على الرغم من الرقابة المشددة والقوانين التنظيمية والإجراءات المتشددة التي يتخذها عادة مسؤولو الاختبارات ومراقبو اللجان لمنع حصول أي حالات غش بين الطلبة الذين يؤدون اختباراتهم، إلا أن ذلك لا يقف حجر عثرة ولا يشكل رادعاً لطلبة وطالبات غشاشين اعتادوا على البحث عن وسيلة جديدة لتحقيق مرادهم.
تطور في أدوات الغش
شكلت القفزة في التقنية وثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الحالية، باباً واسعاً وطريقاً جديداً يسهل ويسهم في تحقيق ذلك، إذ شهدت السنوات الأخيرة تطوراً فارقاً في أدوات الغش، التي ساهمت التكنولوجيا بدور فعال فيها كذلك. وبخلاف الحيل الجديدة والمبتكرة للغش من قبيل تفصيل قمصان وملابس مزودة بسماعات وشرائح اتصالات تؤمن للغشاش التواصل مع أحد بالخارج أثناء أداء الامتحان ليملي عليه الإجابات عن الأسئلة، بخلاف ذلك زاوج البعض بين قدرات التكنولوجيا وبين الطب كمهنة إنسانية راقية من أجل التحايل وممارسة الغش.
آخر الابتكارات المزعجة تمثلت في لجوء بعض الطلبة الغشاشين إلى وضع سماعات دقيقة للغاية في آذانهم قبيل بدء الاختبارات؛ لتكون أداتهم للغش وتحقيق التفوق الخادع السريع بلا تعب أو جهد. ولاقى ذلك استياءً عارماً في وسائل التواصل الاجتماعي من العامة، واجهه اتخاذ إجراءات صارمة ورقابة شديدة من المسؤولين على القطاع التعليمي، في محاولة لردع تلك الممارسات.
مضار الغش
ما زاد الطين بلة عدم اقتصار مضار الغش وآثاره السلبية على ضعف التحصيل الدراسي للغشاش، بل تأكيد وجود أضرار طبية وصحية على فاعليها، وأن وضع سماعات الغش قد يؤدي إلى أضرار جسيمة لحاسة السمع تصل إلى الصمم، إذ استقبلت إحدى مستشفيات الكويت 15 حالة لاستخراج سماعات غش منذ انطلاق اختبارات الثانوية العامة المنتهية قبل أيام. وخلال العامين الماضيين شهدت بعض المستشفيات نحو 100 حالة لطلبة حشرت في آذانهم سماعات استخدموها في الغش، وذلك لأن عادة ما يضع الأفراد هذه السماعات ويستخرجونها بأنفسهم، بينما يلجأ بعضهم إلى المستشفيات لاستخراجها في حال لم يتمكنوا من ذلك.
لهذا الأمر مخاطره، إذ يحذّر رئيس مجلس أقسام الأنف والأذن والحنجرة في وزارة الصحة د. مطلق السيحان، قد يتسبب في مضاعفات مضرّة كالتقرحات والجروح العميقة والنزيف والتهابات الأذن وثقب الطبلة، ومن ثم إصابة العظيمات داخل الأذن الوسطى، كما قد يؤدي إلى ثقب الأذن الداخلية، ويسبب فقدان السمع مباشرة. مراجعون يشكون، وبحسب السيحان، من نزيف في الأذن، يعلّق د. السيحان: «هؤلاء المراجعون يطلبون المساعدة لإزالة هذه الأجسام الغريبة ومنها السماعة طبعاً، بسبب انحشارها في القناة السمعية الخارجية، ما قد يتسبب في تقرحات لهم أو تلك المضاعفات المذكورة، والأمانة الطبية تستلزم علاج الحالات ومساعدتها على استخراج الجسم الغريب، ومن ثم نبحث في الأسباب لاحقاً».
ضرورة تغليظ العقوبات
نادى العديد من المغردين والمدونين في وسائل التواصل الاجتماعي بضرورة تغليظ العقوبات، وفرض رقابة صارمة على من يلجأ إلى تلك المحاولات، والطرق والعمل على متابعة العملية من الأساس، ومكان حصول الطلبة على تلك السماعات، لوضع حد لتلك الظاهرة حرصاً على سلامة الطلبة أولاً وتقويم سلوكهم.