احتفل مركز التراث اللبناني في الجامعة اللبنانية الأميركية، بذكرى لورين الريحاني، مؤسسة أول مجلّة للأطفال في لبنان في العام 195.
>>>
وكانت لي كلمة في هذه المناسبة، إذ عرفتُها في بدء رحلتي الأدبية، وكنتُ في حينه طالبةً جامعية، وأسعى إلى تمرين قلمي.
قدّمَتْني إليها صديقتُها، إدفيك جريديني شيبوب، وهي مثلها، واحدة من رائدات النهضة الثقافية والنسائية في لبنان.
>>>
لم أكن قد جرّبتُ قلمي في كتابةِ القصّة. لكن صاحبةَ المجلّة كانت تُشجّعني، مؤكِّدةً لي بأني صاحبة قلم واعد.
وكان القلمُ يعيش على تلك الوعود. كما كانت حياتي الجامعية تعتمدُ على دخلٍ ضئيلٍ يدرّه ذلك القلم المبتدئ.
>>>
ومثلما فتحتْ لي تلك السيدة صفحاتِ مجلّتها، شرّعتْ لي باب دارتها الرحبة، وقدّمتني إلى عائلتها: الزوج، ألبرت، وهو شقيق الأديب المهجري الكبير أمين الريحاني، صاحب المؤلّفيَن الرائعين: قلب لبنان، وملوك العرب. ثم أولادهما وكانوا في سن الطفولة.
وفي ذلك المناخ العائلي الدافئ، كانت تُعقدُ الإجتماعات الدورية، لبحث الموادِ والمواضيع التي تُحضّرُ للعدد التالي.
>>>
بعدما توطّدتْ علاقتي بالعائلة، صرتُ أكتشفُ أكثرَ، كم هو أساسيّ الدور الداعم والمشجِّع الذي يقوم به زوج من كانت كاتبة، أو تطمح للكتابة.
وهكذا كان ألبرت بالنسبة للورين.
>>>
اختبرتْ السيّدة لورين، وقبل إصدار مجلة «دنيا الأحداث» أكثرَ من مجال؛ فقد عملتْ مُدرِّسةً في العراق مع الوفد اللبناني، والذي بدأ انطلاقتَهُ في العام 1937 من القرن الماضي، بدعوة من وزارة الثقافة العراقية آنذاك.
وكان هذا المشروع الريادي دليلَ عافية ورقيّ، وإشارةً إلى المرحلةِ المبكرة التي خاضَتْها المرأة في المجال الثقافي التنويري.
وأذكرُ من بعض أعضاء تلك الوفود التربوية: روز غريِّب، نجلا عقراوي، ميليا مالك خير وأنيسة النجار؛ وهي التي أسّستْ مع افلين بسترس جمعية إنعاش القرية، وقد تولّتْ لورين رئاستَها مدّة خمس سنوات.
>>>
لقد خدمت لورين في مجالات عديدة إضافة إلى ما ذكرت، كما حوّلتْ مجلة الأحداث إلى مجلّة ثانية تحمل عنوان «الفرسان». وكان يُميّزها في كل فعلِ ونشاط لطفُ حضور، ودماثةُ خلقٍ وسعيٌ دائمٌ صوبَ منابعِ الخير