الثلاثة
بمحاذاة تكريم ماجد المهندس، كانت تصريحات الفنان محمد عبده النارية باتجاه الفنان كاظم الساهر حيث قامت «سيدتي» بالإتصال بـ «فنان العرب» للوقوف على حقيقة تصريحه الأخير باتهام كاظم بأن نيّته سيّئة وحسب نيّته يرزق. فقال الفنان محمد عبده إن الفنان كاظم الساهر لم يكتب له أن يكون من بين رعايا مملكة الحرمين الشريفين مضيفاً: "من منّا لا يحلم بأن يكون واحداً من أبناء بلد الحرمين الشريفين، وهذا ما خسره كاظم الساهر"..
كذلك قامت «سيدتي» بالإتصال بالفنان كاظم الساهر للوقوف على رأيه في ما قاله الفنان محمد عبده، فلم يعلّق أو يعطِ رأيه لكن مدير أعماله منذر قال مازحاً لـ «سيدتي»: «يا جبل ما يهزّك ريح»، وهذا دليل واضح على أن كاظم الساهر ينأى بنفسه عن كل التصريحات بحقّه وهو الأدرى أين تكمن مصلحته.
أما الفنان ماجد المهندس وفي اتصال أجرته «سيدتي» به، فنأى بنفسه أيضاً عن التصريحات واعتبر أن ما قاله الفنان محمد عبده يخصّه وحده وهذا رأيه. وعمّا يقصده «فنان العرب» بنوايا كاظم السيّئة قال ماجد: «حقيقة، هذا السؤال يجب توجيهه للفنان محمد عبده»، مكتفياً بهذا التصر