mena-gmtdmp

العدو الأول للأمم 

لمى بنت إبراهيم الشثري

يخضعُ مفهومُ المعرفةِ لتحوُّلٍ مستمرٍّ، تفرضه الأزمانُ ومتغيراتها. كانت الأميةُ في وقتٍ مضى تتلخَّص في عدمِ القدرةِ على القراءةِ والكتابةِ بأي لغةٍ، وهي في الغالب مرتبطةٌ بالفقرِ والدمارِ اللذين تخلِّفهما الحروبُ، أما في عصرنا الحالي، فقد أصبح الجهلُ التقني العدو الأوَّل للأممِ، وتمتدُّ خطورته إلى غيابِ المعرفةِ بالاستخدامِ الآمنِ للأجهزةِ الذكيةِ في عديدٍ من جوانبِ الحياة. 
في الثامنِ من سبتمبر من كلِّ عامٍ، يحتفي العالمُ بـ "اليوم الدولي لمحو الأمية"، الذي يمثِّل فرصةً لتسليطِ الضوءِ على المجهوداتِ العالميةِ على مستوى الحكوماتِ والجهاتِ المختصَّةِ، والأفرادِ للتصدِّي للأمية. 
وبهذه المناسبةِ، أفردنا لكم في صفحاتِ العددِ ملفاً عن الأميةِ بشكلها الحديثِ في عدمِ القدرةِ على التعاملِ مع التسارعِ التقني الذي نعيشه. حدَّثتنا عن ذلك الدكتورة نجيمة غزالي، أستاذةٌ جامعيةٌ ووزيرةٌ سابقةٌ للتربية والتعليم في المغرب قائلةً: إن "التطور في مجالِ الـتكنولوجـيا الحديثةِ والرقميات، أدَّى إلى ظهورِ أميَّاتٍ جديدة، تفرضُ نفسها على الحكوماتِ العربيةِ، وتدفعها إلى ضرورةِ إعادةِ النظرِ في البرامجِ التقليديةِ لمحو الأمية". 
في السياقِ ذاته، دشَّنت المملكةُ العربيةُ السعودية عصرَ الابتكارِ الرقمي بالإعلانِ عن أوَّل رقاقةٍ إلكترونيةٍ ذكيةٍ محليةِ الصنعِ خلال الحدثِ التقني Launch KSA، الذي يعدُّ الأضخم من نوعهِ في المنطقةِ. 
المبادراتُ التي أطلقتها الفعاليةُ، مثل "مبادرة طويق"، و"أكاديمية سدايا"، ستسهمُ في قفزاتٍ معرفيةٍ من خلال تدريبِ الكفاءاتِ، وتعزيزِ مستقبلِ القوى العاملةِ في عالمِ البياناتِ والذكاءِ الاصطناعي، لتحقِّق "رؤية 2030" بأن تصبح السعوديةُ من أفضلِ خمس دولٍ في هذا المجال.