انطلقت فعاليات مهرجان «زين الليالي ـ ليالي فبراير» على خشبة صالة التزلّج في مركز المعارض تزامناً مع مناسبات ثلاث: العيد الوطني الخمسون لدولة الكويت ومرور عشرين عاماً على تحرير الكويت من غزو العراق وخمس سنوات على اعتلاء الشيخ صباح أحمد جابر الصباح سدّة الحكم.
أحيا الحفل الأول كل من الفنان المغربي عبد الفتاح الجريني الذي بدأ حفله عند العاشرة مساءً، ولم تكن الصالة قد امتلأت بالجمهور بعد. ومع ذلك، قدّم أغنياته بكثير من السعادة التي بدت على وجهه.
قبل مشاركة الفنانة منى أمرشا الحفل، أقامت تمرينات لمدّة ساعة ونصف على أغنياتها بالتعاون مع فرقة الدكتور خالد فؤاد وهي الفرقة التي اعتمدها المهرجان هذا العام. وأثناء تمريناتها، وصلت الفنانة أصالة برفقة زوجها المخرج طارق العريان وجلست على أحد الكراسي تتابع تمرينات منى أمرشا بكل هدوء وانسجام فسألتها «سيدتي»: «الواضح أنك منسجمة مع صوت منى أمرشا فقالت أصالة: «صوتها جميل جداً، فهي تتقن اللهجة الخليجية بشكل جيد»، متسائلة عن سرّ جمال أصوات الشعب المغربي، قائلة: «أحياناً، أستغرب سرّ الشعب المغربي وقدرته على أداء كل اللهجات!». وعن حملها سألتها «سيدتي» فقالت: «الحمدلله بخير، وأنا الآن بالشهر الخامس». فسألناها مجدداً: «هل تشعرين بثقل وأنت حامل ما شاء الله بتوأم؟». ردّت: «الحمدلله ليس كثيراً، لكنني أشعر بانتفاخ في قدميّ ويديّ».
وردّاً على سؤال «سيدتي» إن كانت تتواجد حالياً في مصر في ظلّ الأوضاع السيّئة التي تشهدها البلاد، قالت: «طبعاً، حتى ولديّ رفضا مغادرة مصر. وقد تركتهما في عهدة المربّية وسوف أعود إليهما بعد مهرجان «ليالي فبراير». أما في ما يتعلّق بالتصريح الأخير الذي أعلنه زوجها السابق أيمن الذهبي وعن المسلسل الذي ينوي تقديمه والذي قيل إنه يتناول قصة حياتها قالت: «لا أريد التكلّم عن هذا الموضوع وقبل الأوان». كان يبدو على أصالة حبّها وتعلّقها بزوجها طارق العريان. وكانت أحياناً كثيرة تبدي رأيها ببعض الأمور التي تحصل أمامها فيضحك طارق على تعليقاتها وعلى خفّة دمها.
كان الفنان راغب علامة من المشاركين في الحفل الأول لمهرجان «ليالي فبراير»، والذي اعتبر مشاركته في افتتاح المهرجان فخراً له وتكريماً من مهرجان «ليالي فبراير». غادر راغب مطار بيروت على متن الخطوط الوطنية الكويتية برفقة شقيقه خضر علامة وقد فوجئا بخدمة On Line على الطائرة والتي بموجبها يستطيع المسافر استخدام هاتفه النقّال حيث قال راغب: «بهذه الطريقة أستطيع أن أكمل حديثي مع ابني لؤي والذي بدأته معه في صالون الشرف في مطار بيروت». وكانت هذه المرّة الأولى التي يستقلّ فيها راغب هذه الطائرة. وبعد الإقلاع، بدا على راغب عدم خوفه من لحظة الإقلاع إنما استمرّ بقراءة الجريدة. وعندما سألته «سيدتي» إن كان يخاف من السفر وإقلاع الطائرة قال: «لا أخاف لأنني مؤمن بالله ويوم الآخرة وبأنه لا يصيبنا إلا ما كتب الله لنا». ثم تطرّق في دردشته مع «سيدتي» إلى أنه يفكّر في دخول معترك السياسة، ويفضّل أن يدخلها من بابها الواسع كوزير للعدل مفضّلاً هذه الوزارة على غيرها لكي يعيد للعدل رهبته وهيبته. مضيفاً: «وإن لم أنل وزارة العدل، فسأختار وزارة الخارجية. هاتان الوزارتان أستطيع أن أقدّم فيهما شيئاً للشعب. أما باقي الوزارات فلا أجد نفسي فيها». وعمّا إذا كان قد شعر بالملل من الفن، ولذلك أراد التوجّه إلى السياسة قال: «لقد قدّمت خمسة وعشرين عاماً من الفن. وأظنّ أنني قادر على البقاء لخمس سنوات أخرى بنفس الزخم والعطاء. بعد ذلك، أفكّر بخوض مجال السياسة. أنا أحب العمل والتنوّع، فالإنسان يشعر براحة تامة في قرارة نفسه عندما يشعر أنه إنسان منتج وفعّال».
لم يجرِ راغب علامة بروفات على أغنياته بسبب مرافقة فرقته الموسيقية له في الحفل، لكن ذهب إلى الصالة لكي يرى المسرح. ولقد أبدى إعجابه بالديكور. وبعد عودته من صالة التزلّج، توجّه إلى مطعم الفندق حيث التقى بالفنان فارس كرم يتناول العشاء برفقة شارل المسؤول في إدارة الأعمال في شركة «روتانا». ودار بينهما حديث عن الخلاف الأخير بين فارس كرم والفنانة نجوى كرم والذي وصل إلى حدّه، بعدما قام أحد المعجبين بنجوى كرم بكتابة نص على موقع نجوى الإلكتروني «محبة ووفا» متحدّثاً عن أن فارس على علاقة بسيدة اسمها روز في أستراليا ومتّهماً إيّاه بتعاطي المخدرات معها وأنه قد ابتزّها مادياً. فما كان من فارس كرم سوى القيام برفع دعوى ضد جورج بارخو (من «فانز» نجوى كرم) عملت بصدده القوى الأمنية على توقيفه بعدما تبيّن لها أن جورج بارخو يعمل لدى مكتب نجوى كرم.
استغرب راغب علامة كلام فارس كرم قائلاً له: «والله يا فارس أنت شاب طيّب وابن بيت ولونك الغنائي لن يجرؤ أحد على غنائه». فشكره فارس قائلاً له: «أنا معجب بك منذ طفولتي ولم أزل. كنت دائماً وأنا صغير أقول إنني أريد أن أصبح نجماً كراغب علامة، لكني أريد أن أوجّه لك سؤالاً: كيف حافظت على نجوميتك وعلى وسامتك لغاية هذا الوقت»؟ فقال له راغب: "أنا من الأشخاص الذين ينامون باكراً كما أنني لم أدخّن في حياتي. وعندما أغني أحاول ألا أجرح صوتي كما أحاول تناول الأطعمة الخفيفة التي لا تسبّب لي الحموضة في المعدة لأنها مضرّة وتؤثّر سلباً على الصوت".
افتتح الفنان فارس كرم الحفل الثاني بكل ثقة رغم تأخّر حضور بعض من الجمهور الكويتي، على بدء حفلته بنصف ساعة. وقد تنوّع الجمهور الحاضر لحفل فارس بين الجمهور السعودي الآتي خصيصاً من السعودية لحضور حفل الفنان رابح صقر والجمهور اللبناني الحاضر لحفل فارس كرم. أدّى فارس أغنياته المشهورة لدى الجمهور الخليجي (التنورة ـ الأركيلة ـ وقولوا الله وغيرها). قبل انتهاء فارس من وصلته، كان قد وصل الفنان نبيل شعيل الذي وافق على تأدية وصلته بعد غناء فارس بدلاً من الختام، بعدما تمّ الاتفاق على ذلك بينه وبين القيّمين على المهرجان. وكان الفنان نبيل شعيل حسب الاتفاق بين القيّمين على المهرجان والقيّمين على شركة «روتانا» سيؤدّي «ديو» غنائياً مع رابح صقر قبل انتهاء وصلته وفي لحظة وصول الفنان رابح صقر إلى المسرح، بعنوان «يا دار» وهي أغنية خاصة لآل سعود كان قد لحّنها رابح صقر منذ أكثر من أحد عشر عاماً. لكن الفنان نبيل شعيل استأذن حينها غناءها وأدّاها، إنما غيّر في عائلة آل سعود ووضع آل الصباح فوقع الخلاف بينهما. لكن، عادت وسوّيت الأمور بينهما واستمرّ الاثنان يؤدّيان الأغنية إلى جانب العديد من فناني الخليج العربي. عدم التزام الفنان رابح صقر بغناء «ديو» على المسرح مع الفنان نبيل شعيل أثار امتعاضه قائلاً: «الله يسامحك يا رابح». بينما الفنان رابح صقر كان يستعدّ للتوجّه من فندق «الريجنسي» حيث يقيم، وقبل خروجه من الفندق، كان في انتظاره عدد كبير من «الفانز» في بهو الفندق ليلتقطوا صوراً معه. وكان يبدو عليه القلق الذي يشعر به كل نجم قبل بدء حفلته، خاصة بعد حفله الأخير منذ سبع سنوات، لكنه كان واثقاً بأن جمهوره السعودي ينتظره في المسرح حتى لو تأخّر لغاية الصباح. فهو يدرك في قرارة نفسه أن جمهوره متمسّك به ويدرك تماماً لغة الكلام معهم. دخل المسرح على أصوات الجمهور الذين راحوا ينادون باسمه «رابح رابح». ولقد بدأوا بمناداته قبل انتهاء حفل نبيل شعيل، وهذا ما زاد غيظ نبيل شعيل بالإضافة إلى رفض رابح صقر مشاركته في «ديو» غنائي «يا دار».