لا شيء يفصلنا سوى عيون الجارات، والقليل من النسمات، وابنتك التي أنجبتها في ليلة شق صراخك قلبي، وأمك التي أصرت على نبذ الطين الذي جئت منه!
هل ينبذ الطين طيناً مثله؟
كل شيء يفصل بيننا إلا الخيط الذي يربط قلبي بقلبك حين أكتب الشعر، تتجولين حاضرة في ذاكرتي، فأجردك من كل قيم مجتمعية تحرسك وأتعمد نشر الشعر، لتمارس الفراشات في حياتك مهمتها.. لان كل امرأة تعلم كل كلمة كُتبت من أجلها..
لا الموسيقى تشغل بال الحديقة
مثلما تشغلين باله في خلفية قلبه
التي يخفض صوتها
حتى لا يسترق أهله السمع
وهو يلفظ اسمك في أحلامه
وهو يتلو اسمك في الصلاة
اسمك الذي تعلم نطقه الصحيح مؤخراً
ولا يعنيه المستقبل دونك
وإن تحطمت جرار الأحلام
التي حوشها منذ طفولته
يود أن يكون نجاراً
ثم حلم أن يكون قبطاناً
مؤخراً أراد أن يكون بستانياً لأجلك
ليراعي إزالة الشوك من قلبك
دون أن يؤلمك
يستميل القدر لأن يرسل لله برقية
أنه يريد أن يفترش عالمك
وأن ينتصر في هذا الحب
الصامت حين يدعو أمه أن تطلب يدك
ليستطيع إمساكها أمام الناس
البلهاء الذين لم يسيروا في طريق الحب
ولكن جاءته الفاجعة
حين رفضت أن يكون الأمر
من دون علمك وشائعة أن أهلك
لا يزوجون فتياتهم
لرجال حلموا بهن..
ماذا أفعل الآن وكل بساتين روحي
ذبلت حين قلت: لا
من دون أن تعلمي أنك أطفئت عينيَّ
كما تطفئين مصباح الرغبة كل مساء
وفجأة يُكتب قيد عمرك على رجل لم تحلمي به، وتنجبين فتاة تُشبهك، تصطدم دراجتها النارية فيّ وتعتذر قائلة آسفة عمو، كان عليها أن تكون بابا، لكنه الزمن وفعلته المعتادة..
وتمرّين فأكتم الآهات التي يضعها الليل في صدري، ويمرّ العمر وأصبح المجنون الذي حلم بالحياة من دون أن يعيشها..
يأتي وقت على الإنسان يُدرك فيها قيمة مشاعره التي سبقته إلى مقبرة الماضي، هو لم يمت، ولكنه الموت السائر فيك والذي تُحييه الأماكن.. لقد مرني الموت كثيراً، ولم يأخذني معه، وفي ليلة أخبرت ابنتك قصتنا، مت وبلعت قلبي حين عادت تقول إنك لا تعرفين عن هذا الحب شيئاً!
نشنق الكلمات، كي تقول ما تخفيه من دون أن تستخدم حنجرتها..