على الرغم من اعتقاد البعض أنَّ التعرُّق والألم العضلي إشارتان ملموستان إلى "الإنجاز الرياضي"، إلَّا أنَّ الحقيقة هي أنَّهما لا يدلَّان ضرورةً إلى فعاليَّة التمرين المؤدّى، فقد ترتفع درجة حرارة الجسم بسبب المكان الذي يؤدي فيه المرء نشاطه البدني أو الملابس التي يرتديها أو الاستعداد الجيني إلى التعرّق أو تناول الطعام قبل وقت قليل من ممارسة التمرين أو الهرمونات أو القلق أو التوتّر أو الحماس...
صحيحٌ أنَّ التعرّق قد يكون مؤشِّرًا إلى ممارسة تمرين قوي، لكنَّ هذا الأخير لا يعني التقدُّم في البرنامج الرياضي بهدف اللياقة، فإذا كان المرء يُمارس الرياضة في بيئة باردة، مرتديًا ملابس ماصَّة للرطوبة، فحتى لو كان التمرين قاسيًا، فلن يكون التعرّق كثيرًا.
ماذا عن وجع العضلات؟
عندما يتحدَّى المرء عضلاته عن طريق رفع الأوزان مثلًا، فإنَّ الضغط البدني يولِّد قطرات مجهريَّة صغيرة في ألياف العضلات. وبفضل التغذية المناسبة والراحة، يقوم الجسم بإصلاحها وإعادة بناء العضلات بشكل أكبر وأكثر قوَّة ممَّا كانت عليه من قبل. وعادةً ما يكون الألم المفرط مؤشرًا إلى واحدة أو أكثر من الحالات الآتية:
• القيام بتمرين جديد، أو معاودة أداء تمرين لم تقومي به منذ فترة.
• تطبيق ضغط أكثر على العضلات، كاستخدام وزن أكبر، أو أكثر من الحجم الكلّي، أو قضاء وقت أطول تحت وطأة التوتر.
• قضاء وقت طويل في وضعيَّات "غريبة" على الجسد، ممَّا قد يولِّد المزيد من الضغط على ألياف العضلات، ويؤدي إلى آلام العضلات.
• إذا كنت تتألَّمين باستمرار، فمن المُحتمل أنَّك لا تتعافين جيِّدًا من التدريبات، وقد يرجع الأمر إلى النقص في البروتين لإصلاح العضلات، والنقص في السعرات الحراريَّة الكليّة، وقلَّة ساعات النوم، والتوتر الزائد...
بدلًا من أداء رياضة شاقَّة، تدعو نصيحة الخبراء إلى اختيار حصَّة أكثر قصرًا أو خفَّةً، أو اتباع دروس اليوغا، أو قضاء بعض الوقت في الهواء الطلق. أمَّا إذا كنت تشعرين دائمًا بالألم الشديد بعد التمرين، فانتبهي إلى كمِّ البروتين الذي تستهلكينه، فقد يكون غير كاف، وأيضًا أولي ساعات النوم عنايةً.
في الخلاصة، من المعتاد مواجهة الألم بعد ممارسة تمرينات قويَّة، لكن هذا الألم يجب أن يتناقص لمجرَّد اعتياد الجسم على البرنامج، لذا من المستحسن مراجعة الجوانب الأخرى في حياتك التي قد تؤثِّر في التعافي والشفاء
لا للمبالغة...
من جهةٍ ثانيةٍ، تظنُّ نساء كثيرات أنَّ المبالغة في أداء التمرينات الرياضيَّة، والمزيد من الانضباط في هذا الإطار، والمزيد من السعرات الحراريَّة المحترقة، كلّها نتائج إيجابيَّة، لو أنَّ
الواقع ليس كذلك، فعلى المدى الطويل تؤدِّي الرياضة الشاقَّة إلى:
• الألم الشديد من جرَّاء قلّة التعافي بين جلسة الرياضة والأخرى، ممَّا يمنعك تاليًا من بذل كل ما لديك من طاقة في الحصَّة التدريبيَّة التالية، أو يمنحك الوهم بأن التمرين أكثر صعوبةً مما هو عليه حقيقةً.
• زيادة الشهيَّة إلى الطعام، إذ تشعرين بعد بذل مجهود شاق في تمرين صعب أنك "اكتسبت" الحقّ في تناول كلّ ما ترغبين به، ممَّا يقودك إلى تناول الطعام بطريقة لا تتماشى مع أهدافك.
• المشكلات الهرمونية، التي تتمظهر غالبًا في قلَّة النوم وانخفاض الطاقة، ممَّا يجعل الأمر يبدو أنك لن تصلي إلى أهدافك، بغضِّ النظر عمَّا تفعلينه.
في كثيرٍ من الأحيان، عندما تلاحظ النساء العوارض المذكورة أعلاه للمرَّة الأولى، فإنَّهن يملن إلى إضافة المزيد من التمرينات إلى جدول أسبوعهنّ، لمواجهة هذه الآثار ... إلَّا أن سبب ذلك هو ممارسة الكثير من التمرينات في المقام الأول! وبالتالي فإنَّ الحل هو التقليل من ساعات الرياضة.
عمومًا، لتحقيق الاستفادة القصوى من التمرينات، من الهامّ أن تجعلك التمرينات الرياضيَّة تتحكَّمين في الشهيّة إلى الأكل، كما تسمح لك بالتعافي ما بين حصَّة رياضيَّة وأخرى، والشعور بحالة جيِّدة عمومًا، وبالحيويّة، مع القدرة على الاستمرار في الالتزامات والأنشطة الأخرى في حياتك الأسريَّة، والوظيفة، و...
وإذا كان تمرينك دائمًا عالي الكثافة، ففكّري في استبدال بحصّة أو حصتين من حصصك الأسبوعيّة، تمرين منخفض الكثافة (المشي أو الركض الخفيف أو السباحة أو ركوب الدراجة وغيرها من التمرينات ذات الشدة الثابتة والقليلة)، ممّا سيوفر الطاقة الإضافيَّة بدون إرهاق الجسم أو زيادة الشهية.
شاهدي أيضاً:أخطاء شائعة في الحمية ...تجنّبيها