جاء ذلك ردًّا على سؤال لمذيعة في برنامج إذاعي لبناني: ما الأمر الذي لم تتمكني من تحقيقه في حياتك.. وتحلمين به حاليا؟!
فقالت: الشيء الوحيد الذي لم أحققه في حياتي هو الموت.. إنني أنتظره بفارغ الصبر،
وأضافت «لا فضَّ فوها ولا مات حاسدوها»: لقد جربت كل شيء.. جربت الكثير من الأشياء، ومررت بالمزيد من الوقائع والأحداث.. ولم يبق لي إلا تجربة الموت؛ لأرى ما يجري هناك فيما وراء الحياة.
الجواب كان من النوع الصاعق على المذيعة التي ارتبكت وتمنَّت للشحرورة طول العمر.. إلا أن الشحرورة قالت إنها ليست «يائسة» أو «حزينة».. إنما ترغب في الاستعداد للموت أو استدعائه، وهي في أحسن حالاتها وكامل قواها!!
ولم يبق لها إلا أن تقول وبكامل «ماكياجها» وأناقتها.. كما لو أنها ذاهبة إلى «سهرة» أو تستعد لدخول «اللوكيشن» لتصوير فيلم، «إن عندها موعد النهاردة مع الموت.. لكن عايزه تأجله كام يوم»!!
«الشحرورة» أدامها الله لتكون عبرة لمن أراد أن يعتبر في «فلسفتها»، بعد أن أصبحت «فيلسوفة»، تتفلسف في الموت والحياة.. فهمت معنى الحياة بعد أن عاشت حياتها بــ «الطول والعرض».. ولكنها لم تفهم معنى الموت.. ولو فهمت لتمنَّت «الموت بالطول والعرض»، بدلا من حياة «الطول والعرض» التي عاشتها.
فهناك ناس موتهم حياة.. وهناك ناس حياتهم موت.. وعلى كل واحد أن يختار موقعه المناسب في الموت والحياة!!
الحياة ليست نزهة.. كما أن الموت ليس «ويك إند»..
الحياة ليست نزهة لكي نستمتع بها «طولا وعرضا».. والموت ليس إجازة نهاية الأسبوع لكي نستعد له ونحن بكامل أناقتنا.. فالحياة رحلة إلى الموت يجب أن «نسير» بها على الطريق الصحيح.
والموت رحلة إلى الحياة الأبدية يجب أن نستعد له بكامل أعمالنا.. لا بكامل «أناقتنا».
الحياة رحلة قصيرة.. وقصيرة جدا مهما طالت، لذلك علينا أن نأخذ من حياتنا لموتنا.. و«الشحرورة أكرمها الله وأعطاها من العمر إلى أن بلغت من العمر عتيا».. كبر وصغر كل شيء فيها إلا عقلها! ولو كان عقلها أكبر مقاسا لعرفت «أن الله حق» ولاتعظت من غيرها، وقالت «يا لله حسن الختام».. لا أن تخرج بتصريحات تفتقد لحكمة منْ هم في مثل سنها.. فالموت ليس لعبة قطار الموت في مدينة الألعاب لكي تريد أن «تجربه» و«تستمتع» باللعبة.
الموت هو الوجه الآخر لأعمالها، فهل تريد أن تلعب أو تموت.. فهذه هي لعبة الموت والحياة؟!
شعلانيات
< إذا أردت أن يُسامحك الناس.. سامحهم!!
< لن يعطيك أحد الفرصة مرة أخرى.. أعطها لنفسك!!
< سبحان الله.. عدو واحد كثير.. مائة صديق قليل!!
< أن تحب نفسك هذه بداية قصة غرام لن تنتهي.. وربما تنتهي في مستشفى الأمراض العقلية!!
