السياسة المنظّمة لمهرجان موازين في المغرب في دورته الثامنة كانت محطّ التعليقات الإيجابية من كافة الفعاليات المشاركة في المهرجان، مما دفع بالفنانين إلى الإلتزام الكامل بمواعيد المؤتمرات ومواعيد الحفل دون تأخير لحظة واحدة عن الوقت المحدّد. هذا الإلتزام أشاد به حتى الفنان جورج وسوف الذي التقى الصحافيين لمدة قصيرة، وهو المعروف عنه رفضه إجراء اللقاءات والمؤتمرات الصحافية. كما نوّه الإعلاميون أنفسهم الذين بلغ عددهم 350 إعلامياً من كافة الدول العربية والأجنبية، بالدقة والمساواة اللتين تعامل بهما منظمو المهرجان الذي كاد أن يمرّ بسلام لولا الحادثة الأليمة التي وقعت في حفل الفنان المغربي الشعبي عبد العزيز الستاتي، حيث غصّت جميع المدرّجات وجنبات الملعب بجمهور تجاوز عدده 70 ألف متفرج وسقط 11 قتيلاً وعدد كبير من الجرحى. في الأسبوع الفائت، عرضت «سيدتي» حفلات عدد من النجوم شاركوا في «موازين» وتستكمل في هذا العدد استعراض الجزء المتبقي منهم.
تواصلت فعـاليات مهرجـان موازين في دورته الثامنة، حيث شهدت منصة «النهضة»، ليلة الثلاثاء في 19 مايو/أيار، حفلاً ساهراً وصف بالليلة الدافئة والمليئة بالإحساس والكلمة، لما أضفاه الفنانان شيرين عبد الوهاب وكاظم الساهر من خلال بساطة أغنياتهما ورومانسية صوتيهما التي طالت مسامع 80 ألف متفرّج، حجزوا أماكنهم قبل بداية الحفل بساعة واحدة، خوفاً من الإزدحام. فشيرين وكاظم إسمان لهما قاعدة جماهيرية لا يستهان بها في المغرب.
شيرين... مذهولة
إستهلّت شيرين وصلتها الفنية بأغنية «آه يا ليل» فكانت بداية موفّقة، عرفت من خلالها كيف تلقي التحية على جمهور حفظ أغنياتها وأحسن ردّ التحية عليها، بمناداتها «شيرين شيرين آه يا ليل» وراح الناس يردّدون قبلها وخلفها مفردات أغانيها: «جرح تان» «حبيتو بيني وبين نفسي» «أنا مش بتاعة الكلام دا».
لدى وصولها، نادت شيرين محمود المسفر، المسؤول الفني عن قسم الغناء الشرقي لمهرجان موازين، متمنيةً عليه عدم السماح للمصورين بالإقتراب من سيارتها التي رُكنت بعيداً عن الباب الرئيسي للفندق. لكنها سمحت لـ«سيدتي» بإلقاء التحية عليها دون التقاط أي صورة لها.
زواج كاظم الساهر
دخل الفنان كاظم الساهر قاعة المؤتمرات التي تتسع لخمسين مقعداً، وتحديداً قبل الرابعة بسبع دقائق، أي قبل اكتمال عدد الإعلاميين وذلك إحتراماً لهم، حيث رحّب بحضورهم وأجاب على كافة الأسئلة المتعلقة بأغنياته وجديد ألبومه المقبل الذي تحفّظ عن ذكر أغنياته حرصاً منه على سرية العمل، لكنه صرّح عن «ديو» غنائي سيجمعه مع الفنانة أسماء المنور التي اختارها لإعجابه بصوتها، مؤكداً أنه حاضر لأي تعاون على صعيد الألحان مع ملحنين جدد. وعن نيته بالزواج، رداً على سؤال «سيدتي» قال: «أنا حاضر للزواج عندما أجد المرأة التي أبحث عنها»، علماً أن «سيدتي» لديها معلومات تفيد أن الفنان كاظم الساهر تربطه علاقة إعجاب عمرها عشر سنوات بسيدة من عائلة حاكمة تصغره ببضع سنوات وعلى درجة عالية من العلم والثقافة. وقد حضرت حفله في مهرجان موازين وهي حريصة على حضور مهرجاناته كلها. وعلى أثر حضورها، أُقيم طوق أمني وحراسة مشدّدة. وقد نُصبت شاشة داخل الكواليس لتستطيع هذه السيدة متابعته بعيداً عن الأنظار.
تردّد أن الفنان كاظم الساهر نزل في منزله بعد انتهاء المهرجان، وقيل أيضاً إنه يقيم في الرباط تجارة عقارات وأنه قد أوكل إحدى السيدات التي لديها خبرة وشهرة في تجارة العقارات مهام الشراء والمبيع.
حفل ملحم بركات
بدا على الموسيقار ملحم بركات الإرهاق بسبب وعكة صحية ألمّت به قبل أسبوع من مشاركته في مهرجان موازين. الحضور الذي شهده حفل ملحم بركات يصنّف من الجمهور الطربي الذي جاء خصيصاً ليستمتع بأغنيات ملحم بركات الطربية والتي بدأها بأغنية «حبيبي إنت ـ يا حبيبي حبك حيّرني ـ تعا ننسى ـ مرتي حلوة»، وكان الجمهور يقاطعون ملحم بركات ليغنوا معه. هذا التجاوب الغنائي أعطى ملحم بركات شحنة من «السلطنة». وفي منتصف الحفل، غنى «ما تهزي كبوش التوتة» التي لم يفهم مفرداتها معظم الجمهور لصعوبتها. لكنه تمايل على أنغامها. بعد أغنية «من بعدك لمين» ودّع ملحم بركات الجمهور، متوجّهاً إلى الكواليس حيث كان بانتظاره الإعلاميون للقاء به، كل على إنفراد للحصول على لقاء خاص. فالبعض حصل على لقاء والبعض الآخر حوّل الجلسة إلى مؤتمر صحافي رغم قرار ملحم بركات بعدم إجراء مؤتمر صحافي، متمنياً على إدارة المهرجان الموافقة على قراره مقابل قبوله بإجراء لقاءات صحافية منفردة.
خلاف ملحم ونجوى كرم
أعلن ملحم بركات أنه بعد هذا المهرجان سوف يتوجّه مباشرة إلى الأستوديو لتسجيل أغنية جديدة، واعداً الجمهور بأنه سوف يهتم بنفسه فنياً. ولقد صرّح ملحم بركات، وبصراحة تامة، عن خلافه مع الفنانة نجوى كرم بعد رفضها تصوير أغنية من تلحينه في ألبومها الذي ستطرحه في الشهر السادس، واصفاً نجوى بأنها تبحث دائماً عن مصالحها الخاصة وأنها تتبع هذه الطريقة في العلاقات الفنية قائلاً: «هي ساعة راضية وساعة رافضة.فلا أحد يعرف ماذا تريد».
وكانت «سيدتي» قد علمت من مصدر موثوق به أن الفنان ملحم بركات اجتمع إلى نجوى كرم داخل جناحها. وتناقشا معاً لدرجة سُمع صوت نجوى كرم في أروقة الطابق الثالث حيث يقع جناحها، وذلك بسبب رفضها تصوير أغنية «قلبي معمل بارود» التي ستصدر في ألبومها الجديد. وقد أعرب ملحم بركات أن هذا التعاون سيكون الأخير مع نجوى كرم وأنه سوف يقدم في الصيف على خطوات ستجعل نجوى تشعر بالندم على التصرّف السلبي حياله. ولم يفصح عن مضمون هذه الخطوات.
الأكثر جماهيرية
صنّف حفل حسين الجسمي الأكثر جماهيرية. وبذلك يكون حسين الجسمي إحتل المرتبة الأولى جماهيرياً على صعيد حفلات النجوم العرب الذين شاركوا في مهرجان موازين.
في المؤتمر الصحافي رحّب الجسمي بالحضور قائلاً لهم ممازحاً: «والله أنتم ليكم رهبة». وبدأ اللقاء الذي دار في معظمه حول الموسيقى المغربية وأثرها على فنه. فردّ على السؤال بكل صدق وشفافية قائلاً: «أنا تربيت على الموسيقى المغربية وأحرص دوماً على استخدام إيقاعاتها في ألحاني. كما أحرص على طرح أغنية مغربية في كل ألبوم». وتأكيداً منه على حبه للموسيقى، غنّى وهو يردّ على أسئلة الصحافيين أغنية من التراث المغربي لنجاة أعتابو «آ وليد آ وليد أنا جيت».
أما عن سرّ نحافته، فقال الجسمي دون أن يعلن أنه أجرى عملية تصغير معدة، إنه اتبع نظاماً غذائياً خاصاً أشرف عليه اختصاصي تغذية. وأعلن للمرة الأولى أن وزنه كان 170 كلغ. وهذا ما كان سيسبّب له مشكلة صحية ويؤثر سلباً على صوته. كان الجسمي يتجنّب الردّ على الأسئلة التي قد توقعه في شرك الإعلاميين بخفة دم لافتة، وكان يلجأ إلى الغناء عوضاً عن الإجابة.
وعن ملابسه الواسعة التي كان يرتديها عندما كان يعاني من زيادة في الوزن، صرّح لـ «سيدتي» أنه وزّع جزءاً منها. وأبقى على بعضها للذكرى وللمقارنة مستقبلاً بين السمنة التي كان عليها وبين النحافة التي يعيشها الآن.
إبنة الرباط
حفل الفنانة سميرة سعيد لم يختلف كثيراً عن حفل الجسمي وكاظم الساهر وشيرين. فهي إبنة الرباط وأهلها وناسها متعطشون لسماع صوتها. أربعة عشر عاماً لم تغنِ سميرة سعيد خلالها في الرباط. ما إن رأت الحشود في إنتظارها حتى صرخت: «الله على هذا الشعب المحب آه على بلدي». ثم اعتلت المنصة على إيقاع أغنية «يوم ورا يوم» و«عالبال» و«قال جاني بعد يومين»... الكل كان يغني معها.
بعد انتهاء المهرجان، توجّهت سميرة سعيد إلى كواليس المسرح، حيث كان بانتظارها حشد من الإعلاميين، وعن نيتها في الإنضمام إلى شركة «روتانا»، قالت: «لم أجتمع بهم. ولكن هناك إعجاب متبادل فيما بيننا. لكن ليس هناك أي كلام جدي بهذا الخصوص».
الداودية تحيي «سيدتي»
لم تعرف ساحة مولاي الحسن (المنصة المخصّصة للفنانين المغاربة) منذ بداية مهرجان موازين حضوراً جماهيرياً، كالذي استقطبه نجما الفن الشعبي الداودي والداودية، حيث وفد جمهور هذا اللون الموسيقي أفواجاً إلى مكان الحفل قبل ساعات وبكل وسائل النقل المتاحة، سواء مشياً على الأقدام أوعلى متن السيارات والدراجات وحتى عبر سيارات النقل، خاصة الشباب الذين قدموا من كل حدب وصوب.
وبالرغم من عدم تمكّن العدد الأكبر من متابعة الحفل بسبب الإزدحام، لم يغادروا جنبات المكان، علماً أن السهرة كان تبثّ مباشرةً على شاشة التلفزيون المغربي. واللافت أن الفنانة الشعبية زينة الداودية حيّت وهي فوق المسرح المجلات النسائية، بدءاً بمجلة «سيدتي» التي خصّتها بحوار في فترة «البروفات» سينشر لاحقاً.
حادثة مأساوية
إستطاع الفنان الشعبي عبد العزيز الستاتي بجذبه لأكثر من 70 ألف متفرج التأكيد على أنه فنان شعبي يتمتع بشهرة كبيرة. وتبيّن من خلال حفله الفني الذي لم يستوعبه فضاء ملعب النهضة، أن منظمي المهرجان أخطأوا في التقدير, لأن فناناً شعبياً من هذا النوع، ينبغي أن يغني في ساحة واسعة، بدلاً من ملعب ضيق. لكن جمهور الستاتي الذي كان ينحدر جلّه تلك الليلة من الأحياء الشعبية للعاصمة الرباط وجمهور آخر قدم من مدن أخرى سهر إلى آخر ساعة واستمتع بأغاني الستاتي، فجع بمقتل 11 شخصاً وجرح آخرين في فاجعة إنسانية تعدّ سابقة في تاريخ المهرجانات الفنية المحلية، وقد تباينت ردود فعل الفنانين بخصوص سبب الفاجعة.
الستاتي لـ«سيدتي»:
«سيدتي» إتصلت أولاً بالفنان الشعبي عبد العزيز الستاتي الذي عبّر بادئ الأمر عن حزنه الشديد على الفاجعة التي وقعت عقب الحفل الفني الذي أحياه. وقال إنه مجرد أن علم بالخبر أحسّ بدوران الأرض من حوله ولم أتوقع ـ يضيف الستاتي ـ أن تحصل هذه الفاجعة في ليلة أمتعت فيها جمهوري الذي غصّت به جميع جنبات الملعب ولكنه قدر الله».
وما هو سبب سقوط هؤلاء الضحايا من وجهة نظرك؟
سبق وقلت إن هناك تحقيقاً تمّ فتحه في هذا الخصوص، وأعتقد أن السبب هو الإزدحام الذي عرفته السهرة والإندفاع فور نهاية الحفل. وبالمناسبة، أتقدّم بتعزيتي وبالنيابة عن أعضاء المجموعة إلى جميع أسر ضحايا السهرة.
تفاصيل أوسع وصور أكثر تجدونها في العدد 1474 من مجلة "سيدتي" المتوفر في الأسواق.