تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة تلميذة من مدينة تارودانت جنوب البلاد تعرضت إلى اعتداء وحشي بسبب عدم إنجازها للتمارين ، قيل إنه من طرف معلمها.
سؤال في بالبرلمان
قضية الاعتداء على التلميذة التي تبلغ من العمر8 سنوات وصلت إلى البرلمان المغربي. المجموعة النيابية للتقدم والاشتراكية وجهت سؤالاً كتابي لوزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي حول الاعتداء، والذي خلف رضوضا على مستوى الرأس والعينين، حسب الصور المنشورة بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.
ودعا الفريق المذكور باتخاذ الإجراءات التأديبية اللازمة في حق الأستاذ المعني بالأمر، في حالة ثبت تورطه في ذلك، ليكون عبرة لكل من سوّلت له نفسه تعنيف الطفلات والأطفال كوسيلة للتغطية عن فشلهم الذريع في القيام برسالتهم التربوية بالطرق البيداوغوجية والتربوية، خاصة في ظل ما يخلفه العنف المدرسي من آثار وخيمة جسدية ونفسية على التلاميذ تؤثر على مسارهم الدراسي.
مديرية التعليم تنفي
المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بتارودانت قالت و فور انتشار خبر تعرض تلميذة للتعنيف، وتوجيه أصابع الاتهام لأستاذها بالمستوى الثاني ابتدائي، انه تم "بعث لجنة رباعية مشكلة من أطر المراقبة التربوية و المسؤول عن المرصد الإقليمي لمناهضة العنف بالوسط المدرسي لإجراء بحث عميق في الموضوع".
و أوردت المديرية أنه تم استفسار مدير المؤسسة، الذي استفسر بدوره الأستاذ المعني،و الذي "نفى نفيا قاطعا تعريض تلميذته لأي تعنيف" .
اعتقال الأستاذ
عرفت القضية تطورات سريعة في التحرك من أجل كشف الحقيقة خاصة بعدما أجرت الطفلة مريم خبرة طبية وبناء على نتائجها التي أثبتت أن التلميذة تعرضت للضرب على مستوى الرأس والوجه، وهو ما جعل وكيل الملك يقرر متابعة الأستاذ في حالة اعتقال وأحاله مباشرة على جلسة المحاكمة زوال أمس
بالرغم من أن الأستاذ ظل ينفي ما نسب إليه طيلة مراحل الأبحاث التمهيدية التي باشرتها عناصر الدرك الملكي المختصة ترابيا، مؤكدا أن التلميذة "أخبرته بأنها تعرضت للتعنيف من طرف أمها التي حاولت إلصاق التهمة به".
وبالموازاة مع متابعة الأستاذ في حالة اعتقال، قررت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة سوس ماسة توقيف الأستاذ المتهم بشكل احترازي، في انتظار صدور حكم نهائي في حقه حتى يتسنى لوزارة التربية الوطنية اتخاذ الإجراء المناسب في حقه.
البث في القضية
و سيبث في قضية التلميذة مريم، يوم 20 من شهر يناير الجاري، مع متابعة الأستاذ المتهم في حالة اعتقال.
النيابة العامة بمدينة تارودانت كانت قد قررت، وضع المتهم بتعنيف تلميذة والتسبب لها في كدمات على مستوى عينيها، تحت تدابير الحراسة النظرية، من أجل تعميق البحث معه، بعد الشكاية التي قدمتها أسرة الطفلة ضده، كما تم عرض الطفلة المعنفة على الخبرة الطبية.
و أكدت الضحية وأثناء الاستماع إليهما من طرف وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بتارودانت، أن المشتبه فيه هو من وجه ضربات مبرحة ما تسبب لها في رضوض ومضاعفات خطيرة على مستوى الرأس والعينين وأزمة نفسية حادة.
و كان وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي سعيد أمزازي قد صرح لوسائل الإعلام المغربية أن الوزيرة لحد الآن أوقفت الأستاذ مؤقتا في انتظار حكم المحكمة ، و أن الوزارة لا يمكن أن تقوم حاليا بأي إجراء نهائي قبل أن يقول القضاء كلمته.