مع رحيل النجم السوري خالد تاجا مؤخراً، تنشر "سيدتي" آخر لقاء أجرته معه خلال زيارته منذ مدة إلى الأردن. ولكن، بسبب الموت الذي باغته، لن يستطيع خالد تاجا، للأسف، الاطلاع على آخر كلام له، إلا أنّ "سيدتي" تتيح لجمهوره ومعجبيه هذه الفرصة لتكون لفتة وداع لهذا النجم على طريقتها الخاصة.
-كيف ومتى لقّبك الشاعر الفلسطيني العربي الراحل محمود درويش "أنطوني كوين العرب"؟ وهل التقيته شخصياً؟
حين شاهدني بالمسلسل التاريخي "الزير سالم" الذي كتبه الشاعر الراحل ممدوح عدوان وأخرجه حاتم علي بشخصية الحارث ابن عباد. وهي، بالرغم من أنها شخصية موجودة حقيقةً وموثّقة في كتب التاريخ، إلا أنها ظهرت شبه أسطورية في منتصف العمل؛ حيث يصبح رجلاً كفيفاً وشجاعاً يضحّي بابنه ليسود السلام بين العرب. أحببت هذه الشخصية بعمق؛ لأنها كتبت بتقنية أدبية وإنسانية عالية شابتها نفحات شعرية من كاتبها عدوان. وأذكر أنه، بالرغم من نجاحه الجماهيري غير المسبوق في العالم العربي، لم يكن كاتب النص الشاعر ممدوح عدوان راضياً تماماً عنه، لاعتقاده أن الإخراج أنقص رؤيته للعمل، خاصةً وأنه - باعتقادي الشخصي- كتبه بروح شكسبيرية. فتميّز بكثير من العظمة التراجيدية المفتقدة في الدراما العربية. أعود للشاعر درويش الذي تابع هذا العمل بإعجاب شديد، فاتصل بعد انتهاء عرضه بصديقه ممدوح عدوان، وهنّأه على هذا النجاح وقال له: "أبلغ الفنان خالد تاجا أنني استمتعت بمشاهدة أنطوني كوين العرب".
-بماذا شعرت حين نقل إليك ممدوح عدوان رأيه الجميل بأدائك وتلقيبه لك بـ "أنطوني كوين العرب"؟
سعدت، بالطبع، من رأيه الجميل بي، واعتبرته شهادة رفيعة من شاعر مهم مثله وتقبّلت لقبه لأنني أحب جداً الممثل أنطوني كوين. وأحترم موهبته العبقرية وطاقاته الأدائية المتجدّدة، ورددت على درويش بالشكر قائلاً له: "كلامك سيزيد عدد أعدائي".
الأقرب إلى قلبي
-ما اللقب الأجمل بالنسبة لك؟
خالد تاجا هو الأقرب إلى قلبي، بالرغم من سعادتي بهذا اللقب الذي جاء من واحد من أهم الشعراء في العالم وأكثرهم صدقاً وثقافةً، والذي أسعدني أكثر من تلقيبه لي بـ "أنطوني كوين العرب"، هو أنه شاهد حلقات المسلسل كاملةً واستمتع به للغاية، خاصةً وأن كاتبه صديقه المقرب الشاعر ممدوح عدوان، ثانياً: حبه كشاعر لمعرفة كيفية تناول الفنانين لقصة الزير سالم التاريخية والأدبية، ولولا أنه لم يعجبه التناول الفني لما تابعه من الحلقة الأولى للحلقة الأخيرة.
-في آخر حوار لي مع الشاعر الراحل ممدوح عدوان حمّل مسؤولية فشل مسلسله "أبو الطيب المتنبي" لمخرجه فيصل الزعبي مقارنةً بالمسلسل الذي سبقه "الزير سالم"، فما هو تعليقك؟
بالطبع، لم يكن للمؤلف عدوان أي علاقة بفشله، لأنه معروف بنصوصه المميّزة، ويتحمّل المنتج مسؤولية ما لاقاه العمل من فشل ، لإنه هو من اختار المخرج.
-تقصد الفنان سلوم حداد؟
نعم، لأنه هو من اختار المخرج، وهو من اختلف معه ثم أكمل الإخراج، وكان يتدخّل بكل صغيرة وكبيرة حتى يحقّق الملايين منه وذهب إلى بغداد للاستعانة بممثلين من هناك لعلمه بحاجتهم لفرص عمل وتقاضيهم أجوراً أقل من غيرهم، وواجه مشاكل هناك أيضاً، وبعد مدة طويلة رأى العمل النور لكنه عرض هزيلاً مقسماً نتيجة تنفيذه بأسلوب تجاري.
-هل عرض عليك العمل فيه؟
نعم، واعتذرت لارتباطي بأعمال أخرى مع أنني أحببت الدور المعروض عليّ، وهو أحد الأمراء الذين كتب المتنبي فيهم شعراً خاصاً، لكن إطالة القائمين عليه بتنفيذه لعام ونصف حتى يوفروا منه المال جعلني لا أعطّل نفسي لأجل دور أنا فيه مجرد ضيف شرف.
-اعتبرت نفسك محظوظاً لعدم مشاركتك فيه؟
بصراحة، رغم ما حدث معهم قبل عرضه لم أتوقّع أن يظهر هكذا للناس حيث انقلب السحر على الساحر، وبدلاً من أن يوفروا المال خسروا الكثير من سمعتهم ومن الأرباح المتوقعة.
-ألهذا لا يحب الكثير من النجوم الكبار العمل مع الممثل المنتج؟
أنا شخصياً ضد الممثل المنتج.
-ما هي أبرز سلبيات الممثل المنتج الآخذة بالتزايد مؤخراً، خاصةً بصورة الممثل المنتج المنفّذ العامل بأموال غيره؟
يوجد ممثلون منتجون كثر مصابون بعمى ألوان.
-هل تقصد رشيد عساف؟
رشيد عساف أنتج كمّاً بسيطاً مقارنةً بغيره، ولم يتّجه للإنتاج بهدف اقتناص البطولة لنفسه. بينما الممثلون المنتجون كانوا يصوّرون للآخرين على أنهم قادرون على أداء شخصيات هي أكبر في الحقيقة من قدراتهم.
-من الأقدر على اختيار الممثل الأنسب للدور؟
المخرج الحقيقي الذي أحسن قراءة النص بعمق وفهم رؤية المؤلف وأضاف إليها. والممثلون المنتجون لو لم يكونوا منتجين لما حصلوا على الشخصيات الرئيسة التي أدّوها.
-تعني بكلامك سلوم حداد وفراس إبراهيم الذي أصرّ على تقديم شخصية الشاعر محمود درويش رغم أنه لم يمض على رحيله مدةً طويلة؟
لا أقصد أحداً بعينه لا أيمن زيدان ولا فراس إبراهيم ولا سلوم حداد الذي أتابعه وهو ممثل موهوب، ولو كنت منتجاً لاستعنت به كممثل، لكنه حين تحوّل للإنتاج وضع نفسه في مأزق، أنا أراه كممثل أكثر منه كمنتج، وأحترم الإنسان الذي يعرف حدّه فيقف عنده، وأحترم الإنسان الذي يعرف حدود طاقته فيطوّرها، وإن لم يستطع يعمل بحدودها.
-ماذا لو أصبحت ممثلاً منتجاً؟
لن أحترم نفسي كممثل إن وصلت لدور مهم بسلطتي كمنتج، أحترم نفسي وأسعد أكثر عندما أُطلب من منتجين ومخرجين آخرين لأنني الممثل الموهوب خالد تاجا.
عام واحد و13 مسلسلاً
-قلة من المخرجين العرب الذين يجيدون قراءة النص فنياً ودرامياً وتتطابق رؤيتهم مع رؤية المؤلف ولا تشوّهها. من هم هؤلاء المخرجون بحكم خبرتك الطويلة؟
حاتم علي والليث حجو وباسل الخطيب من سوريا والمخرجون شادي عبد السلام وصلاح أبوسيف وحسن الإمام.
-والعرب؟
لا أتابع الكثير من الأعمال العربية بحكم تصويري عدة أعمال في العام الواحد، حيث صوّرت في سنة 13 عملاً درامياً مرةً واحدة.
-متى كان ذلك؟
عام 2008، حينها قدّمت 13 مسلسلاً.
-ألم تتعب صحياً وتصاب بإرهاق شديد وعانيت من تداخل الشخصيات التي تشتت تركيز أكثر الممثلين موهبةً؟
لا، والسبب أنني أستمتع بتداخل هذه الشخصيات التي ألعبها على الشاشة، وأنا أحب أن ألعب فنياً كأي طفل يلهو بألعاب كثيرة، وقدّمت في هذا العام أعمالاً هامة درامياً ومن بينها: "الحصرم الشامي" بجزءين.
-كيف نجحت في تنظيم وقتك؟
قمت بتوظيف مديرة أعمال لي، وكنت أول فنان سوري يفعل ذلك.
-تبعتك بعدها مباشرةً الفنانة سلافة معمار التي عيّنت هي الأخرى مديرة أعمال؟
هي أخذت مديرة أعمالي تيما مني.
-جميل أن تعيّن أنت الممثل امرأة لا رجل بهذا العمل، فكيف سهّلت لك الالتزام بتصوير ثلاثة عشر عملاً فنياً بعام واحد؟
رتّبت لي مواعيد تصويري بدقة متناهية، وساعدها على ذلك قدرتها على قراءة النصوص التي كانت تجعلها تقدّم لي المشورة في اختيار الأدوار الأنسب لي.
-وما هي مؤهلاتها حتى تثق بها لهذه الدرجة؟
امتلاكها الذكاء المتّقد والحس العالي بالدراما والمثابرة لمواصلة عملها ومتابعة كافة تفاصيله بأي وقت من أوقات الليل والنهار، ومخلصة بعملها. لهذا، ارتحت جداً بالعمل معها، ونجحت بتصوير كل هذه الأعمال بسلاسة ودون حصول أي تأخير من قبلي عن مواعيد التصوير واختصرت لي الكثير من وقتي.
-أنت أول نجم سوري قام بتعيين مدير أعمال له، فماذا كانت حاجتك الأساسية التي قادتك إلى فكرة الإستعانة بمديرة أعمال؟ وهي ظاهرة انتقدها بعض الممثلين من أبناء جيلك واعتبروها نوعاً من المباهاة و"البريستيج" ليس إلا؟
من انتقد ظاهرة تعيين فنانين مدراء أعمال، هم ناس غير قادرين على تعيين واحد لهم، وأنا لو لم أعيّن مديرة أعمال كيف كنت سأجد الوقت لقراءة كل النصوص التي تعرض علي، والاختيار من بينها وتنسيق مواعيد التصوير دون أن يحدث خلل يضرّني أو يضر الآخرين؟ كان لا بدّ لي من الاستعانة بأحد يساعدني بجدية.
-لماذا مديرة أعمال امرأة لا رجل؟
لا فرق، لو وجدت رجلاً مناسباً لعيّنته. لكن، الصدفة وحدها جعلت صديقة لها ترشحها لي. وبعد التجربة، وجدتها جديرة بما أسندته إليها من مهام. وأنا عموماً، أحترم وأقدّر كفاءة المرأة، وأثق بقدرتها على أن تصبح مارغريت تاتشر لو أرادت أو رئيسة دولة. فلا فرق يذكر اليوم بين المرأة والرجل إن كان في الذكاء أو المقدرة أو الكفاءة.
-وكم بقيت معك قبل أن تخطفها منك سلافة معمار، وكيف نجحت بذلك؟
بقيت تقريباً عاماً واحداً قبل أن تذهب للعمل مع سلافة معمار التي ربما أغرتها بنسبة ما أو براتب أعلى.
-ولماذا لم ترفع لها راتبها لتبقى؟
لم تواجهني، بل هربت مني إليها، وقد عوّضني الله عنها بمديرة أعمال جديدة وجيدة اسمها علا الخطيب، وهي طبيبة علم نفس وملمّة بقراءة النصوص وقادرة على تحليل الشخصيات الدرامية المعروضة عليّ.
الجرأة ضرورية
-إذاً، في العام 2008 قدّمت 13 مسلسلاً. فكم قدّمت في الأعوام التي تلته؟
قدّمت ربما 10 أعمال في 2009، وخفّضت العدد قليلاً في عام 2010 جراء تفرّغي لإنشاء مزرعتي الخاصة في منطقة غوطة دمشق الخلابة، والتي أربّي فيها الآن بعض الحيوانات والطيور الأخرى، إلى جانب بعض المزروعات لأحقّق الاكتفاء الذاتي وأعيش فيها بعيداً من الصخب، نظراً إلى حاجة أي فنان أمضى فترة طويلة في العمل إلى مكان هادئ يحاور فيه نفسه، ويعيد الدفء لعلاقته مع ذاته، حيث شعرت في الآونة الأخيرة أنني ابتعدت عن خالد تاجا الإنسان، وبحاجة لأن أقترب منه أكثر وأبني معه علاقة جديدة، خاصةً أنني لست خالد الممثل فقط بل خالد الفنان التشكيلي والشاعر، وأنوي التفرّغ لكتابة سيرتي الذاتية لأهادن نفسي بها قليلاً.
-قدّمت أعمالاً درامية كثيرة في الثلاثة أعوام الأخيرة، أيها كان الأقرب إلى قلبك؟
مسلسلا "الخبز الحرام" و"الدبور1 و2" لتقديمي فيهما دورين متميّزين.
-انتقد كثيرون جرأة تناول مسلسلك "الخبز الحرام" للظواهر الاجتماعية التي تعدّ تابو كالدعارة وتجارة الرقيق والزنا ومشاهدة الفتيات للمواد الإباحية على الانترنت، وصرّح باسل خياط الذي شاركك بطولته أنه كان ضد جرأته. فما قولك؟
أنا مع حرية الفكر وحرية الرأي والتعبير، وأعتقد أننا بحاجة لجرعة جرأة قاسية حتى نصحو من غفوتنا، لأن الجرعات الناعمة لم تعد مجدية للتوعية ولإحداث نتائج إيجابية في مجتمعنا، وألا نستمر في استغراقنا بالغيبوبة.
-ومسلسلك المميّز "لعنة الطين" الذي فضح فساد أصحاب السلطة من الضباط والسياسيين؟
هو الآخر كان جريئاً بطرحه مثل "زمن العار" وأيضاً "تخت شرقي".
-لماذا لم يحقّق "تخت شرقي" النجاح الجماهيري نفسه الذي حقّقه مسلسلك "زمن العار" مع أن مخرجتهما متميّزة وواحدة هي رشا شربتجي؟
يم مشهدي كتبت نص "تخت شرقي" بشفافية خاصة، ربما لم تستطع المخرجة رشا شربتجي ملامسته.
-لكنها أبدعت في قراءة وملامسة نص "زمن العار" فحقق أكبر نجاح وأعلى نسبة مشاهدة عربية.
الكاتب الروسي أنطون تشيخوف كتب أجمل القصص التي تتضمّن أعمق الصراعات الإنسانية والنفسية لكن لم تحقق كل قصصه الرائعة الشهرة ذاتها، وفشل النجم العالمي أنطوني هوبكنز في تجسيد إحدى شخصياته الأدبية، ورشا شربتجي مخرجة عبقرية ومبدعة ومتميّزة لامست النصوص سابقاً ببراعة. مع العلم، بأن قراءة النصوص الساكنة مهمة صعبة جداً في كثير من الأحيان حتى على أهم المخرجين وأكثرهم ثقافةً، ورشا شربتجي تملك التقنية والثقافة العالية كمخرجة، طوّرت نفسها بنفسها حين عملت مساعدة مخرج مع والدها هشام شربتجي ثم بعد أن أخذت عنه "التكنيك" أضافت إليه رؤيتها الخاصة.
سلاف وسلافة ابنتاي
-هل حقاً كانت الفائزة الحقيقية من نجاح "زمن العار" هي سلافة معمار التي صعدت بعد نجاحها فيه إلى مرتبة الصف الأول. فبدأت البطولات العربية تنهال عليها من الخليج ومصر وسوريا؟ وهل تعتقد أن نجوميتها الأولى هذه تأخّرت عنها؟
لا، لم تتأخّر النجومية في الوصول إليها، لأنها صعدت كفنانة موهوبة تدريجياً باجتهادها ومثابرتها ولم تقفز إليها قفزاً بالمصادفة أو بضربة حظ. وسلافة في كل الأعمال التي قدّمتها، نجحت بها بفضل اشتغالها على نفسها واهتمامها بتفاصيل دورها. لكن، ما حصل معها في "زمن العار" أن شخصيتها الدرامية مكتوبة أصلاً بملامح حادة وواضحة تراجيدياً ودرامياً، وهي بموهبتها وإمكاناتها العالية أحسّت بها وقدّمتها كما يجب أن تقدّم، وتركت فيها بصمتها كما تركتها في أعمالها السابقة لمسلسل "زمن العار".
-هل تستمتع بالعمل معها؟
بالتأكيد، لأنها ممثلة هامة جداً.
-ما بعد "زمن العار" و"أبواب الغيم" و"الغفران" و"توق"، أكّد كثيرون أن سلافة معمار تفوّقت على سلاف فواخرجي، فما هو رأيك، خاصةً بعدما قيل عن عدم تحقيق عمليها "آخر أيام الحب"و"كليوباترا" نسبة مشاهدة عالية؟
أعتبر الاثنتين بمثابة ابنتيّ، لكني أعتقد أن مسلسلاً تاريخياً مهماً مثل "كليوباترا" كان يحتاج لشخص مثقف تاريخياً، ويملك خبرة كافية لتنفيذه، ولا يحتاج فقط لبطلة جميلة الوجه وذات شعبية.
-بعض المصريين، منهم عالم الآثار الدكتور زاهي حواس، حمّل مخرجه مسؤولية فشله، فما هو تعليقك؟
أتفق معه في أن المخرج يتحمّل مسؤولية نجاحه أو فشله، خاصةً أنه عمل مهم وكبير تاريخياً، وأُتيح له سخاء إنتاجي، وكان التريّث في تنفيذه من قبل الجهة المنتجة ضرورياً، وهذا نبّه إلى ضرورة أن يكون المنتج أيضاً مثقفاً بالتاريخ لكي يحسن اختيار النص والمخرج المناسبين، والمخرج الجيد يحسن اختيار كافة فريق العمل.
-من يختار في سوريا الممثلين المنتج أم المخرج؟
كل المخرجين السوريين يختارون الممثلين ولا علاقة للمنتجين بذلك أبداً.
-في مصر الأمر يختلف حيث يشارك البطل الأوحد أو البطلة الأولى في اختيار بعض الممثلين ويتدخّل النجم في تفاصيل النص أحياناً حتى يحصر الأهمية الأكبر بدوره.
لهذا تخرج بعض الأعمال المصرية هزيلة، لأن النجم يختار ممثلين يبرزون مقاس نجوميته، بينما في الدراما السورية تجدين عشرة نجوم صف أول في عمل فني واحد.
-أنت لا تخاف من مسلسلات البطولات الجماعية وتشارك بها دائماً، لماذا؟
لأنني فنان أثق بنفسي، وأملك ما أقدّمه ولا أخشى المنافسة.
-هل تعتقد أن سلاف فواخرجي ظلمت في "كليوباترا"؟
هي نالت الفرصة، وكان يجب أن يكون أداؤها أفضل، حتى النجمة العالمية إليزابيث تايلور لم تنجح بأدائه سينمائياً. فقد أُسندت إليها بطولته كممثلة جميلة ولم أقتنع شخصياً بأدائها. ورغم كل الأعمال التي قدّمت، لم يقتنع العاملون في سوق الإنتاج الفني أن الجمال وحده لا يكفي، فيظّلون عند اختيار بطلات الأعمال المهمة يختارون أسماء معروفة ومميزة بقسط وافر من الجمال، والتاريخ مليء بقصص قادة وملوك وعظماء أحبّوا نساء غير جميلات، لكنهنّ مميّزات بالكاريزما والحضور الروحي والأنوثة.
-أعلنت النجمة العالمية أنجلينا جولي عن نيتها في تقديم شخصية كليوباترا في عام 2012، فهل تتوقّع لها النجاح فيه؟
نعم، لمَ لا؟ الجيل الذي ربّته اليوم أميركا جيل نجوم قوي يمتلك الكاريزما والحضور، ولا يمتلك ذلك فحسب، بل يعتمد على الإبهار والتكنولوجيا حيث نرى أبطالاً عاديين جسمانياً يحقّقون انتصارات خارقة، والسينما الإيطالية العظيمة عبر مخرجيها المتميزين، وعلى رأسهم فيليني استعانوا بأفلامهم ببشر حقيقيين من لحم ودم وممثلين موهوبين، وكسروا حاجز النجم الوسيم الذي ترسّخ سابقاً بكلارك غايبل وجيمس دين عبر ممثلين ذوي ملامح عادية خالية من الوسامة.
-من أفضل مخرج نجح في إدارتك كممثل؟
حاتم علي وهيثم حقي والليث حجو الذي لي معه تجربة يتيمة، وهشام شربتجي الذي أعتبره مخرجاً ذا حدين وواحداً من أهم المخرجين الذين قدموا الدراما الكوميدية في سوريا. وكان يكتب اللوحات الكوميدية بنفسه ويمتلك الخيال، ورغم وقوعه في خلاف مرير مع ابنته نجح في النهوض مجدداً، ورشا شربتجي البارعة جداً في إدارة الممثل سواء كان مبتدئاً أو موهوباً.
-ما أهم أعمالك القادمة؟
أحضّر دوراً مهماً طالما حلمت به هو "دون كيشوت معاصراً"، ولم يصرّح لنا بعد بالحديث عنه، لكنّ صديقاً لي يكتب نصه بحساسية عالية. ومعروض عليّ دور الملك لير الذي عولج في السينما العالمية.
-وأخيراً، ماذا تقول لجمهورك؟
سعادتهم هي هدفي من عملي الفني، وهي جائزتي عن اجتهادي ومثابرتي كممثل.