في تاريخ كل أمة، عظماء ندرس حياتهم وجوانب العظمة فيها ونعدّها تراثًا للأمة وفخرًا لها وحافزًا يدفع أجيالها إلى التقدم والرقي، ومن هؤلاء العظماء تتكون المراكز المشعة في حياة الأمم لتنمو المساحات الخضراء بداخلها، وتعلمنا أن الحياة ليست علاقة طرفية قائمة على مصلحة أحادية، بل الحياة أخذ وعطاء، وإذا وضعنا نصب أعيننا أن الظروف لا تصنع البشر، بل تكشف عن طبائعهم وأصالة معادنهم، كان لزامًا علينا أن نعرف أن الأمير سعود الفيصل، رجل اقترن نبض تاريخه بنبض المواطن؛ في كل مكان تراه ينثر سنابل عطائه في طرق الخير والنماء لتثمر عبر الزمان وفاءً على كل حبة من رمال وطننا الطاهر، حيث علَمنا معنى العطاء بلا حدود.. علمنا هذا القائد الرائد الآخذ بهمومنا وآهاتنا صفحات نتلوها من تاريخ الحق ومن تاريخ الحقيقة، التي يمثل مصدرها، بل هو عنوانها في كل ما قدمه ويقدمه، فجسد ما وصف الله به عباده الصالحين والمتعاونين على البر والتقوى، وأشهد الله أنني أردد «كلمة حق» بيني وبين نفسي وأمام الآخرين بأن هذا الرجل هو مِثال للقدوة الصالحة لما وهبه الله من النية الصافية النابعة من قلب شفاف؛ فالكلمة الطيبة والابتسامة الرقيقة والصدق والوضوح مع الآخرين، والتعامل الراقي مع كل من تعامل معه، من أهم صفاته.. شخصية تتمثل فيها كل القيم والمثاليات النادرة في زماننا هذا.. شخصية فيها من الشفافية والإحساس ما جعلها تتحمل مسؤولياتها الملقاة على عاتقها دون كلل أو ملل.. شخصية تأتيك مساندتها كالرياح العطرة محمّلة بالخير، ففي مسيرته، حقق الكثير والكثير من المنجزات على جميع المستويات، الوطنية والعربية والعالمية، وسجل له التاريخ مواقف مشهودة في كثير من الأحداث الدولية والقضايا الإقليمية، وأولى اهتمامه بحقوق المواطن وتأهيله لدوره المعطاء في مسيرة البناء والتنمية في شتى الميادين وعلى كافة الصُعُد الداخلية والخارجية. فبارك الله في جهده ووقته، وجعل كل ما قدمه في موازين أعماله، وسلمه من كل مكروه، وأدام عليه الصحة والعافية.
ولله الحمد من قبل ومن بعد على أننا ننتمي إلى هذا الوطن الغالي الذي أكرمه الله تعالى بخدمة الإسلام والمسلمين.. هذا الوطن الذي نحيا فيه ويحيا فينا، ونسأل الله العلي القدير أن يسلمه دائمًا وأبدًا ونحن نحيا بخير تحت قيادته الرشيدة، ويحفظ راعي مسيرته الإنسانية خادم الحرمين الشريفين، ولنجدد دائمًا عهدنا بالوفاء والولاء لخدمة الدين والملك والوطن، وأسأل العلي القدير أن يديم علينا نعمة الأمن والرخاء والاستقرار.
وندائي إلى كل مواطن ومواطنة، وإلى كل مقيم ومقيمة، ينعم بخيرات هذا البلد الطيب الطاهر أن نحافظ على سلوكياتنا وآدابنا وأخلاقنا الإسلامية، وأن نعمل بإخلاص وأمانة وحب في سبيل الارتقاء بهذا الوطن نحو الأفضل، فمؤشرات المرحلة الجديدة من تاريخ المملكة تعطينا مزيدًا من التفاؤل وتدفعنا جميعًا إلى ضرورة مؤازرة قيادتنا والالتفاف حولها، وإن كانت لنا حقوق عديدة فإن علينا واجبات أكبر، ودون تعاون مشترك بين القيادة والشعب، لن تكون هناك دولة، فالوطن بحاجة إلى السواعد المخلصة والتعاون المستمر لمواصلة مسيرة البناء والإصلاح.
ولئن كانت لنا حقوق كثيرة، فإن علينا واجبات أكبر، فماذا سنقدم نحن؟