راغب علامة «مستشرق» يثير الاستغراب!

راغب علامة «مستشرق» يثير الاستغراب!

 

إنه راغب علامة، نجم استطاع أن يجمع حوله النقّاد والجمهور، فهو متنوّع و«حرّ» لا يخضع لشروط الإنتاج «المدجّن» للفنان، وهي حالة منتشرة في الساحة الفنية. متجدّد، يلاحق خطوط الموضة الفنية، ينوّع في إنتاجه بين اللهجات المصرية، واللبنانية والخليجية، وآخرها كانت أغنية «سرّ حبي» وعمرها سنتان. جاءت الأغنية على جناح السرعة إلى الإذاعة والتلفزة والجمهور، خاصة بتلك اللمسات الفنية التي أضافها مخرج «الفيديو كليب» شادي يونس، مقارنة «بفعلته» الجديدة أي مشاركته عن بُعد للفنانة شاكيرا في أغنية (good stuff) التي لم تزد إلى رصيده أي شيء سوى أنها كانت خطوة ناقصة، أظهرت راغب كغربي يعرف عن العرب والشرق قصص الحب المحرّم وركوب الجمل وتعلّمه كلمة يالله يالله يالله، بلكنة غربية!!

من خلال مشاركته النجمة العالمية شاكيرا أغنياتها الجديدة، الممتلئة بسحرها الخاص، يضع راغب نفسه وسط هذا العمل، معتقداً بأنها «فرصة للعالمية» أو قفزة في السوق المحلية، لتأتي هذه القفزة في الهواء.

لم يضف راغب إلى الأغنية أي جديد، سوى تداخل صوتي غير مدروس، خاصة تلك الكلمات المستخدمة على طريقة مستشرقي السياحة (حبي وحياتي).

قد تكون شاكيرا ذات يوم استمعت، عن طريق المغتربين اللبنانيين الذين رقصوا، أو استمعوا إلى أغنيات راغب علامة المنتشرة في العالم، فمنذ إطلاقه لمجموعة أغانيه الأولى «يا بنت السلطان» و«راغب بقربك أنا راغب» و«اشتقنالك» وغيرها، نجد أنه من الفنانين المحافظين على موقعهم الجماهيري والفني، وقد شكّلت مشاركته لفنانين آخرين إضافة لهم، كما فعل مع إليسا في أغنية

«بتغيب بتروح»، في حين جاءت مشاركته مع الشاب فوديل متعادلة، حيث أنه نجم لبناني وفوديل نجم جزائري معروف في الأوساط الفرنسية بحدود، وهذا ما حقق له التوازن. أما هذه التجربة فقد تترك أثرها على راغب بشكل سلبي، حتى يأتي بعمل جديد يزيل هذه (الزلقة) الفنية، فشاكيرا صاحبة أغنيةgood stuff  نجمة محببة ومتألقة كعادتها، وليست بحاجة لأي مساندة، اجتاح صوتها الجميل العالم ليصل إلى الذروة في الاحتفال العالمي بكرة القدم، ليزيد من حماس اللاعبين والمتفرجين، لكن هذا لا يقلّل من خصوصية راغب عند معجبيه، وهم كثر في العالم العربي الذي سيجد صعوبة في اكتشاف مواهب تراعي شروط الذوق في إنتاج الأغنية، كما كان يفعل راغب علامة.

 

«صوت» سمية الخشاب سيعرقل مسيرتها الغنية


إذا كانت هند صبري «عايزة تتجوز» فسمية الخشاب «عايزة تغني».. 30 حلقة لتظفر هند صبري بالعريس، وسمية يلزمها 30 سنة كي تغني. بدأت سمية مسيرتها السينمائية بنضوج لافت،  فهي ممثلة  لها وقع خاص، وحضور أنثوي  يملأ الشاشتين الصغيرة والكبيرة، فأفلامها التي شاهدناها تثبت ذلك، لكن علينا دائماً أن نتذكر أن الممثل هو شخص آخر، ليس من نشاهده على الشاشة.

فسمية بأدوارها  كانت تلك الفتاة «المقهورة» كما في فيلم «حين ميسرة»  بـــإدارة المخــرج خالــد يوسف،  واتسعت فرصتها  في فيلم «عمر حرب» لتأتي بشخصية  منزلقة من القهر والحرمان، وهي التيمة المكررة في السينما المصرية، لكن برؤية فنية جيدة ومقبولة من الجميع، إلا أن سمية  سرعان ما غابت  وتفرغت ولو قليلاً  لـ «الغناء»!  كان لا بدّ من  المقربين أن يمنعوها من هذا التصرف «المتهور»، كما فعل ذلك في الماضي الفنان صلاح السعدني حين نصحها  بتأجيل مشروعها الطربي أو التنازل عنه  والتفرغ للتمثيل..  فقد اختلط الأمر على سمية، وكأنها تمثّل أنها مطربة ! تحرك فمها  وترقص تحت «رعاية» المخرج يحيى سعادة اعتقاداً منها أنها ستمسك المجد من أطرافه.. لعلّها  انطلقت من تجارب سابقة نجح فيها قليلون بعد انتقالهم من التمثيل إلى مجال الطرب، فيما الحقيقة أن المطربين كان حظهم أفضل في الانتقال إلى  التمثيل،  كما عبد الوهاب،  وأم كلثوم «أحياناً»، وعبد الحليم حافظ، وأسمهان،  وليلى مراد. لكن، من الممثلين الذين تحوّلوا إلى الطرب لا أعرف أحداً سوى سمية، وكنت أفضّل أن أبقى على معرفتي بها كممثلة. في التحليل المباشر لهذا التحوّل،  نجد أن البحث عن الشهرة بأي ثمن  هو الهاجس عند بعض الفنانين،  ونرى أيضاً  أن تراكم الأموال  في الحسابات قد يدفع أصحابها إلى تصرفات غير مسؤولة،  وهذا متعارف عليه  عند (حديثي النعم) الذين تسقط عليهم ثروات  لم تكن يوماً في الحسبان، ما يؤدي إلى اختلال التوازن وقد يتسبّب في الوصول إلى المجهول..