في الوقت الذي يستعدّ فيه المخرج خالد يوسف لخوض المعركة الإنتخابية لمنصب نقيب السينمائيين أمام المخرج علي بدرخان، فوجئ بشخص مجهول ينتحل صفته كمخرج، وينشئ موقعاً على الإنترنت يحمل اسمه يعلن فيه عن حاجته لوجوه نسائية وفتيات شابة للإستعانة بهن كوجوه جديدة في أفلامه.
في البداية، إعتقد خالد أن الأمر قد لا يتجاوز حدود الدعابة من صديق يدبّر له مقلباً. ولكنه فوجئ بأحد أصدقائه من الممثلين يخبره أن ممثلة شابة قرأت الإعلان الذي نشره على الإنترنت. وذهبت إلى مقر الشركة السينمائية المدوّن بالإعلان. وفوجئت بشخص مجهول يجبرها على إقامة علاقة معه ومع عدد من الشباب مقابل حصولها على دور البطولة النسائية في أحد أفلام خالد يوسف.
أسرع خالد إلى مديرية أمن الجيزة وأبلغ اللواء محسن حفظي مدير الأمن بالواقعة. على الفور، تمّ التنسيق مع الإدارة العامة للمعلومات والتنسيق بوزارة الداخلية المصرية لمراقبة الموقع الإلكتروني، في الوقت ذاته تقدمت ممثلة شابة تدعى إيمان مصطفى حجاج وشهرتها إيمي الكاشف ببلاغ إلى قسم شرطة العمرانية، قالت فيه إنها تلقت اتصالاً هاتفياً من شخص أخبرها فيه أنه المخرج خالد يوسف، وأنه يريدها لدور محوري في فيلمه الجديد وأنها كانت سعيدة بهذا الترشيح خاصة وأنها تلقت بعد ذلك اتصالاً آخر من سيدة أخبرتها أنها سكرتيرة خالد يوسف وحدّدت لها موعداً لمقابلته. وأضافت الممثلة في بلاغها أنها عندما ذهبت في الموعد المحدد، قابلها شخص أخبرها أنه مساعد المخرج وأن عليها أن تقوم بعمل اختبار أمام الكاميرا. ثم طلب منها القيام بعلاقة معه حتى تحصل على الفرصة ويمنحها تأشيرة دخول إلى عالم النجومية. وقالت إيمي إنها جارته في الكلام فقط حتى تنجو بنفسها وخرجت من الشركة، بعد أن حدّدت له موعداً آخر ثم ذهبت للإبلاغ عنه.
بلاغ من مطربة
من ناحية أخرى، تلقت الإدارة العامة لحماية الآداب بلاغاً من مطربة تدعى نجوى فارس، قالت فيه إنها كانت تحلم بالعمل في أحد أفلام خالد يوسف وإنها ذهبت إلى مقر الشركة السينمائية الوهمية سعياً وراء هذا الحلم. لكنها فوجئت بشخص آخر غير خالد عرفت منه أنه مساعده ويطلب منها قضاء سهرات حمراء مع سائحين مقابل حصولها على تأشيرة النجومية. وقالت نجوى في بلاغها إنها عرفت ساعتها أنها وقعت في براثن عصابة من النصابين. فأبدت موافقتها وانصرفت على أن تعود في موعد آخر.
أفلام ومشاهد فاضحة
تمّ إعداد خطة للإيقاع بالنصاب متلبّساً بارتكاب جرائمه حيث اتفق اللواء كمال الدالي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة مع المطربة والممثلة المبلغتين على الذهاب للمتّهم في موعديهما. وفي اللحظة المناسبة، داهم العميد عمر عبد العال رئيس وحدة مكافحة جرائم الآداب مقر الشركة السينمائية الوهمية. وألقى القبض على المتهم الذي تبيّن من خلال الكشف عنه في الملفات الجنائية أنه يدعى أمير كمال فخري وهو طالب فاشل. ويعمل وكيلاً للفنانين وسبق اتهامه في قضية نصب.
وتمّ تفتيش الشقة التي اتخذ منها المتهم وكراً للنصب على ضحاياه من الفتيات والنساء عثر بداخلها على «هارد ديسك» وعدد من الـ «سي دي» محمّل عليها أفلام ومشاهد فاضحة لعدد من الفتيات والنساء ممن سقطن ضحايا له. كما عثر على 5 هواتف محمولة يستخدمها في اتصالاته ومحمّل عليها مشاهد فاضحة لضحاياه.
تمّ تحرير محضر للمتهم وأُحيل إلى نيابة العجوزة حيث باشر معه التحقيق وليد فكري رئيس النيابة الذي استمع لأقواله وأقوال المبلغتين. كما استمع لأقوال المخرج خالد يوسف الذي قال إنه لم يرَ المتهم من قبل رغم أنه يعمل وكيلاً للفنانين. وفي نهاية التحقيقات، قرر المحقق حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق.
خالد يوسف مستغرب
التقينا بالمخرج خالد يوسف الذي قال إنه علم بواقعة النصب هذه منذ ما يقرب من شهرين من أحد أصدقائه. وقال إنه لم يصدق هذه القصة في البداية. وظنّ أنها دعابة. ولكن عندما ذهب إلى مديرية أمن الجيزة، فوجئ بوجود بلاغات فعلية من فتيات وسيدات وقعن ضحايا للنصاب.
وأضاف: تمّ الاتفاق بعد ذلك مع ضباط الأمن على الصمت ودفع نماذج من الفتيات له للإيقاع به. واستمرت الخطة قرابة الشهرين انتهت بضبطه. وقال يوسف إنه لم يلتق بالمتهم من قبل وإن أقواله في النيابة لم تتجاوز حدود معرفته بالواقعة عن طريق الصدفة.
وقال يوسف إن ما أدهشه حقاً عندما علم من اعترافات المتهم أمام النيابة،أنه يمارس جريمة النصب هذه منذ ثلاث سنوات. واستطاع أن يوقع بأكثر من 170 فتاة وامرأة في حبائله حتى سقط في قبضة الشرطة. وأضاف خالد أن النصاب كان محترفاً إلى حد كبير حيث كان يجري اتصالاته عبر الموقع الإلكتروني من كافيهات مختلفة حتى يصعب اصطياده، وكذلك كان يجري مقابلاته في عدد من الفنادق التي أعتاد التردد عليها إمعاناً في التمويه والحمد لله أنه وقع في شر أعماله أخيراً.