نعم لاتزال تتذكرك، تتذكر رائِحة ملابِسك حين مررت بجانِبها للوهلة الأولى، تتذكر رعشة عينيك حينما نظرت إليك البارحة، وتتذكر لون بنطالك حينما كُنتُ واقفاً على الجهة الأُخرى من الطريق، نعم.. إنها تتذكرك من قِمة رأسك وحتى أخمص قدميك، ومع ذَلِك، لا تُبالي..
هُنالك اختلافات كثيرة بين طِباع السيدات والرجال، في الحديث، في التفكير، وفي السلوكيات الحياتية، لَكِن مِن أبرز ما يُميز المرأة عن الرَجُل، هي تلك الذاكرة العجيبة، إنها تَعمَل كمُسَجِل رقمي لِكُل ما يدور حولها، إنها تلاحظ ما لا تستطيع عين الرَجُل أن تلمحهُ، وتَحتفِظ بها في ذاكِرةٍ من ذهب.
يبدو أن طبيعة تِلكَ الذاكِرة الأنثوية هي ما تجعل المرأة أكثر تفاعُلاً بعلاقتها مع الرَجُل، إنها تتذكر اشتياقه إليها، اهتمامهُ بها، احتضانه لها، حديثهُ معها، تتذكر حتى معاني نظراتهُ وآثارِ ذَلِك عليها.. إنها تتذكر كُل أحداث حياتِها معهُ طوال سنواتٍ مضت كأنها البارحة..
ولهذا، ينبغي على الرَجُل أن يكوُن حريصاً بالتعامُل مع كُل امرأة، فخطواتهِ تُحسَب.. ونظراتهِ تُراقَب.. وحروف كَلِماتهِ تُرَتب وتُسمع جيداً.
الحقيقة أن مُرادِف الماضي هو الذاكِرة بعينها، فإذا أحببت أن تُراجِع ما قد مضى مِن أيام حياتِك، فاسأل أقرب امرأة إليك، وستُخبِرك بأحداثٍ مِن أعلى رفوف النسيان، ستُخبرك بحقائِق لطالما كُنت تتهرب مِنها حتى أهلكها عقلك نسياناً.
إنها تتذكرك، تِلكَ التفاصيل التي يحتاج عقلك لدقائق حتى يستوعبها، فهي قادرة على مُلاحظتها في ثوانٍ معدودة، وتخزينها بذاكِرةٍ لا تتأثر بمرور الزمن، فكُن ودوداً بتعامُلك مع المرأة، حتى تكون سِجلات حياتِك في عينيها بيضاء، خالية من الآلام، وفيها مِن الحُب والاهتمام ما يكفي.. لتُضيء ابتسامتها حينما تنظُر إليك..