هل سألت نفسك يوماً إلى أي طبقة تنتمي؟ وكيف تم للمجتمعات والسياسات تحديد الطبقات الاجتماعية؟ وهل وصف طبقة دون أخرى يقتصر على المال أم على نمط الحياة؟ وهل المال يؤثر على نمط الحياة والطبقية؟ وهل يتغير مستوى الطبقة مع الزمن؟ أسئلة كثيرة تجعلنا نعيد النظر إلى طبقاتنا الاجتماعية، إذ يخلط كثير من الناس بين الطبقة الاجتماعية ومستوى الدخل، فهل يخرجك الدخل المرتفع من تصنيف إلى آخر؟ وهل من الممكن أن نقسم أفراد العائلة الواحدة إلى فئتين حسب مدخولاتهم السنوية؟
لو أمعنا بنظرة فاحصة وشمولية على دخل الطبقات الاجتماعية ونمط الحياة، فمن الممكن أن تكسب 500 ألف ريال سنوياً وتكون من الطبقة العليا، وقد تكسب مليون ريال سنوياً وتكون من الطبقة العاملة، ما يجعل الطبقة الوسطى فئة اجتماعية لا تعّرف بمبلغ محدد من الدخل أو صافي الثروة، لذا فإن مليونيراً من الممكن أن يكون من الطبقة العاملة، فمثلاً أصحاب محلات صيانة السيارات على الطرق البرية، وشركات التخلص من القمامة، غالباً ما تكون النظرة الاجتماعية إليهم بأنهم عاملون، على الرغم من أن مدخولات أعمال الصيانة وتصليح السيارات من الممكن أن تصل بك إلى مستوى الطبقة العليا مادياً، ومع ذلك ستظل مسائل أخرى تميز الطبقات المجتمعية .
في الواقع إن الدخل مهما قل أو كثر، والطبقة الاجتماعية؛ أمران مختلفان تماماً، فالطبقة الاجتماعية مرتبطة بأمور كثيرة أبرزها توارث الثقافة عن الأهل والتعليم والقيم وفن التعاملات الاجتماعية، وليس بالمبلغ الذي تجنيه، وهناك علاقة مؤثرة كذلك وهي العامل بين الدخل والنفقات، فالعالم المخملي ينفق أكثر بكثير من المتوسطي في المصروفات اليومية، كمان أن للضغط الاجتماعي تأثير في تحديد نوع المصروفات الاستهلاكية، ومن الممكن أن يدرج أصحابه ضمن دائرة مخاطر الديون الشهرية، فشراء ساعة أو سيارة للمحافظة على مظهر بمستوى معيشي محدد من الممكن أن يتسبب في جعل أحدهم على شفا حفرة من أصحاب الدخل المنخفض.
إن الضغوطات الاجتماعية متباينة من فئة إلى أخرى، فثقافة الاستهلاك مختلفة عن الترفيه، والنظرة المجتمعية غالباً ما تصنفك بما يبدو عليك ظاهرياً، ولو أننا ركزنا على نمط الحياة العامة وجودتها سيتساوى نمط الحياة بين الطبقات، وستتلاشى تدريجياً المظاهر، ففي المدن الغربية المتقدمة نكاد لا نجد فروقاً ظاهرة بين الطبقات، فوجودك في الشارع أو الحديقة أوالنوادي الرياضية المفتوحة سيجعل منك صورة متساوية مع غيرك، لذا يختفي التميز بين طبقات المجتمعات، حيث إن الأنظمة ونمط الحياة العامة هي التي تحدد الطبقة وترفع من مستوى الطبقات المعيشي، فجاذبية التعامل وأسلوب الحياة هو المظهر والمقياس الاجتماعي لديهم.
إن النظر في جودة ونمط الحياة هو الذي سيحدد طبقة المجتمعات، وإن لم تكن هناك معايير اجتماعية ستظل المظاهر هي التي تصنف مجتمعاتنا.