من الذي صب الغراء على قلبي؟
كثيراً ما نصبت لنفسك قالباً ووضعت نفسك فيه..
ماذا عن الجنون؟
يليق بي كثيراً، لكنه رذيلة ممارسته أمام هذا العالم، يعاقبونك بالنفي، كأنه عالم عاقل..!
في محاضرة الشعر، عندما تحدث دكتورنا عن العالم الميتافيزيقي، أحببت الموضوع وتسللت للجنون أمارسه وحدي، ليس لي علاقة بالعالم من حولي، العالم الذي يقتل بعضه بالمؤتمرات..
يحلل الدكتور أشعاراً لأناس موتى، ويتصيد في فكرهم من دون أن يفلح في توصيف شعورهم، فهو يبدأ تحليله بالشك، ينصرف عقلي من صوته الذي يبعث على الملل، وأسأل نفسي:
- هل تعلم ساعة الحائط أنها مسجونة ومقيدة طوال عمرها على حائط؟ وأنها إذا انتهت بطاريتها لم يتنبه إليها أحد إلا لو أهمه معرفة الوقت!؟ ألا تشعر بالغثيان من دورانها حول نفسها؟ تموت وتحيا في ثانية، لا معنى لها إلا لو صنعنا لها حدثاً يلازمها..!
الكرة الأرضية ستقلب بنا يوماً، وسنرتعب لأننا اعتدنا على أمان مخادع..
- هل تعلم المرآة أنها لا ترى نفسها، خلقت لتشبع من ملامحنا وتتشرب مآسينا، وننقل لها عدوى البؤس، وهي الأجدر بأن نسألها كل صباح: «كيف حال البؤس فينا؟».
- كيف لا يُبصر الإنسان أخطاءه؟ كيف يمُهد له عقله أنه الصح الوحيد وسط مجموعة احتمالات أخرى؟
- كل هذا السور حولنا، ضرب من حجارة!
- لا مكان لتخبئه الأسرار، وأنها سيجيئ يوماً تنقلب على صاحبها، إنك مهما خبأت الأسرار، ستنضج ويحين وقتها لتخرج وحده من صناديق العمر التي أحكمت إغلاقها..
- الباب الطويل العريض لا يفتح نفسه، وبإمكان نسمة ريح صفعه متى ما شاءت! لا تبحث عن تعريف للضعف سوى هنا.
- لم ألحظ مسبقاً النور في غرفتي يتحول لقوس قزح.
- كتبي، بداخلها أبطال، لم لا يخرجون لنتصادق؟
- التحف الصغيرة في درج مكتبي، لم تكبر بعد، مع أنني بالحب أغذيها!
- مستحيل.. ما أغرب هذه الكلمة التي تمنعك من كل المحاولات.
والورق لم ينته، كلما كتبت عليه، أتاحت لي السطور متسعاً..
أليس لكل شيء عالم؟
لم لا أنتمي!!؟