يشير أطباء النفس إلى سلسلة من التقلبات المزاجيَّة والسلوكيَّة الحادَّة وغير المتوقعة التي تحدث للمرأة في مرحلة منتصف العمر، بالإضافة إلى ضعف التركيز والتوتر النفسي، والزيادة في ضربات القلب، ويؤكد الأطباء ضرورة ألا تقع المرأة فريسة لهذه المرحلة، وأن تستثمر وقتها في المفيد، وعندئذ تعيش حياتها بصحة وسعادة.
وقد أثبتت الأبحاث العلميَّة أنَّ العوامل الاجتماعيَّة لها أهميَّة أكبر بتفاعلها إيجابًا مع العوامل البيولوجيَّة لتقليل حدة أعراض سن اليأس، أو بتفاعلها سلبيًا لترسيخ هذه الأعراض.
وفي بحثها الذي أجرته حديثًا، تشير الباحثة الأميركيَّة «أيدا لوشان» إلى أنَّ المرأة في منتصف العمر تقع فريسة سهلة للقلق والتوتر والاكتئاب، وتتأثر بشكل مبالغ فيه بردود أفعال زوجها، وتفاعله مع أعراض هذه المرحلة، خاصة إذا كان غارقًا في طموحاته وتطلعاته، فتشعر المرأة عندئذ بالتجاهل والوحدة، وتغوص أكثر في مخاوفها، كما تشير الباحثة إلى أنَّ أكثر من 25 % من الأزواج لا يدركون معاناة زوجاتهم في هذه السن، فيتخلون عنهن في فترة هن في أمس الحاجة فيها للمساعدة، ولا يقف الأمر على الزوج، فالأبناء عادة ما يكونون في مرحلة الاستقلال والتفكير في حياتهم بعيدًا عن الأُم والأب.
الحل إذن في رأي الباحثة «أيدا لوشان» هو أن تعزف المرأة لنفسها لحنها الخاص، وأن تعيش حياتها، وأن تستمر في عملها إذا كانت امرأة عاملة، وأن تحرص على التفوق والإنجاز وتحقيق طموحاتها. أما إذا كانت المرأة غير عاملة فعليها أن تشغل وقتها في الرياضة والقراءة والنزهات واللعب مع الأحفاد، وأن تحرص على القيام بالعمل التطوعي الذي يحقق لها السعادة، وأن تكون سندًا لوالديها إذا كانا على قيد الحياة.
ولأنَّ الصحة والجمال هما تاج المرأة، فتنصح الباحثة «لوشان» المرأة بأن تمارس الرياضة؛ حتى لا تصاب بالسمنة، وبألا تجعل أعراض سن اليأس تمنعها من ممارسة حياتها، وبأن تحرص على العمل وعدم الكسل، وبأن تملأ حياتها بالبهجة والتفاؤل، وبأن تتناسى آلامها بالقيام بالرحلات والالتقاء بالصديقات، وبأن تشحذ كل طاقاتها وتستحضر حاجاتها السابقة؛ من أجل إكمال حياتها في توازن وأمان.
وتقول الباحثة في كتابها «أزمة منتصف العمر»: اهربي إلى الحدائق والمتنزهات، وإلى الشاطئ، حيث لا يكون أول أكسيد الكربون أكثر من الأكسجين، وبقليل من الجهد والوعي اسمحي لنفسك بالتقدم في السن دون خوف من أن تظهر سنوات عمرك على وجهك.
أشياء أخرى:
«ابحث في قلب أي امرأة تجد أُمًا»