إبنة الرئيس اللبناني في الحوار الأول لمجلة عربية

لأنها الإطلالة الإعلامية الأولى في مطبوعة عربية، ارتأينا أن يكون اللقاء مع ريتا سليمان الإبنة الكبرى للرئيس اللبناني ميشال سليمان خارج إطار البروتوكول والأسئلة المنمقة والمعدّة سلفاً، وخارج الصورة التقليدية التي غالباً ما ترافق أولاد الرؤساء وأفراد عائلاتهم. لذلك، عمدت فور لقائي بها في منزلها في بيروت، إلى طي ملف الأسئلة التي سبق تحضيرها واستبدالها بجلسة عفوية تنسجم مع شخصية مضيفتنا غير المتكلفة والتي تميل بدورها إلى التفلت من قيود الشكليات.

تتحدث ريتا سليمان عن والدها الرئيس بشغف كبير، وتكشف جانب الأبوة في شخصيته، كما تروي نشأتها ضمن عائلة اعتمدت منهج الصدق والإلتزام في التعامل مع أبنائها وبناتها، فمزجت بين التربية التقليدية والتحرر المسؤول. على مقربة من القصر الجمهوري في بعبدا، تقيم ريتا ميشال سليمان مع عائلتها في منطقة الحازمية حيث كانت جلسة تعارف وحوار صباحيين مع إبنة الرئيس. 



تقول ريتا إن تربيتها كانت مزيجاً من الحرص على التقاليد والأعراف مع فسحة من الحرية في ظل توجيه الوالد والوالدة المستمر دونتضييق الخناق علينا، وتابعت "لم تكن الممنوعات كثيرة بالنظر الى ثقة الأهل بنا ولرغبتنابأن نكون بحجم هذه الثقة".

وتؤكد حرص والدها الرئيس اللبناني على الاهتمام  بها وبشقيقيها شربل ولارا ومتابعة كل شاردة وواردة متعلقة بنا ولا سيما في مجال الدراسة، وتقول "والدي عاطفي جداً ومتعلق بنا ولم يزل لغاية اليوم يتابعنا وإن اختلف الأمر عما كان عليه في السابق بحكم مسؤولياته الكبيرة في رئاسة الجمهورية. هو باختصار أب حنون وصديق.. لا يفرض رأيه ولا يغضب عند توجيه أية ملاحظة".

وتشير إلى أنها أخذت من والدها حب التضحية والعطاء والحكمة والانتماء الى الوطن، وهي صفات متأصلة في شخصية الوالد. وأخذت من والدتها السيدة وفاء الجانب العاطفي أي الحنان والمحبة.


ورداً على سؤال حول ارتباط طبيبة الاسنان بالمهندس الزراعي وسام بارودي، قالت "تعارفنا الأول كان من خلال أصدقاء مشتركين حيث كان الإعجاب متبادلاً ثم تطورت العلاقة بشكل رسمي إلى أن تمّ الزواج عام 2004. وأنجبنا 3 أولاد، صبيان وبنت: شوقي (3 سنوات وشهران) وشريف (سنة وعشرة أشهر) وميشال (7 أشهر) التي حــمــلــت إســــم والدي، في حين حمل ابني البكر اسم والد زوجي".

ريتا سليمان مع الزميلة كاتيا دبغي

وحول لحظات ما قبل إنتخاب والدها رئيساً للجمهورية ومتابعة الحدث عبر شاشات التلفزة، تقول "لن أصف اللحظة لأن المشاعر كانت متراكمة. ولكن، بوجه الإجمال كان هناك مزيج من الفرح المقترن بالقلق. إذ أدركت حجم المسؤوليات الكبيرة التي ستلقى على كاهل الوالد، بالرغم من أنه لم يكن غائباً عن هذه المسؤوليات بحكم قيادته للجيش في أشد سنوات المحن التي أصابت الجيش ولبنان على حد سواء".


وتحدثت عن تغيير كبير طرأ على العائلة بعد إنتخاب والدها رئيساً لناحية "ضيق الوقت وانشغال والدي الدائم بمسؤوليات الرئاسة بحيث لا ينعم حتى بإجازة أو بعطلة نهاية الأسبوع. لذلك، فإن لقاءاتنا العائلية اليوم تبقى مرهونة بالظروف، أي عندما يتسنى للوالد الجلوس معنا ومشاطرتنا المناسبات. ولكن، بالرغم من ذلك، فهو لم يزل يتابعنا ويلمّ بشؤون حياتنا. وهذا الأمر ينطبق أيضاً على والدتي التي لديها أيضاً مسؤوليات كبيرة في القصر".



وكان لريتا ميشال سليمان رسالة للمرأة العربية عبر "سيدتي" قالت فيها: "رسالتي إلى المرأة العربية هي أن تستمر في نضالها من أجل حقوقها بالإضافة إلى تعزيز دورها الطبيعي كأم. وأن يكون لديها الاندفاع الكافي والقناعة اللازمة لكي تفرض حضورها في مختلف المجالات. أما بالنسبة إلى المرأة اللبنانية، فأرى أنها قد عانت كثيراً من جراء الحروب المتكررة، وتمكنت من تخطي صعوبات بالغة أثبتت فيها قدرتها على التحمّل والصبر. وأطالبها بالاستمرار في إثبات حضورها والتوفيق بين أدوارها المختلفة".