العناد والإصرار وعدم التراجع من الصفات التي يتصف بها عدد كبير من الأطفال...مما يخلق مشاكل في تعامل الآباء معهم، وقد يحدث هذا لمدة وجيزة أو يصبح نمطاً سلوكياً وصفة ثابتة ملازمة للطفل؛ حيث إنها تحقق له مكاسب نفسية أو ترفيهية... والطفل العنيد الذكي أكثر ما يستغل هذه الصفة ويتمسك بها...عن طرق التعامل معه تحدثنا الباحثة الاجتماعية وأستاذة التنمية البشرية نجلاء محفوظ.
العناد اضطراب سلوكي وله أنواع
الطفل عنيد مشاكس مصر على رأيه دون رجوع، بعض الآباء يعاقبون ويضربون ويعنفون ويمنعون المصروف مما يزيد من إصرار الطفل وعناده وعدوانيته، وأشكال العناد كثيرة؛ أولها عناد التصميم والإرادة لفعل شيء إيجابي...هنا على الآباء تشجيع الابن وتدعيم موقفه، الثاني عناد مفتقد للوعي حيث يصر الطفل على فعل شيء ما دون النظر إلى عواقبه المترتبة عليه، والثالث هو العناد مع النفس كرفض تناول الطعام لغضبه من أمه...معتقدا أن هذا يعذبها! والرابع هو عناد الاضطراب السلوكي؛ عناد من دون سبب لدرجة أنه أصبح نمطاً ثابتاً في شخصية الطفل... ويحتاج إلى استشارة طبيب وأخيراً: العناد الفسيولوجي نتيجة لبعض الإصابات العضوية للدماغ مثل حالات التخلف العقلي.
أسباب العناد كثيرة نفسية وتربوية
الطفل يولد صفحة بيضاء لا يعرف سبباً للعناد، والآباء هم من يؤصلون صفة العناد بداخل أطفالهم، لذلك تتركز أول أسباب العناد عند الأطفال في أوامر الكبار غير المناسبة للواقع؛ مثل التصميم على أن يقوم الطفل بعمل ما دون شرح أسبابه، كما أن رغبة الطفل في تأكيد ذاته تجعله عنيداً، إضافة إلى انعكاس مرحلة النمو النفسي للطفل التي تدفعه للرغبة في الاستقلال ومحاولة اكتشاف ذاته وقدرته على التأثير فيلجأ للعناد... والذي يزداد مع الطفل الذكي ليحقق مزيداً من النجاحات لصالحه أولاً، ومن أسباب العناد أيضاً: تدخل الآباء في حياة الابن بشكل مستمر، ولا ننسى الطفل ألاتكالي الذي يصر على الاعتماد على الأم أو المربية في تلبية كل حاجاته... وهنا ينصح بالمرونة والتغاضي عن العناد اليسير ما دام في حدود المقبول.
اشغليه بشيء آخر للتمويه عليه، وناقشيه وتفاهمي معه إن كان كبيراً؛ الحوار الدافئ المقنع غير المؤجل؛ حتى لا يعتقد أنه ربح المعركة يعتبر من أنجح الأساليب لمواجهة العناد ولكن تخيري نوع العقاب، فكل طفل عقابه المناسب من دون ضرب أو شتائم فهي تشعره بالمهانة والانكسار.
التعامل مع عناد الطفل الذكي...يختلف
أمر يتطلب صبراً وحكمة وعدم اليأس أو الاستسلام للأمر الواقع؛ لذلك تعودي أن تصيغي طلباتك معه بقوة حتى لا يشعر بترددك وحتى لا تعطيه الفرصة للرفض، ولا تصفيه بالابن المعاند على مسمع منه فيتعود، ولا تقارنيه أيضاً بأطفال آخرين،إخوته أو أصدقائه، وامدحيه كلما بدرت منه بادرة حسنة وكوني واقعية متفهمة لظروفه في طلباتك.
- اسمعي طفلك واعترفي بتميزه وذكائه واهتمي بما يقول؛حتى يصبح ذا إرادة قوية، أما غضبك وتعنيفك له فهو يزيده عناداً، تواصلي معه دوماً وتعاملي معه وكأنكما أصدقاء، وقدمي له النصيحة بهدوء دون عنف أو صوت عالٍ.
- اطلبي الطلب وقدمي لابنك الخيارات وشجعيه على كل مايفعله من أمور إيجابية سليمة لصالحه، وعودي نفسك على التعامل مع عناد الطفل الذكي من دون إخباره بالمرونة، والتحايل مع مواقفه العنيدةالتي يقوم بها وكوني صبورة لينة ذكية أمام عناده.
- شجعيه على ممارسة أي رياضة يفضلها ليستنفد طاقته الزائدة فيخف عناده، وتظاهري باحترام قراراته وآرائه حتى لو كانت بسيطة... وبالتدريج تصبح مهمة وإيجابية، وشاركيه أمور حياته...الدراسية والترفيهية وحتى الإلكترونية مما يشعره بالثقة والحب.
- صفة العناد عندما ترتبط بالذكاء تصبح أقوى تأثيراً بالسالب أو الإيجاب، لهذا دققي في رد فعلك أمام عناده، فلا تشكي عناده لأحد ولا تعنفيه أمام أحد، حتى لا يزداد إصراره وعناده وتشبثه بآرائه، ومن أجل ألا يصبح عناده صفة وطبعاً ثابتاً، فيعامل على أنه مضطرب نفسياً وانفعالياً.
- الطفل قبل العامين يكون منقاداً ومستسلماً للأم التي توفر له احتياجاته، وبعد إتمام العامين يصبح الطفل مستقلا إلى حد ما وله تصوراته الذهنية عن نفسه فيرتبط العناد لديه بما يدور برأسه من خيال ورغبات، وفي سن المراهقة يصبح العناد أحد وسائل الانفصال عن الوالدين...ثم يكتشف خطأه بعد ذلك... وهكذا.