mena-gmtdmp

منذ أزمان بعيدة دأب الإنسان على رسم قصص على الصخور وجدران الكهوف، روى من خلالها أحداثاً حقيقية، وعبّر عن أمنيات خفية. تطورت القصص المصورة عبر العصور، ولا تزال حتى اليوم مرآة صادقة تعكس الثقافة المعاصرة للشعوب وتطلعاتها نحو المستقبل. تلعب القصص والرسوم المتحركة دوراً مهماً في تنوير خيال الأطفال للإبداع وتعزيز قيم العزيمة والعمل والصداقة. مواليد السبعينات والثمانينات في الوطن العربي، أسرتهم رموز لشخصيات مصورة من رسوم "المانجا" و"الأنمي" اليابانية، التي احتلت مكانة كبيرة في طفولتهم وحتى الكبر؛ ولعل أشهرها مسلسل "عدنان ولينا" الذي تمت دبلجته عام 1981 إلى اللغة العربية، ليصبح أيقونة تثير الحنين حتى اليوم.


في خطوة رائدة، أطلقت المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام "مانجا العربية"، لدعم المحتوى الإبداعي الهادف باللغة العربية، من خلال تنوع الأفكار وجودة التقنيات الحديثة. سوف تحقق "مانجا العربية" المعادلة المطلوبة عبر توظيف فن المانجا، معشوق الملايين في العالم العربي، لتحفيز الخيال لدى الأجيال من مختلف الفئات العمرية، وتنمية حب القراءة لديهم، مع تسليط الضوء على المبادئ السامية في مجتمعاتنا العربية.

كما سوف تفتح الأبواب لمن لديهم الشغف 
بـ "المانجا" للانضمام إلى عالم صناعة المحتوى، والمساهمة في وضع هوية خاصة لـ "مانجا العربية". 


وفي ذات السياق، تستعد المدارس في السعودية لإدراج الفنون والموسيقى ضمن مناهج التعليم، بداية من العام الدراسي الجديد 2021-2022 في خطوة تواكب الازدهار الثقافي والفني في المملكة. عدا عن أن الفنون والموسيقى غذاء للروح، وبهجة للقلب، فهي أيضاً وسيلة علاج، يستخدمها المختصون في علم النفس. حدثتنا أمل الحامد الاختصاصية النفسية عن ذلك بقولها: "الفن لغة العالم المشتركة، ونحن بوصفنا بشراً عندما نحاول توجيه أطفالنا إلى سلوك حسن، نقوم بتقديمه من خلال قصة وحكاية نسردها، ويعد ذلك ثاني أنواع الفنون المستخدمة في علم النفس".