شارفت العطلة على الاقتراب بعد عام من المثابرة في الدراسة والعمل، وبدأت أحاديث الناس تتصاعد عن مخططاتهم خلال فترة الإجازة الصيفية، ما بين المكوث في أرض الوطن، والحيرة من المجازفة بالسفر، فبعد تفشي الفيروسات عالمياً، والمحاولات غير المحدودة للحد من انتشارها، قلّت عزيمة الناس، وعلى الرغم من صرامة التدابير اللازمة لحماية المسافرين، وسبل الوقاية وحملات اللقاحات المعززة، إلا أن توجس البعض غلب الأكثرية.
كان لردود أفعال الناس المتذبذبة حول العالم أثر في انخفاض أسعار الخدمات السياحية لأجل استقطاب أكبر قدر من الزائرين، وعلى الرغم من أن مشاهدة معالم دول العالم حلم كبير للسائحين، إلا أن ذلك لم يكن ميسوراً للزائرين السعوديين سابقاً؛ لما في ذلك من عناء في تقديم تأشيرات السفر ما بين حجز مواعيد التقديم، وزيارة السفارات والقنصليات، وقلق الانتظار لمدة أسابيع، وعمليات الفحص والتمحيص؛ للحصول على تأشيرة زيارة الدول الأوروبية أو الأمريكية، وعلى الرغم من كثرة شركات الطيران العالمية ومواعيد الرحلات المتفاوتة، إلا أن مجتمعنا لم يعتد تنسيق السفريات الخارجية اعتباطاً، لكونها مقرونة بسهولة أو صعوبة الحصول على التأشيرات.
وبعد مرور كل تلك السنوات التي عانى فيها الجميع من صعوبة الأمر، تقدمت المملكة المتحدة ولأول مرة في تاريخها الدول الأوروبية بقرار الإعفاء الإلكتروني من تأشيرة الزيارة، عن طريق تعبئة نموذج عبر الإنترنت دون الحاجة إلى زيارة مركز تقديم التأشيرات، والحصول عليها إلكترونياً وفي وقت قياسي.
لعل التراجع في أرقام حركة السفر الجوية، وانخفاض المبيعات، وتكثيف الأنظمة، أدى إلى إعادة النظر في المعوقات السابقة، فما قدمته بريطانيا اليوم، سيؤدي إلى تلاشي صعوبات معاملات التأشيرات تدريجياً في المستقبل القريب وإنهائها بطريقة أكثر جدوى وأعم نفعاً.
إن التراجع الاقتصادي الذي شهده العالم في قطاع السياحة، أعاد النظر إلى الزائر السعودي بزاوية مختلفة، بعيدة عن المنظور الضيق القديم، باعتبار جوازه يعكس الريبة من حامله بعد تفشي عمليات الإرهاب العالمية، إلى أن يصبح جوازه اليوم قوة اقتصادية عظمى مرغوبة دولياً.
هذه الصورة العالمية الجديدة للشعب السعودي واعدة، فالنظرة الشمولية المشرقة بعد التحولات والتغيرات المستمرة على الصعيد الداخلي والسياسي الخارجي، جعلت من اسم مملكتنا أيقونة للنمو الاقتصادي، ومكانة مميزة بين دول العالم الأكثر تنافسية.
تأكد عزيزي المسافر قبل الصعود إلى الطائرة أن الرؤية الوطنية السعودية جعلت من جوازك الأخضر السعودي مكانة اقتصادية عالمية، أنت صورتها.