إرتباطاتهما الفنية الكثيرة وأسفارهما العديدة كانت تحول أكثر من مرة دون تحديد «سيدتي» بسهولة موعد زيارة الفنانة يارا والملحن طارق أبو جودة إلى منزل الفنان عاصي الحلاني، التي استغرق التحضير لها شهراً كاملاً، إلى أن تدخّلت كوليت بولس زوجة الفنان عاصي الحلاني ورتّبت برنامج الزيارة وضبط الموعد عند الساعة السابعة. هذه الزيارة تندرج ضمن تبادل الزيارات الفنية التي تقوم بها «سيدتي» بين الحين والآخر.
في مكتب يارا
قبل إنطلاقنا من مكتبها كانت قد إستقبلتنا برحابة صدر شاكرة «سيدتي» على فكرتها، بالقيام بزيارة الفنان عاصي الحلاني الذي تحترمه وتكنّ له الإعجاب.
ذكريات ومقالب
أبواب الطابق الأول كانت مشرّعة على مصراعيها كإشارة إلى أن أصحاب المنزل من أهل الجود والكرم، وهذا ما تميّز به الفنان عاصي الحلاني من كرم وحسن ضيافة. إستقبلنا عاصي وعقيلته كوليت بولس رغم وعكتها الصحية الشديدة بكلمات الترحيب على الطريقة اللبنانية. وبعد السلام، دخلنا صالة الضيوف. فاستأذنت منّا كوليت بعدما قدّمت إعتذارها لعدم قدرتها على مجالستنا بسبب الزكام الحاد المصابة به. وتمنّت على «سيدتي» عدم إلتقاط الصور لها علماً أننا كنا نتمنى أن تكون حاضرة. وقبل أن تدخل غرفتها، طلبت من «سيدتي» الإطّلاع على موضوع قد سبق وأجرته في أعدادها السابقة، وهو الزيارة التي اصطحبت فيها «سيدتي» المطربة صباح لمنزل المطرب وديع الصافي. في الإتجاه الآخر، كان الحديث بين الملحن طارق أبو جودة وعاصي الحلاني، قد بدأ حول ذكريات سابقة لهما عندما كان عاصي يفتعل مقالب مضحكة بطارق أبو جودة.
عاصي يمتدح يارا
ثم تكلّم عاصي عن بداياته الفنية وكم عانى للوصول إلى النجومية التي هي بحاجة إلى الذكاء إلى جانب الصوت، مؤكداً أن الصوت الجميل بلا ذكاء وتخطيط لا يصنع نجومية. كان عاصي يتكلّم مع طارق، ويارا تستمع إليهما. وكان عاصي من وقت إلى آخر يمتدح يارا واصفاً إياها بالفنانة النقية، ثم أعرب عن إعجابه بأغنيتها الأخيرة «شفتو من بعيد».
الزميلة زلفا رمضان مع عاصي ويارا
هل سيجمعهما «ديو»؟
...عاد عاصي بحديثه إلى يارا، يخبرها عن معاناته في بداية مشواره الفني وكيف استخدم ذكاءه في استمالة متعهدي الحفلات للعمل الفني. وكيف غيّر من تصميم شقته الأولى السابقة في منطقة الفنار (شرقي بيروت) ليستطيع استخدام قسم منها للمكتب والقسم الآخر للنوم. كلام عاصي لفت يارا التي قالت: «الفن طريقه صعب وبحاجة إلى صبر». ثم تحدثا عن الـ «ديو» الأخير الذي جمعه مع نجمة «ستار أكاديمي 4» شيماء هلالي بأغنية «ارجعلي أو رجعني»، فأكّد عاصي أنه وشيماء شكّلا «ديو» متجانساً وأن صوته كان يرمز إلى الرجولة والحماية التي تتكلم عنها كلمات الأغنية.
عند إنتهاء حديثه عن الـ «ديو» مع شيماء سألته «سيدتي»: «هل تفكّر بـ «ديو» غنائي يجمعك مع يارا؟ فردّ عاصي: «لمَ لا»؟! يارا علّقت على شهادته بصوتها، قائلة: «أنا أتشرّف وأفخر بالغناء إلى جانبك». فقال لها عاصي مجدداً: «أنت فنانة نقية، تستحقّين كل خير».
عندما هممنا بالمغادرة، دعا عاصي طارق ويارا و«سيدتي» لزيارته في مزرعته الكائنة في ضيعته الحلانية في منطقة بعلبك. ودّعنا عاصي شاكرين له إستقبالنا وهو بدوره شكر لنا زيارته. وقد رافقنا عاصي لغاية الباب الرئيسي للمبنى، وقام مرافقوه بكل لياقة وهدوء بتأمين الطريق الصحيح لنا للمغادرة. بعدها ودّعت يارا «سيدتي» معربة لها عن إعجابها بالفكرة، ثم استقلّت سيارتها وغادرت المكان. ونحن بدورنا غادر كل منا في اتجاه مختلف عن الآخر.
يارا تحب شراب جوز الهند
الصدفة تجمعنا بـ يارا
في منتصف الطريق تنبّهت إلى أنني قد أضعت وجهة سيري. لكن الأمر وعلى ما يبدو كان لصالحي، إذ سمعت فجأة صوت صديقتي باسكال مجدلاني تقول لي: إنتبهي هذه يارا تقف هناك وتشتري الكستناء، فتوقفت فجأة وكنت قد وصلت إلى منطقة الجديدة (وهي منطقة تقع شرقي بيروت ومشهورة ببائعي الكستناء وجوز الهند والفول المتجولين على الطرقات). ترجّلت من السيارة بإتجاه يارا التي ما إن رأتني حتى ضحكت عالياً قائلة: «هذا غير معقول، ما هذه الصدفة»؟! في هذه اللحظات تقدّم منها بائع الكستناء ويدعى رامي قائلاً: «لا أصدّق أنني أقف أمام فنانة أنا معجب بها كثيراً». وسألها إن كان بحوزتها CD خاص بها فردّت عليه يارا قائلة، بعدما بحثت في السيارة: «للأسف لا». فسألتني إن كنت أحمل في سيارتي فقلت: «لا». عندها اعتذرت منه يارا قائلة: «سأذهب إلى مكتبي وآتيك
بـCD». في هذه الأثناء، كان طارق يشتري لها الكستناء المشوية وجوز الهند. فسألتها «سيدتي»: هل تحبين الكستناء؟ فقالت يارا: «أحبها خاصة عندما تكون مشوية». ثم أعطاها بائع الكستناء حبة مشوية، وأكلتها بعدما شكرته. لكنها عادت وقالت: «أنا أفضّل جوز الهند أكثر». فما كان من بائع الكستناء سوى تلبية طلب يارا التي يكنّ لها إعجاباً كبيراً، وأتاها بجوز الهند، فشربت عصيره وهي تضحك. ثم قدّم لها مرة أخرى حبة من الكستناء بقشرها. فقالت يارا للبائع: «أرجوك إنزع القشرة الخارجية عنها» مضيفة، «أنا لا أجيد تقشيرها». ولما قدّمت «سيدتي» الفول الأخضر ليارا قالت: «آسفة لا أحب الفول، أفضّل الكستناء وجوز الهند». عندها قالت لها «سيدتي»: «اللافت أنه ورغم نجوميتك ما زلت تتصرفين بعفوية وطبيعية، تقفين عند الباعة على الطرقات وتشترين على غرار الناس العاديين». فردّت قائلة: «أين المشكلة بذلك؟ أنا لا أريد أن تأخذني الشهرة من حياتي الطبيعية وأحب دائماً أن أتصرّف على طبيعتي. لا أحب التعالي والعنجهية على أحد». في هذه الأثناء تقدّم طارق أبو جودة منّا ويبدو أنه لا يزال يفكّر بالزيارة التي قمنا بها إلى منزل عاصي قائلاً: «قريب من القلب عاصي أليس كذلك»؟! فردّت يارا: «أنا أحترمه فهو فنان بكل معنى الــكــلــمـة». مـضـيـفة: «أنـتـم فـي «سـيـدتي» لديكم أفكار جميلة، وهذه الفكرة لم يـسـبـقـكـم عـلـيـهـا أحد، أنا سأنتظر الموضوع بفارغ الصبر».
المزيد من الصور والتفاصيل تجدونها في مجلة سيدتي العدد 1466 المتوفر في الأسواق.