mena-gmtdmp

فنُّ الإصغاء 

لمى بنت إبراهيم الشثري

في داخلِ كلٍّ منَّا صوتٌ، يُرجَّح غالباً أن يكونَ صوتَ الحقيقةِ، يتسلَّلُ خفيةً من القلبِ إلى العقلِ، ليطرحَ فكرةً مجنونةً، تُشعِرنا بنبضِ الحياةِ، كما لم نعرفُه من قبل. نسمعُه في لحظاتٍ نادرةٍ، يهمسُ بأمنيةٍ عظيمةٍ إبداعيةٍ، تتجاوزُ كلَّ الإمكاناتِ التي نراها بأعيننا، وندركُها بأذهاننا. 
الإصغاءُ إلى هذا الصوتِ فنٌّ، لا يتقنُه إلَّا أصحابُ الهممِ العاليةِ، الإيجابيون، المستبشرون بالنجاحِ على الرغمِ من كلِّ الظروفِ، الذين يعملونَ بمقولةِ الفنانِ العالمي بانكسي: "عندما تشعرُ بالتعبِ، تعلَّم أن تستريحَ لا أن تستسلم". 
أفردنا لكم في صفحاتِ العددِ ملفاً مع ثماني شخصياتٍ من أصحابِ الهممِ في الوطنِ العربي ممَّن حوَّلوا إعاقاتِهم إلى إنجازاتٍ، فاقت التصوُّر، وسطَّروا قصصَ نجاحٍ ملهمةٍ لنا جميعاً. 
كان العطاءُ الدواءَ في حياةِ الإماراتيةِ أمل أحمد، لاعبةُ رياضةِ البادل، التي حاربَت بؤسَها جرَّاء عدمِ قدرتِها على السيرِ مجدداً بالعملِ ناشطةً اجتماعيةً في القطاعِ الخيري، وقد زارت على كرسيها المتحرِّكِ خلال مسيرةِ أربعِ سنواتٍ مخيَّماتِ اللاجئين، ومناطقَ في سيريلانكا والهند وإفريقيا للإسهامِ في بناءِ ملاحق طبيةٍ، لتكون أوَّل شخصيةٍ من أصحابِ الهممِ، تتجاوزُ مبادراتُها 1000 ساعةٍ تطوعية. 
التقينا أيضاً لولوة العبدالله، المذيعةَ السعودية وأوَّل كفيفةٍ تعملُ في إذاعةِ جدة في المملكةِ العربيةِ السعودية، حيث تخرَّجت في كليةِ الإعلامِ بمرتبةِ الشرفِ، وتقومُ إضافةً إلى عملها مذيعةً بتدريبِ خريجاتِ كليةِ الإعلامِ، وتسهمُ علمياً في أوراقِ العملِ والبحوث. 
وعلى النهجِ نفسه، حصدَ عبدالرحمن القرشي، لاعـبُ المنتخبِ السعودي لألـعـابِ الـقـوى لـذوي الإعاقة، في الألعابِ البارالمبيةِ الأخيرة "طوكيو 2020" الميداليةَ البرونزية لسباقِ 100 متر كراسي متحركة، ليضيفَ إنجازاً جديداً إلى رصيدِ السعوديةِ في الألعابِ البارالمبية. 

الأحلامُ الكبيرةُ متعةٌ، تتلذَّذُ بها النفوسُ المتفائلةُ، والعزمُ على تحقيقِ الهدفِ لا يمكن أن يخذلَ أي مجتهدٍ.