هذا الموضوع أكتبه لكل من تعاني من بعد زوجها عنها، من انسحابه، سلبيته بعد أن كان غير ذلك معها .
أكتبه لكل من قضت سنوات تبحث عن حل لمشاكلها الزوجية، لكل من تؤكد أنها تحدثت، ثم تحدثت مع زوجها عن مشاكلها لكن لا مجيب.
عزيزتي: طبيعة المرأة أو الأنثى يهمها نوعية العلاقة التي تملكها مع زوجها... أبنائها... أهلها... زميلاتها... صديقاتها... أهل زوجها وبالتالي تجدينها تفكر، وتحلل، تتأمل علاقتها وتتحدث عنها مع كل من تثق به بدون ملل ولا كلل، فكل ما يشغل بالها هو علاقاتها، وكل هذا لا ضرر فيه إذا كانت تفعل ذلك مع نساء مثلها لكن ماذا يحدث لو فعلت ذلك مع زوجها؟... ماذا يحدث عندما تتحدثي مع زوجكِ عن مشاكلكما؟... ماذا يحدث لو انتقدتِ زوجكِ باستمرار؟؟
ماذا يحدث لو تذمرتِ واشتكيت من أمور تخصه أو تخص علاقتكما؟ ماذا يحدث لو كل جلسة تجمعكما تكون عن سرد الأخطاء وتحديد من المخطئ؟ ماذا يحدث لو طالبتِ زوجكِ باستمرار بالتغيير واستخدمتِ أسلوب اللوم، والتذمر، والاتهام بالتقصير لتحقيق ذلك؟؟ الذي يحدث هو...
انغلاق لروح الرجل
فماذا نعني بذلك؟؟؟ ماذا نعني بروح الشخص؟؟؟
يصفها الدكتور جاري سمالي، وهو واحد من أشهر الخبراء في العلاقات الإنسانية عندما يتحدث عن روح الشخص بأننا عندما نقابل شخصاً للمرة الأولى فإننا نتفاعل معه على ثلاثة مستويات: أولاً بروحنا، ثم بنفسنا، وأخيراً بجسدنا.
فمثلاً عندما تقابل الفتاة زوج المستقبل في الرؤية الشرعية قبل أن يحدثها بكلمة أول شيء يتلامس كلاهما (أرواحهما)، وهذا يتفق تماماً مع قول رسولنا الكريم: «الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تنافر منها اختلف».
وهنا تتجلى حكمة الشرع بالرؤية الشرعية وأهميتها.
لكن ماذا يحدث بعد فترة من الزواج أو بعد كثرة الخلافات والمشاكل؟ وكيف يمكن أن نغلق روح الزوج؟؟
هناك المئات من الطرق لإهانة أحد الأشخاص وغلق روحه؛ إلا أنّ هناك بعض الطرق التي تتصدر القائمة، وعلى سبيل المثال لا الحصر:
يمكننا أن نغلق روح الرجل بالقيام بواحدة مما يلي:
التفوه بكلمات مؤلمة خصوصاً عند الاختلاف والغضب، فالكلمات تسبب جروحاً أحياناً لا تندمل.
الحط من شأن رأي الزوج سواء استخدمنا الأسلوب اللفظي (الكلمات)، أو غير اللفظي من خلال نبرات صوتكِ وتعابير جسدكِ ووجهكِ.
عدم الرغبة في الاعتراف بأخطائنا والمكابرة والعناد.
أن نأخذ الزوج كأمر مسلم به فنعيش بمنطق الراحة في سلوكياتنا ومظهرنا وأسلوبنا لفترة طويلة، فلا يكون الذوق والأتيكيت ضمن برنامجنا العقلي معه.
إصدار تعليقات ساخرة أو متهكمة على حساب الزوج سواء لفظي أو غير لفظي.
عدم الثقة بالزوج وإعلان ذلك صراحة.
إرغام الزوج على القيام بشيء لا يريد القيام به مثل التعامل مع أشخاص معينين أو أي أمر آخر.
الوقاحة في التعامل مع الزوج أمام الآخرين حتى الأطفال.
تجاهل الاحتياجات الحقيقية للزوج، وكأنها غير مهمة أو ليس لها أي قيمة بالنسبة لنا كاحتياجاتنا.
وكيف أعرف إذا ما كانت روح زوجي مغلقة؟؟
هناك علامات تدل دلالة واضحة على أنّ روح زوجكِ مغلقة، وأهمها ما يلي:
> عندما يكون هناك شعور بالتوتر بينكما لا يمكنك تفسيره، ولا يكون بسبب موقف معين لكنكما هكذا دائماً، متوتران مع بعضكما البعض.
> عندما تكون حالة النقاش والجدال هي الحالة السائدة بينكما.
> فقدان الحميمية الجسدية كالأحضان والقبلات، وحتى العلاقة الزوجية وانقطاعها لفترات طويلة بدون سبب طبي.
لكل زوجة
توقفي عن كل ما يسبب انغلاق روح الآخر والتي ذكرت بالأعلى. توقفي عن التحدث عن مشاكلكِ مع زوجكِ. عالجي العلاقة وليس أعراضها. تعاملي مع زوجكِ بلطف؛ فهو أولى وأحق الناس بحسن أخلاقكِ. ركزي على ما يعجبكِ وليس على ما لا يعجبكِ في زوجكِ. وتذكري أنكِ أيضاً لست كاملة ولا مثالية. ابتعدي عن النقد قدر ما تستطيعين؛ يكفينا أنّ رسولنا [ ومعلمنا لم ينتقد قط؛ فالنقد طاقة سلبية ولا تأتي إلا بطاقة سلبية بالمقابل من قبل الآخرين.