الأمير الوليد يكشف عن تفاصيل صفقة «روتانا» و«نيوز كورب»

في المبنى الفاخر في قلب الرياض (برج المملكة) في الطابق الثامن والخمسين، في قاعة اجتماعات أنيقة عدل تصميمها في اللحظات الاخيرة، لتستوعب أكثر من خمسين إعلامياً، انطلق المؤتمر الصحفي الذي عقده الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة المملكة القابضة ورئيس مجلس إدارة «روتانا»، للإعلان عن الصفقة الأهم لـ«روتانا» ليس من الناحية المالية، كما يقول الأمير الوليد، بل من الناحية الاستراتيجية وما تعنيه هذه الشراكة من تغيرات مقبلة في صناعة الإعلام العربي. وبدا الأمير متحمساً مع خبر إعلان توقيع الشراكة التي اعتبرها بمثابة رد على المشككين في الكفاءة المالية لمجموعة «روتانا».

 

 

اعتبر الأمير الوليد أن إختيار «نيوز كورب» News Corp لمجموعة «روتانا» للدخول في الأسواق العربية بمثابة شهادة نجاح لـ «روتانا» وامتلاكها أصولاً متعددة، تجعلها مغرية للشريك الأجنبي.

وحرص الأمير الوليد الذي كشف عن الصفقة وتفاصيلها في المؤتمر الصحفي الأول له في مقر شركة «روتانا» وبحضور قياداتها ومسؤولي إداراتها، للتأكيد على النجاح الذي حققته «روتانا» في حقل الإعلام العربي ونجاح إستراتيجيتها ورسالتها الإعلامية في كل العالم العربي وأن هذه الشراكة استراتيجية في المقام الأول وليست مادية.


مفاوضات صعبة

وأثار قرار «نيوز كورب» للشراكة مع «روتانا» تساؤلات في المؤتمر الصحفي، عن إمكانية وجود تضارب مصالح نظراً لأن شركة المملكة القابضة التي يمتلك الأمير الوليد %95 من أسهمها تمتلك %7 من مجموعة «نيوز كورب» حيث أنها ثاني أكبر مستثمر بعد روبرت موردوخ. إلا أن الأمير الوليد اعتبرها دلالة أخرى لنجاح «روتانا» لأن مجموعة «نيوز كورب» حرصت على الاختيار والتدقيق خوفاً من هذه النقطة. وأشار الى أن هذا السبب جعل المفاوضات تستغرق نحو عامين، وهي فترة طويلة. وكانت زيارات متعددة وورش عمل موسعة قادها من جانب «روتانا» فهد السكيت نائب الرئيس التنفيذي للعمليات في مجموعة «روتانا» والتي انتهت فقط قبل أسبوع من عقد هذا المؤتمر.

وقال الأمير الوليد: «تعمدنا عدم الرد على الأقاويل والاستفسارات وإن هذه الصفقة هي التي تعكس وتؤكد قوة ومتانة «روتانا» في العالم العربي. كما أكد أن قيمة «روتانا» ارتفعت مع دخول شركة «نيوز كورب» إلى 3 بلايين ريال (800 مليون دولار) مؤكداً أن «روتانا»، ستعيّن خلال الشهور المقبلة شركة لدراسة الأسواق العربية والعالمية لطرح أسهم الشركة للاكتتاب العام، على أن يتم ذلك خلال العامين المقبلين. وتوقع أن تتنامى قيمة «روتانا» بعد اكتمال نتائج الصفقة.

من جهته، قال جيمس موردوخ الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة لشركة «نيوز كورب» (أوروبا وآسيا) في بيان مكتوب وزع على الصحفيين في بداية المؤتمر: «استثمارنا في شركة «روتانا» سوف يوسع من تواجدنا في المنطقة حيث نسبة كبيرة من السكان بعمر الشباب إلى جانب ناتج محلي إجمالي، يتوقع في السنوات القادمة نموه بسرعة تفوق اقتصاديات نامية في مناطق أخرى في العالم و شركة «روتانا» رائدة في الشرق الأوسط ونتطلع للعمل معهم».

 

رئيس تحرير "سيدتي" محمد فهد الحارثي ورئيس تحرير "زهرة الخليج" د. طلال طعمة


سر اختيار روتانا

كما أكد الوليد من خلال المؤتمر الصحفي أن اختيار «روتانا» لإبرام هذه الصفقة، جاء بعد تأكد شركة «نيوز كورب» وتيقنهم بمكانتها في المنطقة العربية، مضيفاً: لا أعتقد أنه توجد شركة ضخمة بحجم «روتانا» في العالم العربي ليس ببث القنوات وتعددها بل بامتلاكها %40 من الأفلام العربية و%70 من كل منتج جديد من الأفلام و%65 في الموسيقى العربية».

 

الترخيص الإذاعي لـ «روتانا»

وحول التراخيص الإذاعية الخاصة التي تعمل وزارة الثقافة والإعلام السعودية على منحها كشف الأمير الوليد أن «روتانا» تسعى لدخول السوق السعودية،مشيراً إلى أن لـ «روتانا» باعاً كبيراً ومميزاً في الراديو في الأردن ولبنان وسوريا. إلا أنه عاد واستدرك بلغة رجل الأعمال، في أن العرض لابد أن يكون بالسعر المعقول. ويبدو أن هذا يأتي بعدما أثار تقديم شركة «ألف ألف» عرضاً بقيمة 75 مليون ريال للفوز بأول رخصة لإذاعة أف أم جدلاً في الأوساط الإعلامية حول الجدوى الربحية من هذا المشروع.

وقال الأمير الوليد حول عودة مكتب الـ LBC بالمملكة والذي أُغلق على أثر حلقة «المجاهر» في برنامج «أحمر بالخط العريض»: «لكل جواد كبوة وهو خطأ إعلامي كبير. وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أعفى عن المعنيين بالموضوع وأقفل الملف نهائياً وولاء القناة للسعودية معروف».

 

جانب من الحضور

رسائل مباشرة

بدا واضحاً أن الأمير كان يحمل أكثر من رسالة يريد إيصالها من خلال مؤتمره الصحفي. الأولى رده على المشككين في الوضع المالي لـ«روتانا». حيث وصف الصفقة بـ «الضربة القاضية» على حد تعبيره. وبدا أنه يفهم بوضوح فن التعامل مع الإعلام وخلق الإثارة في مؤتمره الصحفي. وتعمد أن يقوم بحركة إعلامية وهي كالطعم للكاميرا، من خلال رفع يده حاملاً أوراق الصفقة لمدة نصف دقيقة تقريباً، قائلاً: «هذا ردي على المشككين في «روتانا». كما أنه تحاور مع صحفيين أجانب باللغة الانجليزية لايصال فكرته بشكل واضح. وحرص أن يترجم إجابته بعد ذلك الى العربية.

والرسالة الثانية ثقته في الفريق الذي يعمل معه من خلال إشادته بالفريق وذكر أسمائهم والتأكيد على أن قوة «روتانا» في وجود فريق مهني ومتجانس يحقق الرؤية الواسعة التي يسعى اليها.

 

تفاصيل أوسع عن مصير سالم الهندي والمشاريع المستقبلة لـ"روتانا" صحفياً وتلفزيونيا وإذاعياً وتجارياً تابعوها في العدد 1513 من مجلة "سيدتي" المتوفر في الأسواق.