أصوات الرصاص، وذلك الإحساس بأن الشخص يقتل آخرين خلال ألعاب الفيديو بلا حسيب أو رقيب أو مُساءلة، يُشعل بالكثير من الأحيان غرائز العنف والجريمة في نفوس من يلعبون هذه الألعاب. تماماً كما حدث مع صبيٍّ مكسيكي دخل مُسلحاً إلى مدرسته وأطلق النار على الموجودين، ما تسبب بمقتل معلمة وإصابة 6 طُلاب على الأقل بجروح متباينة الخطورة، وبعد جريمته هذه أقدم الصبي على الانتحار في مكان الحادثة.
ووفقاً لما ذكرته وسائل الإعلام الأمريكية، نقلاً عن الإعلام المحلي في المكسيك، فقد صرح المسؤولون أنه صباح يوم الجمعة الماضية 10 كانون الثاني/يناير 2020، أقدم صبي لا يتجاوز عمره الـ11 عاماً، على اقتحام المدرسة الخاصة التي يدرس فيها في مدينة توريون في ولاية كواهويلا الواقعة شمال المكسيك، وكان بحوزته مسدسين اثنين بكامل ذخيرتهما، وبدأ بإطلاق النار على المتواجدين في فناء المدرسة، ما تسبب بقتل إحدى المعلمات وإصابة 6 من الطُلاب، وبعد ذلك أقدم الصبي على الانتحار.
وأشار ميغيل ريكيلم، حاكم ولاية كواهويلا خلال مؤتمر صحفي، إلى أن الصبي الذي ارتكب هذه الجريمة، كانت قد توفيت والدته قبل عدة سنوات، وأوضح أنه لم يكن يعاني من أي مشاكل في المدرسة. وأضاف أنه صباح يوم الحادثة كان الصبي قد طلب من معلمه الإذن بالذهاب إلى دورة المياه، وعندما لاحظ المعلم غيابه لحوالي 15 دقيقة ذهب للبحث عنه، ووجده يغادر دروة المياه وهو يحمل الأسلحة في يده.
وتابع ريكيلم قائلاً: «كان سلوكه جيداً، لكنه أبلغ بعض زملائه بأن يوم الحادثة هو اليوم المنتظر. وما يمكن أن نلاحظه هو أن الصبي وقع تحت تأثير ألعاب الفيديو، لأنه كان يرتدي قميصاً داخلياً عليه اسم لعبة ناشتورال سليكشين
2Natural Selection 2، المعروفة بأنها ذات طابع عنيف للغاية».
ومن جانبه، صرّح خورجي زيرمينو رئيس بلدية توريون، لإحدى المحطات التلفزيونية المحلية، بأن هنالك احتمالاً كبيراً بأن يكون الصبي قد أقدم على جريمته هذه متأثراً بألعاب الفيديو العنيفة التي يمارسها. وتابع زيرمينو في حديثه للمحطة قائلاً: «إنها مأساة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. فمن المحزن للغاية أن يأتي صبي بعمر 11 عاماً فقط إلى المدرسة مسلحاً بمسدسين، ويرتكب هذه الجريمة».
ومن الجدير بالذكر، أنه منذ وقوع الحادثة، تداول الكثير من رواد التواصل الإجتماعي في المكسيك، عدداً من الصور يُعتقد بأنها التقطت من مكان الجريمة في فناء المدرسة، وتُظهر الصور شخصين على الأرض وسط بركة من الدماء وبينهما مسدس. وفي لقطات أخرى بثتها وسائل الإعلام المحلية، يظهر العديد من رجال الشرطة والجيش المسلحين وهم يحاصرون المدرسة.