تطلق «سيدتي» سلسلة «نجوم في الذاكرة» تتناول من خلالها سيرة كبار النجوم الراحلين من خلال لقاءات حصرية مع المقربين منهم.
خمس سنوات مرت على رحيل سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، خمس سنوات لم نشعر أنها في عالم غير عالمنا، فروحها وجمالها وعبقريتها في التمثيل وأناقتها ورقتها دوماً تعيش معنا، فمازالت «سيدة الشاشة العربية» سيدة القلوب التي أحبها الملايين، فأفلامها في كل مراحل حياتها هي جزء لا يتجزأ من ذكرياتنا ولا تزال فاتن حمامة رمز الجمال الراقي.
«سيدتي» أرادت أن تدخل قلب أقرب إنسانة إلى قلبها، ابنتها الوحيدة والتي كانت تعتبرها الابنة والأخت والصديقة. فالفارق العمري بينهما قليل فقد أنجبتها فاتن حمامة، وهي لم تكمل عامها العشرين. الأمر لم يكن سهلاً بالنسبة لنا للحصول على موافقة نادية ذو الفقار لتخرج عن صمتها الذي اختارته طول عمرها وبُعدها عن الأضواء في حياة والدتها. وبعد رحيلها لتتحدث للمرة الأولى للصحافة. وبعد محاولات متتالية وافقت وخرجت عن صمتها وتحدثت عن الأم فاتن حمامة.
في حي الزمالك الذي عاشت فيه مع والدتها في الفترة الأولى من طفولتها، فضّلت أن نلتقي في أحد الفنادق حيث تقضي بعض الوقت في فترات الصباح، تعيش نادية ذو الفقار الابنة الوحيدة للفنانة فاتن حمامة من زوجها الأول المخرج الراحل عز الدين ذو الفقار، ما بين مصر وفرنسا. وأجرينا الحوار معها في نهاية إجازتها في مصر.
تحدثت نادية ذو الفقار لـ«سيدتي» عن مرحلة طفولتها وعلاقتها بوالدتها واصطحابها معها أثناء تصوير أعمالها وذكرياتها عن الأب الثاني في حياتها الفنان العالمي الراحل عمر الشريف وعلاقتها بوالدها عز الدين ذو الفقار، ومن أقنعها بالتمثيل، وهي طفلة في فترة المراهقة وما الذي تعلمته من عمر الشريف، وعلاقة فاتن حمامة بعمر الشريف حتى رحيلها وعلاقة فاتن حمامة بزوجها الراحل الدكتور محمد عبد الوهاب الطبيب الشهير. وسألتها:
في البداية، لماذا أنتِ بعيدة عن الإعلام وفضلت الابتعاد والصمت طوال حياة والدتك «سيدة الشاشة العربية» فاتن حمامة وبعد رحيلها إلى الآن؟
طول عمري أنا وأخي طارق عمر الشريف لا نحب «الميديا» (وسائل الإعلام) ولا نحب التصوير وإجراء الحوارات في حياة أمي وبعد رحيلها لأننا نجد أن ما كتب عنها يكفي وأيضاً أمي كانت تكره أن تحكي عن حياتها الشخصية. لكني فضّلت أن ألبي دعوة مجلة «سيدتي» باعتبارها من المجلات العريقة، فشعرت بأنه يجب عليّ أن أخصّها بأول حوار عن أمي ومعرفة الجانب الآخر من حياتها.
حدثينا عن ذكرياتك مع سيدة الشاشة العربية في مرحلة الطفولة؟
أمي كانت مشغولة طوال الوقت وخصوصاً في فترة طفولتي، فقد كانت تصطحبني إلى الأستوديوهات لأقضي معها بعض الوقت، ومع أبي المخرج الكبير الراحل عز الدين ذو الفقار. كنت ألعب في طرقات الاستوديو وأجلس معها في أوقات الاستراحة. كانت أمي سعيدة جداً وتشعر أنني أختها الصغرى. فالفارق العمري بيننا قليل جداً، لم أكن أستوعب أنني أمثل أمام أمي في فيلم «موعد مع السعادة»، وكنت أشعر بأننا نمارس حياتنا الطبيعية وكنت أنفذ توجيهات أبي المخرج عز الدين ذو الفقار كما يقولها تماماً.
كنت أنتظر الإجازات المدرسية؛ حتى أستمتع بالبقاء مع والدتي وكنا نسافر معاً، وتلعب معي كثيراً وتحاول تعويضي، وأتذكر أنها كانت حريصة على أن ألعب معها بالعرائس التي تشتريها لي ونمارس الرياضة سوياً في الصباح، وكانت تحب أن تلتقط لي بعض الصور وأقف معها في المطبخ أحياناً.
وماذا عن والدك؟
كان حنوناً جداً وطيباً ورومانسياً بشكل كبير، فأتذكر أن أمي كانت غير مقتنعة بفيلم «بين الأطلال» بسبب جرعة الرومانسية الكبيرة فيه، وكانت تقول لأبي لن يصدقنا أحد؛ لكنه أقنعها وشعرت بعد عرض الفيلم بأنه كان على صواب، وللعلم أمي كانت على عكس أبي تماماً فقد كانت واقعية وعقلانية جداً.
هل كرهت نادية السينما نظراً لانشغال والدتها فاتن حمامة في تصوير أفلامها وخصوصاً في فترة طفولتها؟
لم أكره الفن ولم أتضايق من أمي لانشغالها وتركي أوقاتاً طويلة بمفردي مع مدبرة المنزل؛ لأنها كانت تعوضني غيابها في الإجازات، بالإضافة إلى أن حياتنا كانت مرتبة جداً، فقد كان كل شيء يسير بنظام دقيق في فترة غيابها؛ لأنها كانت تنظم وتدير كل شيء مع مدبرة المنزل من إشراف على الأكل ومواعيد المذاكرة، وتنظيم كل ما يحصل في حياتي، وكانت دائماً تطمئن عليّ عبر الهاتف.
انفصلت فاتن حمامة عن والدك وأنت في سن ثلاث سنوات وتزوجت من الفنان العالمي عمر الشريف وأنت في سن أربع سنوات. حدثينا عن هذه الفترة؟
كان عمر الشريف أباً ثانياً لي طيب القلب جداً وحنوناً ويشتري لي الألعاب، ونخرج معاً كعائلة ونسافر ولم أشعر دقيقة واحدة أنه زوج والدتي. وبعد ميلاد أخي طارق عمر الشريف، كان عمري 7 سنوات، ولم أشعر أبداً بأن عمر الشريف يفرّق في المعاملة بيننا، بل كان دائماً هو وأمي ينصحانني بأن طارق أخي وحبيبي، ويجب أن أرعاه، وأعتني به في حالة عدم وجودهما، وفعلاً جمع بيني وبين أخي حب كبير. وكنت ألعب معه وأعتني به.
كيف كانت أمك تعاملك في فترة المراهقة؟
وأنا في سن الخامسة عشرة كان أبي قد توفي، وسافرنا إلى إسبانيا في بداية عمل عمر الشريف في السينما العالمية، وألحقونا أنا وأخي بمدرسة داخلية في سويسرا. وعشت حياة الأسرة أثناء أوقات إجازاتي من المدرسة. وكانت أمي حازمة جداً وحريصة على أن تنصحنا بأهمية حفاظ الإنسان على سمعته وألا يفعل أخطاء يندم عليها وتضر بسمعته ومكانته بين الناس. هكذا عاشت أمي طوال فترة حياتها تحافظ على سمعتها، ولا نفعل ما نخجل منه بعد ذلك. وكانت دائماً تنصحنا بأن العمل أهم شيء في حياة الإنسان.
كيف كانت فاتن حمامة تعيش في الغربة بعيداً عن حياتها كفنانة؟
كوّنت أمي أصدقاء كثيرين، وكانت متابعة للحركة الفنية، لكنها تأقلمت على حياتها في الغربة ومن وجهة نظرها عاشت حياة الزوجة التي تدعم نجاح زوجها.
هل كانت توجد خلافات بينك وبين والدتك في الغربة وما أسبابها؟
تضحك نادية وتقول: «كانت الخلافات بسبب أخي طارق؛ لأنني كنت دائماً أدافع عنه، وكانت تعتبر هذا الدفاع تدليلاً له وهي تكره التدليل حيث كان طارق يشكو لي أنه يكره المدرسة الثانية التي التحق بها في إنجلترا ويريد أن يدخل مدرسة أخرى، وعندما أخبرت أمي بذلك قالت «بلاش دلع فاضي وهيكمل في المدرسة لأني أرى أنه سيكون له مستقبل كبير فيها»، وفعلاً تخرّج طارق في هذه المدرسة.
كنتُ سكرتيرة عمر الشريف
بعد سنوات ليست بالقليلة، انفصلت فاتن حمامة عن عمر الشريف وعادت إلى مصر لتكمل مشوارها السينمائي بعد توقف لسنوات. ما الأسباب الحقيقية لانفصالهما؟
عمر الشريف كان يسافر كثيراً لتصوير أفلامه وأعماله، وكان كل واحد منهما يعيش بعيداً عن الآخر، فاتفقا على الانفصال ولكن استمرت علاقة الاحترام والتقدير بينهما.
هل استمر حب عمر الشريف لفاتن حمامة كما كان يقول في حواراته الصحفية؟
من وجهة نظري، ما استمر هو الاحترام والتقدير بينهما.
لكن، لماذا لم يتزوج عمر الشريف مرة أخرى بعد فاتن حمامة؟
أعتقد أنه لم يجد من تحقق له الاستقرار إلى جانب أنه تعوّد أن يعيش بمفرده.
بالرغم أن الفنان عمر الشريف كان يذكر في حواراته مدى حبه لها وتقديره واحترامه، إلا أنها كانت تتحفظ في الكلام عنه وذات مرة غضبت من صحفي عندما سألها عن علاقتها به، ما السبب؟
رغم أن علاقتهما كانت جيدة إلا أن أمي كانت سيدة متزوجة، وتعرف جيداً العادات والتقاليد الشرقية، وأنه لا يصح أن تتكلم عن زوج سابق وهي متزوجة.
لماذا لم تعودي مرة أخرى مع والدتك بعد انفصالها عن عمر الشريف وعودتها لمصر؟
لم أعد لأنني كنت أعمل مع عمر الشريف كسكرتيرة له كما أن أخي طارق كان لا يزال في مرحلة الدراسة وكنت أعتني به.
ماذا تعلمت من عمر الشريف على مستوى الحياة العملية؟
تعلمت منه الحياة وكيف أتعامل مع الناس، والتقيت شخصيات كبيرة في كل المجالات، لم أكن أحلم بأن أقابلهم وتعاملت معهم من خلاله. كان لا يبخل عليّ بأي معلومة أو نصيحة وكان مثقفاً جداً. للأسف، أكبر خطأ حدث لعمر عندما قرر أن يترك السينما العالمية، ويعود ويستقر في مصر وللأسف جامل أناساً كثيرين بحسن نية، ولم يكن هذا لصالحه. وهناك أشخاص نشروا عنه بعض الإشاعات بأنه يهودي الأصل، وكل هذه الإشاعات كاذبة، فهو مصري مسيحي كاثوليكي وأسلم عند زواجه من أمي. وقد حزنت عليه جداً في أيامه الأخيرة عندما أصيب بمرض ألزهايمر، وكان رحيله في العام نفسه الذي رحلت فيه أمي عام 2015، وهذا ترك فينا أنا وطارق حزناً كبيراً في قلوبنا، وشعرنا بأنهما رحلا ولكن في نظري من يرحل لا يموت. أمي ما زالت تعيش معنا. ولم تمت لكنها رحلت بجسدها إلى عالم آخر فروحها تعيش معي. لا أستطيع أن أرى أفلامها وطارق أيضاً لا يستطيع أن يشاهد أفلام عمر الشريف.
عندما تزوجت من رجل فرنسي في الخارج كيف كان رد فعل «سيدة الشاشة العربية»؟
كانت تعطينا دائماً حرية الاختيار لعملنا، وعندما تزوجنا أنا وطارق كانت أمي مؤمنة أن كل إنسان مسؤول عن قراراته، وعليه أن يتحمل عواقبها، وكانت تتمنى أن أكون سعيدة باختياراتي. وفعلاً، كنت سعيدة جداً بزوجي وقابلته أمي أكثر من مرة وكانت سعيدة به.
كيف كانت علاقة فاتن حمامة بحفيدتها؟
كانت حبيبتها، عاشت معها الأمومة التي لم تعشها معي؛ لأنها ظلت متفرغة لها بعد عودتي من الخارج، وعشنا أنا وابنتي مع أمي في الزمالك حيث كانت تقيم. كانت آراؤها تتوافق مع ابنتي التي كانت مريحة معها في الحوارات العادية. أمي كانت سعيدة بها جداً وتطمئن على أخبارها في المدرسة الفرنسية التابعة للسفارة الفرنسية بالمعادي.
ما الذي كان يغضب فاتن حمامة منك؟
أنا سريعة جداً في حركتي متأثرة بطريقة الأوروبيين؛ لكن أمي كانت هادئة (هانم) لا تحب السرعة ولا الحركة السريعة، وأحياناً كانت تقول لي: «أشعر بالتوتر من حركتك السريعة ومن فتح الأبواب بسرعة».
ما علاقتك مع منى ذو الفقار؟
منى ذو الفقار ابنة عمي وحبيبتي، وأختي التي أفتخر بها دائماً كمحامية دولية. كانت تشبه أمي كثيراً في العقل والهدوء وكانت حبيبة أمي.
هل كانت فاتن حمامة تتحدث معكم عن ذكرياتها السينمائية، وأكثر ممثل تحب العمل معه وأحب الأفلام إلى قلبها؟
لم يكن منزلنا يشهد أي حوارات أو ذكريات عن السينما، فذكرياتها السينمائية كانت تحتفظ بها لنفسها وتعيش حياتها الأسرية معنا في المنزل، ولا مجال لأي حوارات أخرى في الفن، ولم تكن تأخذ رأينا في دور مثلته لكنها كانت تتركنا لنقول آراءنا لها بدون سؤال.
ما أكثر الأفلام التي كانت تحبها؟
كانت تحب فيلم «الحرام» و«دعاء الكروان» وأحياناً كانت تكره مشاهدتنا لبعض الأفلام إذ كانت ترى أن ثمة أخطاء تشوبها، أو تعتقد أن المشهد كان من الأفضل أن يقدم بشكل آخر.
ما أكثر الأفلام التي تحبينها لفاتن حمامة؟
معظم أفلامها أحبها لكن أحب أكثر «بابا أمين»، كان دمها خفيفاً جداً، وكان الفنان يوسف وهبي أكثر من ممتاز ودمه خفيفاً، وبالرغم من عبقرية أدائها في «بين الأطلال» و«نهر الحب» فأنا لا أحب مشاهدتهما لأنني أبكي كثيراً.
الدكتور محمد عبد الوهاب الطبيب الشهير ـ رحمه الله ـ دام زواجه بفاتن حمامة أكثر من أربعين عاماً حتى الرحيل كيف كانت علاقتك به؟
كنت أحترمه وأقدره وكان في تعاملاته يحترم كل الناس ويحب أمي جداً ويحترمها، فهو مهذب وراق و«حنين» معها جداً. كان بالنسبة لها السند والأخ والصديق والزوج وكان يسعد بكل عمل تنجح فيه وعندما كانت تحضر لدور جديد يهيئ لها الجو الهادئ في المنزل، وكان حريصاً جداً على متابعة أعمالها التي مثلتها وهي زوجة له، ومتابعة حالتها الصحية ويطمئن عليها دائماً خصوصاً بعد إجرائها عملية في القلب في أوائل التسعينيات. صحيح أن الأعمار بيد الله، ولكني كنت أشعر بأنه لن يعيش بعدها طويلاً وحين رحل في العام الماضي حزنت عليه كثيراً جداً.
وكيف كانت علاقة الدكتور محمد عبد الوهاب بالنجم العالمي عمر الشريف؟
كانت علاقة طيبة جداً وكثيراً ما كانا يلتقيان في احتفالات عيد ميلاد الأحفاد، أو المناسبات العائلية بما يليق بعلاقة الاحترام المتبادلة بينهما. أيضاً أمي كانت تحترم عمر الشريف احتراماً شديداً، وظلت العلاقة هكذا حتى رحلوا جميعاً.
كابنة، كيف كنت تنظرين إلى فاتن حمامة كممثلة؟
كانت ممثلة رائعة وعظيمة تعيش شخصياتها التي تؤديها وتذوب معها، وكنت أحياناً أسأل نفسي: ما هذه الموهبة وما هذه العبقرية في الأداء؟ ومنها أفلام «ضمير أبلة حكمت»، «أريد حلا»، «يوم حلو ويوم مر» وغيرها.
من أكثر المخرجين قرباً لقلبها؟
بركات، صلاح أبو سيف، سعيد مرزوق وخيري بشارة.
لماذا كرهت آخر أفلامها «أرض الأحلام» ولم تشاهده؟
رفضت أن تشاهده؛ لأنها كانت تشعر بأن الفيلم فيه تطويل ويجب أن تحذف منه بعض المشاهد؛ حتى يخرج بالشكل المناسب، ففضلت عدم مشاهدته؛ حتى لا تغضب.
هل كانت فاتن حمامة شخصية متفائلة تكره الحزن؟
كانت تحب الضحك والهدوء، ولا تحزن أبداً على شيء ولا تعيش الحزن الذي تمر به لفترة طويلة وفعلاً كانت شخصية متفائلة.
هل كانت تخاف على قلبها من الإجهاد خصوصاً بعد إجرائها عملية في القلب في التسعينيات؟
كانت تحافظ على صحتها وتأكل طعاماً صحياً، ولم تكن تشعر أبداً أنها مريضة حتى بعد العملية كانت لا تحب أن تقلقنا عليها وتمارس الرياضة يومياً؛ لتحافظ على صحتها. حتى أنها أوصت قبل رحيلها بعدم إقامة عزاء لها؛ حتى لا نعيش لحظات صعبة، وكانت تحب الهدوء وعدم الضجيج وأوصت بأن نضع الورود على قبرها وفعلاً وضعنا ورداً أبيض. كانت أمي تحب الطبيعة والخضرة وأسعد أوقاتها عندما كانت تجلس في حديقة فيلتها في القطامية؛ حيث أحبت الهدوء في هذا المكان أكثر من حياتها الأولى في الزمالك.
هل كانت دموعها قريبة؟
لا، كانت تعبّر عن حزنها بالصمت وأنا وطارق ورثنا هذا منها.
سفـركمــا الدائـم أنت وطارق وإقامتكما لوقت طويل في الخارج هل كان يحزنه
إلى حد كبير، أمي كانت تحب أن نبقى معها دائماً لكنها تحب مصلحتنا أولاً وتكتفي بأن ترانا ناجحين في عملنا حتى لو كنا بعيدين عنها. طارق اشترى فيلا بجوارها وكان أثناء زياراته لمصر يتواجد دائماً معها وأنا أيضاً كنت أقيم معها أوقاتاً طويلة.
ماذا تعملان أنت وطارق الآن؟
أنا الآن سيدة منزل أقضي وقتي مع ابنتي التي تعمل في مجال العقارات في فرنسا وأحفادي ثلاثة شبان كبار، ومع زوجي ما بين لندن وفرنسا. أما طارق فيمتلك مطاعم في مصر وإسبانيا وابنه يعمل في مجال الفن في العلاقات العامة لجائزة الأوسكار.
تجربتك في التمثيل هل كانت قرارك؟
نعم، أحببت أن أجرب مجال التمثيل في فيلم «حكاية وراء كل باب» مع أمي لكني لم أحب التمثيل، وابتعدت مثل أي شابة تحب تجربة مجال في بداية حياتها.
ما أحب الهدايا التي أهدتها لك فاتن حمامة والعكس؟
كل هداياها كانت جميلة وخاصة الملابس التي كانت تشتريها لي وهي مسافرة، كان ذوقها جميلاً وعلمتني البساطة في اللبس. أما أجمل هدية قدمتها أنا وابنتي لها فكانت «قلب» وكانت سعيدة جداً بها.
أعجبت بسعاد حسني ونيللي كريم
كيف كانت علاقتها بالفنانة الراحلة شادية وما رأيها عندما اعتزلت الفن؟
أمي كانت تقدّر شادية جداً وتحترمها، وعندما اعتزلت شادية كان رأي أمي أن كل إنسان حر في قراراته التي تريحه نفسياً.
كيف كان رد فعلها على هجوم مريم فخر الدين عليها في بعض البرامج، وخاصة عندما قالت عن «سيدة الشاشة» «إزاي وهل نحن جواري الشاشة»؟
كانت تضحك ولا تعلق ولا ترد على مثل هذه التصريحات، مع الوضع في الاعتبار أن أمي لم تطلق على نفسها «سيدة الشاشة العربية»، ولكن الجمهور والنقاد هم من قالوا ذلك.
هل كانت هناك بعض الخلافات بينها وبين الفنانة الراحلة هند رستم كما كان يكتب؟
بالعكس، كانت تحبها وتقدرها جداً، ولم تحدث أي خلافات بينهما. أمي لم يكن بينها وبين أي فنانة في جيلها خلافات ولا حتى في الأجيال بعدها.
ماذا عن رأي فاتن حمامة في نجاح ونجومية سعاد حسني؟
كانت أمي في الخارج وقت ظهور سعاد حسني، لكن عندما شاهدت أعمالها بعد عودتها لمصر أعجبت بها كثيراً، ووجدت فيها ممثلة قديرة، أمي كانت تثق أن كل فنانة لها لونها وموهبتها التي تميزها ولم تخف من نجاح أحد، بل كانت تفرح لهن؛ لأنها فنانة واثقة من نفسها كثيراً، وتؤمن بأن نجاح أي فنانة لا يلغي نجاح الأخريات.
من هم أقرب أصدقاء فاتن حمامة؟
أحمد رمزي كان من الأصدقاء المقربين لها ولعمر الشريف حتى رحيله.
ما أهم التكريمات التي أسعدت فاتن حمامة؟
الدكتوراه الفخرية التي حصلت عليها في بيروت والجامعة الأميركية في مصر.
ما مقتنيات «سيدة الشاشة العربية» التي أقيم لها معرض في مكتبة الإسكندرية بالتنسيق مع الدكتور محمد عبد الوهاب قبل رحيله؟
نظارة طبية، نظارة شمسية، صور أفلامها، «بالطو» (ثوب) الدكتوراه الفخرية، وملابس أخرى من أفلامها وصورتها المرسومة التي كانت تحبها كثيراً، واحتفظت بها في كل بيت عاشت فيه.
لماذا ترفضين أن تقدم حياة فاتن حمامة في مسلسل درامي؟
أرفض بشدة ولن أقبل أبداً؛ لأن حياتها الخاصة ملك لها، ولم تصرح بها طول حياتها واحتفظت بها لنفسها إلى جانب أن من عايشوها رحلوا جميعاً، وبالتالي ستكون الأحداث غير دقيقة وبها أخطاء وأنا أرفض تماماً أن أوافق على شيء كانت أمي ترفضه في حياتها. وأتذكر عندما صورت برنامجاً عن ذكرياتها السينمائية في قناة الأوربت مع الإعلامي القدير الراحل وجدي الحكيم كان شرطها لكي تصور البرنامج أن يقتصر الكلام على حياتها السينمائية، ولم تذكر شيئاً عن حياتها الخاصة.
من أكثر فنانة شابة كانت فاتن حمامة مؤمنة بموهبتها؟
كانت أمي معجبة بكثيرات؛ لكنها كانت معجبة جداً بنيللي كريم وبتلقائيتها وأدائها الطبيعي وخاصة في مسلسل «ذات».
هل فكرت فاتن حمامة في العودة للفن قبل رحيلها؟
لا، كانت تقول لي «الناس أتغيرت والدنيا اختلفت وأنا تعبت وأريد أن أستريح».
ما أكثر بلد كانت تحب السفر إليه؟
لندن، كانت تحبها جداً.
كيف كانت تقضي يومها؟
تبدأ يومها مبكراً بالتمرينات الرياضية ثم تتصل بنا في حال وجودنا في مصر ونلتقي، أو تلبي دعوات للغداء مثلاً مع الدكتور محمد عبد الوهاب عند أصدقائهما، كانت تحب أن تقضي وقتاً أمام التلفزيون تشرب قهوتها وأحياناً كثيرة تسمع الموسيقى في الحديقة، وكانت تنام مبكراً ودائماً ما تتصل بشقيقتيها لتطمئن عليهما، فهي الأخت الكبرى (فاتن وليلى وناهد)، وحزنت كثيراً عند وفاة أختها ليلى، فقد كانت الأم الثانية لهما بعد رحيل والدتها.
ماذا تقول نادية ذو الفقار لوالدتها فاتن حمامة؟
«وحشتيني يا فاتن».
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي