بدر وعبد الرحمن محمد عبده في حوار خاص: هكذا عشنا اللحظات المؤثّرة في فترة مرض

على هامش حفل تخرّج الدفعة الـ 22 من طلبة ثانوية "دار الفكر"، استأذنا مدير المرحلة الثانوية عبد الله صدقه أبو زيد لإجراء دردشة  سريعة مع الطالب بدر ابن الفنان محمد عبده، الذي بدأنا معه الحديث بتحميده سلامة الوالد وتهنئته بالتخرّج.

 

 

بدر محمد عبده إلى يمين الأمير مشعل بن ماجد وإلى يساره ابنه الأمير خالد

 

 

بادرنا بدر بالقول: "والله أنا اليوم سعيد بطريقة لا توصف، أولاً بسبب سلامة الوالد حفظه الله وأطال عمره، وثانياً بسبب تخرّجي، لكنني تمنّيت لو أن والدي معي.

* في هذه المناسبة، نريدك أن توجّه رسالة لشخص غير والدك. لمن توجّهها وماذا تقول فيها؟

- أوجّهها لأعزّ الناس على قلبي بعد والدي، وهو أخي عبد الرحمن، الذي قطع دراسته في لندن ليكون بجانبي، وحتى لا يشعرني أنني وحدي في ظلّ ظروف والدي المرضية، والتي منعته من الحضور.

أحبّ التمثيل

* حدّثنا عن زملاء الدراسة الذين سيتخرّجون اليوم معك وعن توجّهك المستقبلي؟

- لدينا طلاّب في "دار الفكر" من أكثر الطلبة تفوّقاً وتميّزاً، والأكثر تفوّقاً هو الطالب حسن محمد الصبياني، الذي أعتقد أنه أحسن طالب في السعودية. أما توجّهي، فهو دراسة إدارة الأعمال في أميركا.

* أعلم أنك موهوب في التمثيل والغناء، وقد شاهدناك تغنّي في فيلم التخرّج مقطعاً من أغنية الوالد "فوق هام السحب". فهل ستسير على خطى والدك الفنية إلى جانب إدارة أعماله؟

- (يضحك) موهبة أخي عبد الرحمن الغنائية أفضل من موهبتي. صحيح أنني أحبّ التمثيل وتقليد الشخصيات، لكن الغناء موهبة جينات، وستظلّ ضمن هذا الإطار، فأنا لا أفكّر البتّة في احتراف الغناء أو التمثيل. أما أخي عبد الرحمن، فقد بدأ بالأناشيد في حدود الأهل والأصدقاء، لكن لا أظنّه سيحترف الغناء، ولاسيما أنه يدرس حالياً إدارة أعمال في بريطانيا.

* ما هي الأغاني التي تعجبك من أغنيات الوالد؟

- كثيرة جداً. الوالد غنّى أكثر من 700 أغنية، لكن الأغاني التي أردّدها كثيراً هي: "صوتك يناديني" و"البرواز" و"الرسايل" و"المعازيم" وغيرها.

 

لحظات مؤثّرة

* ماذا عن الفترة التي عشتها أثناء مرض والدك، وهو في باريس وأنت في جدة. بماذا أحسست، ومن اتصل بكم أو بالوالد؟

- الحمدلله الذي حفظ والدي من تبعات الجلطات. فبجانب غرفة والدي في المستشفى، كانت ترقد امرأة تعرّضت لنفس الجلطات، لكنها أدّت لإصابتها بشلل نصفي. ولهذا، نحمد الله ليلاً نهاراً على رحمته وحمايته لوالدي. ولا شك أنني عشت مرحلة حرجة جداً، خاصة أن جميع شقيقاتي كنّ في باريس عند والدي، وهنّ من كنّ يتولّين طمأنتي على صحته. وهذا من فضل الله ثم من دعاء جمهور والدي والمحبّين له. أما الذين اتصلوا بوالدي فهم كثر، وطبعاً في طليعتهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حفظه الله ومنّ عليه بالصحة والعافية، وكذلك ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز، والعديد من الأمراء وأصدقاء الوالد من المسؤولين والفنانين.

* حدّثنا عن لحظة رؤيتك لوالدك عندما زرته في المستشفى؟

- عندما شاهدته ممدّداً على السرير، والله، لم أصدّق أنه هو. كان التعب ظاهراً عليه، ولكنني حمدت الله عندما اعتدل وقام يمشي ويتكلّم ويضحك معي. أما أنا، فلم أتكلّم، وعندما رأيته سلّمت عليه وخرجت، لم أقدر على النظر إليه ورؤيته مريضاً.

* وهو ماذا قال لك؟

- بقي ساكتاً. فكما ذكرت، لم أستطع الجلوس في الغرفة. لقد تركته وخرجت وبكيت. صحيح أنه كان متعباً، لكن معنوياته كانت مرتفعة، خاصة بعد الفحوصات التي طمأنتنا على صحته، وأنه بدأ يتماثل للشفاء ويتحرّك ويمشي.

 

مع عبدالرحمن

بعد الانتهاء من مراسم تخريج الطلبة الذين بدأوا يعانقون بعضهم البعض ويتبادلون التهنئة، بدأ عبد الرحمن محمد عبده البحث عن شقيقه بدر، الذي اختفى وسط الحضور الذين كانوا يباركون له، فاقتربت "سيدتي" من عبد الرحمن وطلبت منه كتابة رسالة بخط يده موجّهة إلى والده، كما أخبرناه أن شقيقه بدر سبقه وكتب رسالة إلى والده. وأثناء كتابته الرسالة، سألناه عن صحة الوالد فقال: "الحمدلله، فقد عرضت "روتانا" تقريراً عنه، وهو بصحة جيدة، وسوف ينتقل من باريس إلى مدينة كان، قبل أن ينتقل مع بداية الصيف إلى أميركا. كنّا خائفين عليه من الجلطات الثلاث الأولى، وما تلاها من تبعات، لكن الله لطف به وبنا نحن أولاده وبناته. وكم تمنّيت أن يترك والدي الفن الذي أرهقه، صحيح أن هذا الأمر صعب عليه، ولكن على الأقل أن يخفّف من الحفلات. وإن شاء الله بعد تخرّجي وأخي من الجامعة، سنقوم بدورنا ونريحه وندير أعماله تحت إشرافه ومتابعته".

* الوالد حفظه الله عندما تخرّجت أنت السنة الماضية، حضر لبضع دقائق ثم غادر مكان الحفل...

- (مقاطعاً) نعم. لقد خشي أن ينشغل الحضور عن الحفل به، ولهذا خرج، خاصة بعد أن تمّ تركيز الكاميرا عليه، بدلاً من تركيزها على الخرّيجين، لكنه أيضاً يعتبر نفسه حضر حفل بدر، فهو أرسلني للحضور نيابة عنه والوقوف بجانب شقيقي. وعلاوة على ذلك، عندما حضر بدر إلى باريس لبس "المشلح" وتصوّر مع الوالد لتوضع الصور ضمن كتاب التخرّج، والذي يضمّ صور كل طالب مع ولي أمره.

* نعتقد أنه مهما غنّى فلن يغنّي أكثر، فهو فنان منذ أكثر من نصف قرن.

- أتّفق معك. فرصيده كبير جداً، ومشواره الفني طويل ويضمّ أكثر من ألف أغنية. ولهذا أتمنى أن يخفّف نشاطه، ويكفينا أن يظلّ فوق رؤوسنا.

وما أن انتهى من كتابة الرسالة لوالده حتى لمحنا شقيقه بدر بين زملائه الطلاب، فاقترب منه واحتضنه وأخذ يعانقه والتفّ حولهما بقيّة الطلبة يسألون عبد الرحمن عن صحة والده وعن دراسته في بريطانيا. ولمّا سأل عبد الرحمن الأمير خالد بن مشعل عن وجهته، وأجابه أنه سيكمل دراسته الجامعية في أميركا، قال عبد الرحمن: "أنت وبدر ومعظم الطلبة ستسافرون إلى أميركا وأنا إلى بريطانيا.

 

 

رسائل بين الفنان محمد عبده وابنه بدر ولفتة خاصة من مدير عام "مدارس الفكر" د. ابراهيم محمد مناع وتفاصيل أخرى تجدونها في مجلة سيدتي في المكتبات