لا داعي أن نستبدل نوافذنا، لنستقبل السنة الجديدة من جهة أخرى، ما الفائدة إذا كان يعيش في محاجرنا منذ الأزل.. لست وحدك تحصي النجوم، لست وحدك التي توقفت عن العد متعبة لأن الشعر لا يتوقف عن الركض في خاطرها..
لكل بيت سيدة، ولكل سيدة جرح، ولكل جرح ليل، ولكل ليل سيدة تترأسه وتجدل له ضفائر، لكل ليل ندبة، ولكل ندبة روح، ولكل روح جرح يسكن السيدة التي تنتظر الصباح في لوحة حياتها..
الليل مشترك بين كل نساء الأرض، ليل مظلم بأرضية قاحلة، ومرايا النجوم تعكس صور الأحبة، وجروح تُظهرها تعرجات الفم، وسائد مخبئة بالدمع، سهام منزوعة من القلب، قبلات محنطة، مقادير الجرح معدة لليل يطول، مكروه الليل في أرواحهن، لأنه يجيء بالوحدة التي تعتلي صدورهن من دون أن تمتد اليد التي يحلمن بها لتسلب القلق من جوف القلب الذي يُعد فجيعته، الليل نهر الدموع الذي لا يجد مجراه، الجسد الهابط من السماء من دون أن يجد يداً تتلقاه، الليل جرح يأخذ في القلب جولته..
جميع السيدات يأملن في خلع هذا القلب كما يخلعن ملابسهن، أن يضعنه جانباً ليمر الليل بلا سهاد، وفي الصباح يعاودن ارتداءه بخفة..!
القلوب عالقة، في سديم النجوم، مشوار طويل يسرن به حفاة، والقلب يؤلمه أن يسير على انكساره، ليل يطرح الأسئلة، يقلب المسألة، يخرج من نطاق الزمن، الليل عقوبة لمن لم يترك جراحه مواجهة للريح..
ليل خارج المنافسة، الليلة يكشفن تعويذة تسكنهن ويرددن على النوافذ بصوت واحد لا أحد يسمعه سوى الفجر الذي يقترب:
- من الذي صب الغراء على قلوبنا..؟
مهمة الليل أن يحول قلوبنا لساعة رملية بانتظار من يكسرها قبل أن ينفد الوقت..
الليل سؤال طويل، يفر من قبضة الإجابة عند حلول الصباح.
لست وحدك تجربين الليل، لقد فر من عيون نساء كثيرات وقد حان دورك.. في بداية العام يتأملن أملاً جديد، أماً، فتاة، امرأة، نعم جميعهن على أعتاب عام جديد يأملن أن يكن أفضل لقلوبهن.
لذلك لن أردد كل عام وأنتن بخير؛ بل عام جديد أدعو الخالق أن ينشر الحب والجمال والسلام على قلوبكن.