مع انطلاق أول ليلة من ليالي مهرجان الدوحة الغنائي العاشر، سجّلت صالة مسرح الحي الثقافي «كاتارا» حضوراً كبيراً من الإعلاميين وضيوف المهرجان والجمهور الذي ملأ كافة مقاعد الصالة، التي ارتجّت تحت أقدامهم مع الرقص المتواصل وتجاوباً مع نجوم الليلة اللبنانية، التي كانت «على هوا لبنان»، كما هو شعار المهرجان. وقد شارك الجمهور الغناء مع المطربين، الذين قدّموا أحلى الغناء اللبناني. وكما لفت الغناء الجمهور، حاز الديكور المتميّز للمسرح على إعجاب الجميع، الذين انبهروا بهذا السخاء في التصميم والتقنيات المستخدمة فيه.
المركز الإعلامي نظّم مؤتمرات صحافية، كان أولها مع "شمس الأغنية اللبنانية" الفنانة نجوى كرم. وقد قدّمته المذيعة اللبنانية ريتا حرب، التي أُسند إليها تقديم كافة المؤتمرات الصحافية. استطاعت نجوى أن تجيب بكل هدوء على جميع الأسئلة، خصوصاً عندما سئلت عن الحملة التي تتعرّض لها في مصر لأنها ترفض الغناء باللهجة المصرية، فقالت: "أغني باللهجة اللبنانية لأنني لبنانية، لقد تعلّمنا من حب المصريين لمصر كيف نحبّ لبنان.. أعلنها وليعلم الجميع، لن أغنّي إلاّ باللهجة اللبنانية، فأنا لم أغنّ طمعاً بشهرة ولا بثروة، فقط غنيّت للبنان. وأغنيتي اللبنانية اشتهرت وانتشرت في مصر، والشعب المصري أحبّها، فلماذا يريدون وضع طابور خامس بيني وبينهم؟".
أما الموسيقار ملحم بركات، الذي عقد مؤتمره بعد نصف ساعة من مؤتمر نجوى، فقد شنّ هجوماً لاذعاً واعتراضات بالجملة، ليغادر المؤتمر غاضباً، فبعد أن أشاد بالنقلة العمرانية التي تشهدها قطر وبالمهرجان وعجز لسانه عن وصف حجم شكره للدولة القطرية على دعمها للفن والفنانين وتكريمها الفنانين اللبنانيين، على عكس الدولة اللبنانية التي لا تهتم، كما قال، بدأ بالردّ على الأسئلة، فقال إن الفنان قد يخسر فناناً آخر أو صديقاً أو صحفياً، لكن الفنان جورج وسوف خسر أهمّ شيء في حياته، فقد خسر صوته، وهو أهمّ ما يملكه الفنان.
وردّاً على سؤال "سيدتي" حول الأغنية اللبنانية التي تراجعت في كلماتها ومضمونها، سواء كانت اجتماعية أو سياسية، والصداقة بين الفنان والصحافي قال: "لا توجد اليوم منافسة ولا مبدعون في الفن، الأغاني صارت كلمات مركّبة لا أنغام ولا جمل مفيدة. وأنا مستاء من أن الإعلام والفضائيات، قلّلا من قيمة المواهب التي كنّا نراها سابقاً. وأرى أنه لا توجد صداقة بين الفنان والصحافي. وسبب تراجع مستوى الكلمات الغنائية يرجع إلى وجود دخلاء كثيرين على الفن".
وأبدى ملحم بركات اعتراضه على مساواة النجوم الكبار بالمبتدئين من المغنين، فقال: "ليس من المعقول أن تعرض أي قناة أغنية للفنان محمد عبده، ثم يتبعونها بأغنية لفنان مبتدئ". ثم، فجأة، وبدون سؤال، ارتفع صوته صائحاً قبل أن يختتم مؤتمره بشكل مفاجىء: "مش مسموح أنو اليوم سورية تطبب (تعالج) الفنان اللبناني والدولة اللبنانية صامتة" وغادر المكان والدموع تترقرق في مقلتيه.
بعد ملحم بركات، التقى الفنان اللبناني طوني حنّا الصحافيين، وكان اللقاء عفوياً، حيث أكّد طوني أنه يعتزّ بالمشاركه بهذا المهرجان، وأنه سعيد للتواجد في قطر. وقد رفض التعليق على مسألة خلافه مع المنتج والفنان ميشال ألفتريادس، مكتفياً بغناء العديد من الأغاني للحاضرين، ليختتم مؤتمره الصحافي بموّال لبناني من الدرجة العالية النبرة.
بعدها، أجاب ملحم زين على أسئلة بعض الصحفيين فقال: "أنا لست مع التعصب للغناء فقط بلهجتي اللبنانية (ردّ غير مباشر على نجوى كرم وملحم بركات وموقفهما من غناء الفنان بغير لهجته). فأنا في الوقت الذي أحافظ فيه على هويتي، أنوّع وأغني بالعديد من اللهجات، فأنا مع التنوّع وأن تظل الهوية للمطرب، كما أتشرف بالغناء باللهجة اليمنية، لأن الكلام الحضرمي قريب للهجة الخليجية، وقد أعددت العديد من الأغاني الخليجية للمهرجان"، وعن ألبومه الجديد قال إنه يفضل عدم ذكر تفاصيل عنه، مكتفياً بالإشارة إلى أنه يحتوي على مجموعة من الأغاني الخليجية.
أما الفنان أيمن زبيب فقد ردّ في مؤتمره الصحافي على كلام الموسيقار ملحم بركات حول عدم وجود فنانين لبنانيين يستحقون التقدير، فقال: "الأستاذ ملحم بيمون على الجميع، لكن الحقيقة أنه لو لم يكن مقتنعاً بنا، لما ارتضى أن نقف معه على المسرح هذا المساء ونغنّي معه في هذا المهرجان الكبير.
عبّر الفنان السعودي الشاب محمد الزيلعي في المؤتمر الذي عقد له قبل حفلته بساعات عن سعادته بالمشاركة في الدورة العاشرة لمهرجان الدوحة الغنائي، مؤكداً أن المهرجان يعدّ محطة مهمة في حياته، كما هو مهم على الصعيد العربي، وما يمكن أن يضيفه لكل فنان يشارك فيه، مهما بلغت شهرة هذا الفنان. ومعتبراً نفسه محظوظاً بهذه المشاركة، خاصة أنه سيغني في مهرجان يضمّ فنان العرب محمد عبده، الذي قال عنه إنه قدوته الفنية.
أبت ليلة الاحتفاء بالفن اللبناني أن تمرّ بسلام، رغم حرص اللجنة المنظمة للمهرجان، والتي ليس لها علاقة بما حدث في فندق "شيراتون" الدوحة بين المطرب اللبناني ملحم زين والإعلامي الدكتور جمال فياض، فقد قيل إن مشادة كلامية تطورت للتشابك بالأيادي بين الاثنين، وإن ملحم زين قذف جمال فياض بالصحن. فكسر الكؤوس ليتساقط الزجاج على يدي الإعلامي جمال فياض، الجالس بجانب الفنان ملحم بركات، وقيل إن شقيق زوجة ملحم تناول كأساً زجاجية وضرب بها فياض.
سألنا الزميل جمال فياض عمّا حدث بالضبط، فقال: "كنت أجلس بجانب الفنان ملحم بركات، فتحدّثت معي المذيعة ريتا حرب هاتفياً تطلب منّي الانضمام إلى مجلسها مع ملحم زين فقلت لها لو أن أخي بجانبك لما تركت ملحم بركات لأجلس معكما. بعد دقائق، جاء ملحم زين ليسلّم على الفنان ملحم بركات، الذي قال له قبل أن يردّ عليه السلام: "يا ابني تواضع شوي. أنت تمر بجانبي وتحتكّ بكتفي ولا تقول مرحبا. خليك ع الأرض شوي.. الغرور يقتل الفنان". ثم سألني بركات عن رأيي فقلت: "ما خصني، إذا تكلّمت فسأزعج بكلامي وأنا لا أريد أن أزعج أحداً ... ووضعت يدي على فمي دلالة على أنني لا أريد أن أتكلم. ثم ذهب ملحم زين وهو أحمر الوجه مخجولاً من هذا التأنيب، ليعود بعد أكثر من نصف ساعة ليقف أمامي وبيده صحن وهو يشيح به ويقول: "ليك. لماذا ترد وأنا أتكلم مع ملحم بركات؟ فقلت له إنني لم أتكلم، فعاد وكرّر كلامه فقال له ملحم بركات: "الزلمي ما تكلم" . قلت له: "من أنت لأردّ عليك. أصلاً أنا ماني شايفك، ثم من تكون لأردّ عليك؟. فقال: "أنا تاج رأسك". وراح يكيل الشتائم، فقلت له: "أنت تاج جزمتي" وإذا به يقذف الصحن ليتناثر الزجاج فوق يديّ، فتدخّل الحضور لفكّ الاشتباك بيننا، لأشاهد شقيق زوجته وهو يتناول كأساً ويضربني بها وتنكسر بين يديّ..
وعن الأسباب يقول جمال فياض: "أنا من توسّط له عند ناصر فقيه وسعيد طه ليشارك في برنامج "سوبر ستار" في تلفزيون المستقبل، والمطرب معين شريف توسط له لكي لا يخرج من المسابقة في الحلقة الثالثة (اسألوه). وساعدناه عندما بدت عليه علامات الموهبة. وبعد أن نجح، اتصلت به ذات يوم فأجابني شخص بأنه مشغول مع فخامة الرئيس، وبعد أيام كرّرت الاتصال فقال إنه عند دولة الرئيس. وهكذا.. فأهملته ولم أعد أتصل به. ومنذ ذلك الوقت، قرّرت ألا أكتب عنه لا خير ولا شر. لكن يبدو لي أن أحد المرافقين له كان موجوداً في المؤتمر الصحافي، عندما قالت له ريتا حرب: "هذا تواضع منك". فقلت هامساً وأنا أقف جانباً. أي تواضع هذا يا ريتا؟ أهو محمد عبد الوهاب وتواضع؟ ويبدو أن المرافق سمعني فنقل إليه كلامي. وهذا ما جعله يعود إلينا بعد أكثر من نصف ساعة، وكأنه ربط بين كلام الفنان ملحم بركات حول التواضع وكلامي، فاعتقد أنني من أوعز للفنان بركات بذلك.
تفاصيل أوسع تابعوها في العدد 1557 من مجلة سيدتي المتوفر في الأسواق.